الصحة

عسر الطمث – Dysmenorrhoea

عسر الطمث - Dysmenorrhoea

المقدمة

تعاني معظم النساء من بعض أشكال ألم الطمث خلال حياتهن. إن المصطلح الطبي لألم الدورة الشهرية هو عسر الطمث.

يكون الشعور بألم الطمث عادة بشكل تشنجات عضلية مؤلمة في القسم السفلي من بطنك، ويمكن أن ينتشر في بعض الأحيان إلى ظهرك والفخذين. يأتي الألم بشكل تقلصات شديدة أحياناً، بينما قد يكون الألم في أوقات أخرى خفيفاً ولكن أكثر استمراراً.

يبدأ الألم عادةً مع بدء النزيف، ويستمر من 12-24 ساعة.

لماذا يحدث ذلك

تحدث معظم الحالات من آلام الدورة الشهرية عندما يتقلّص الجدار العضلي للرحم. ممّا يضغط على الأوعية الدموية التي تبطّن الرحم، فيقطع إمدادات الدم مؤقتاً (وبالتالي إمدادات الاوكسجين) للرحم. بدون الأكسجين، تفرز أنسجة الرحم مواداً كيميائية تثير الألم في جسمك.

في بعض الأحيان، قد يكون سبب آلام الدورة الشهرية حالة طبية ضمنية مثل التهاب بطانة الرحم أو مرض التهاب الحوض (انظري الشكل، يمين الصفحه) .

ما مدى انتشارها؟

إن ألم الدورة الشهرية شائع جداً. تشير بعض الدراسات أن ما يقرب ثلاثة أرباع الشابات وربع إلى نصف النساء البالغات عانين الألم وعدم الراحة خلال الدورة الشهرية. يشتد الألم جداً لدرجة أنه يمنع من القيام بنشاطات اليومية عند نسبة من النساء تصل لواحدة من كل خمسة نساء.

إقرأ أيضا:النسيج الذي ينقل رسائل الجسم هو النسيج

ما العمل

يمكن علاج معظم حالات ألم الدورة الشهرية في المنزل. يمكنكِ شراء عدد من المسكّنات دون وصفة طبية للمساعدة في التحكّم بالألم.

إذا كان ألم الدورة الشهرية شديداً، قومي بزيارة الطبيب للتأكد من أن الألم ليس نتيجة لحالة طبية.

الأعراض

عادة ما يتم الإحساس بألم دورة الحيض كتشنجات مؤلمة في أسفل البطن.

يأتي الألم أحياناً بشكل تقلصاتٍ شديدةٍ، بينما قد يكون في أوقاتٍ أخرى ألماً غير حاد ولكن مستمر.

قد تنتشر آلام الدورة الشهرية أحياناً إلى أسفل الظهر والفخذين. قد تلاحظين أيضاً أن الألم يختلف مع كل دورة شهرية. قد تسبّب لك بعض الدورات الشهرية إزعاجاً قليلاً أو لا تسبب أي إزعاج، في حين أن بعضها الآخر قد يكون أكثر ألماً .

بالإضافة للشعور بألم في البطن، فقد تعانين عدداً من الأعراض الأخرى، مثل:

•     الصداع

الغثيان (شعور بالإقياء)

•     التعب

•     الشعور بالإغماء

•     الدُوار

•     الإسهال

كم من الوقت سيستمر ألمي بسبب الدورة الشهرية؟

يبدأ ألم الدورة الشهرية عادةً عندما يبدأ النزيف، على الرغم من أن بعض النساء يشعرن أيضاً بالألم قبل أن تبدأ الدورة الشهرية بعدة أيام.

إقرأ أيضا:دراسة تؤكد الحمل بعد سرطان الثدي لا يعيد المرض

تستمر آلام الدورة الشهرية عادةً لمدة 12-24 ساعة، رغم أنها قد تستمر لعدة أيام في الحالات الأكثر شدة. ويكون الألم في أسوأ حالاته عندما يصبح نزيفك في أشده.

تميل أعراض الدورات الشهرية المؤلمة إلى التحسن كلّما تقدمتي في العمر.كما لاحظت العديد من النساء تحسناً بعد الإنجاب.

الأسباب

تعدّ معظم حالات آلام الدورة الشهرية جزءاً طبيعياً من دورة الطمث ويمكن علاجها في المنزل عادة.

يحدث ألم الدورة الشهرية عندما يتقلص الجدار العضلي للرحم. تمرّ تقلصات خفيفة جداً باستمرار عبر الرحم، لكنها عادةً ما تكون خفيفة لدرجة أن معظم النساء لايشعرن بها. خلال الدورة الشهرية، يبدأ جدار الرحم بالتقلص بقوة أكبر، لتحريض بطانة الرحم للتمزق كجزء من دورة الطمث الشهرية .

عندما يتقلص الجدار العضلي لرحمك، فإنه يضغط على الأوعية الدموية التي تبطّن الرحم. ممّا يقطع إمدادات الدم (وبالتالي امدادات الاوكسجين)   إلى رحمك. بدون الأكسجين، تفرزالأنسجة في رحمك مواداً كيميائية تثير الألم في جسمك.

بينما يفرزجسمك يفرز المواد الكيميائية المسبّبة للألم، يقوم أيضاً بإنتاج مجموعة أخرى من المواد الكيميائية تعرف باسم البروستاجلاندين. تشجّع البروستاجلاندين عضلات الرحم على التقلّص بشكل أكبر، وبالتالي زيادة مستوى الألم.

إقرأ أيضا:قصر النظر – Short Sightedness

لم يُعرف حتى الآن سبب معاناة بعض النساء من آلام الدورة الشهرية أكثر من غيرهن. أُشير أن بعض النساء قد يصبن بتراكم للبروستاجلاندين، ممّا يعني أن التقلّصات لديهن أقوى بكثير من غيرهن.

ألم الدورة الشهرية الذي تسبّبه حالة طبية

وهو أقل شيوعاً، إذ قد تكون آلام الدورة الشهرية ناجمةً عن حالة طبية محتملة مثل:

•     التهاب بطانة الرحم:   تبدأ الخلايا التي تبطّن الرحم عادة بالنمو في أماكن أخرى داخل الجسم، وعادةً في قناة فالوب والمبيضين.وعندما تتمزق هذه الخلايا وتسقط، يمكن أن تسبّب آلاماً شديدة.  اقرأي المزيد عن التهاب بطانة الرحم.

•     الأورام الليفية: تحدث هذه الحالة عندما تنمو الأورام غير السرطانية في الرحم.فهي قد تجعل دوراتك الشهرية   شديدة ومؤلمة.اقرأي المزيد عن   الأورام الليفية.

•     مرض التهاب الحوض: يصاب رحمك وقناتا فالوب والمبيضين بعدوى البكتيريا، مما يسبّب التهاباً شديداً (تورّم وتهيّج).اقرأي المزيد عن مرض التهاب الحوض.

•     عضال غُدّي:   حيث يبدأ النسيج الذي يبطّن الرحم عادةً بالنمو داخل الجدار العضلي للرحم.يمكن لهذا النسيج الإضافي جعل دورتك الشهرية مؤلمة بشكل خاص.

•     جهازٌ داخل الرحم (اللولب)، و هو أحد أساليب منع الحمل، مصنوع من النحاس والبلاستيك، ويثبّت داخل الرحم. قد يسبّب أحياناً ألم الدورة الشهرية، خصوصاً في الأشهر القليلة الأولى بعد زراعته.

إذا كنت تعانين من دورات شهرية مؤلمة بسبب ظرف محتمل، قد يكون لديك أيضاً أعراضٌ أخرى، مثل:

•     عدم انتظام الدورة الشهرية

•     نزيف بين الدورات الشهرية

•     إفرازات مهبلية كثيفة أو كريهة الرائحة

•     ألم أثناء ممارسة الجنس

تكونين أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من آلام الدورة الشهرية مع تقدمك بالعمر. وتتراوح أعمار النساء الأكثر تأثراً بين 30-45.

عادة ما يتم اكتشاف ألم الدورة الشهرية الناتج عن أحد الشروط المذكورة أعلاه عن طريق تغيّر في نمط الألم الذي يصيبك عادة.على سبيل المثال، قد تجدين ازدياداً ملحوظاً في ألم دورتك الشهرية، أو أنه يدوم لفترة أطول بكثير من المعتاد.

إذا واجهت تغييراً كبيراً في نمط الدورة الشهرية الذي يصيبك عادة، راجعي طبيبك لمناقشة الأعراض.

الاختبارات

تجد معظم النساء اللواتي تعانين من ألم الطمث أنه خفيف بما يكفي ليُعالج في المنزل. ومع ذلك، إذا سبّبت لك دورتك الشهرية ألماً شديداً، اتصلي بطبيبك للحصول على المشورة.

استشيري طبيبك أيضاً إذا كان لديك:

•     حمى

•     ألم مفاجئ وحاد في البطن

•     كمية كبيرة من الجلطات الدموية في دورتك الشهرية

•     إفرازات مهبلية كثيفة أو كريهة الرائحة

عند زيارة الطبيب سينظر في تاريخك الطبي وسيطلب منك أن تصفي أعراضك.قد يسأل أيضاً عن دورتك الشهرية ونشاطك الجنسي .

حاولي ألّا تشعري بالإحراج أو الإرباك عند التحدث مع طبيبك حول هذا الموضوع.فهو بحاجةٍ لمعرفة هذه المعلومات لمساعدته على تحديد سبب الألم أثناء الدورة الشهرية. وسوف تسمح له بتقديم العلاج الأنسب لألمك.

فحص الحوض

رغم أن معظم حالات آلام الدورة الشهرية لا تنتج عن حالة ضمنية، قد يشعر طبيبك أنه من الضروري إجراء فحص بدني بحيث يتم الكشف عن أي حالات أخرى أو ستبعادها.يتضمن الفحص البدني عادةً، قيام طبيبك بفحص منطقة الحوض.

أثناء فحص الحوض، سيقوم طبيبك بفحص الفرج والشفرين (الأعضاء التناسلية الخارجية) بحثاً عن علامات النزيف أو المرض. قد يحتاج أيضاً إلى إجراء فحوص داخلية. سيتطلب ذلك قيام الطبيب بإدراج أصابعه في المهبل ليشعر بأية تشوهات في الرحم أو المبيضين.

وسيتم إجراء فحص الحوض من قبل المختصين الصحيين المؤهلين للقيام بهذا الإجراء، مثل طبيب أو طبيبة نسائية (أخصائي في الجهاز التناسلي للإناث).ولن يتم إجراء هذا النوع من الفحص دون موافقتك، وسيكون لديك خيار وجود شخص معك أثناء العملية.

الإحالة

إذا لم يستجب ألم الدورة الشهرية للعلاج، أو كان طبيبك يشتبه بحالة ضمنية، قد يتم تحويلك إلى أخصائي. في معظم الحالات، سوف يتم تحويلك إلى طبيب نسائية.

لتحديد ما قد يسبذب ألم الطمث، قد يخضعك طبيب النسائية لسلسلة من الاختبارات والإجراءات. يرد فيما يلي بعض الإجراءات.

•     فحص الحوض بالموجات فوق الصوتية:   يستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية موجات صوتية عالية التردد لإعطاء صورة عن داخل جسمك. إنه إجراء غير مؤلم، وسيسمح للاختصاصي بالكشف عن أي تشوهات في أعضائك التناسلية.

•     تنظير البطن: في هذا الإجراء، يتم إحداث شق صغير في البطن يُدخل خلاله المنظار الليفي البصري (منظار البطن).ويمكن استخدامه لرؤية أعضائك الداخلية، وكذلك أخذ عينات من الأنسجة. ويتم تنفيذ هذا الإجراء عادة تحت التخدير العام. اقرأي المزيد عن تنظير البطن.

•     تنظير الرحم: يسمح هذا الاختبار للاختصاصي بالنظر داخل الرحم باستخدام المنظار الليفي البصري، والذي يتم تمريره بعناية عبر المهبل إلى الرحم للبحث عن أية تشوهات. اقرأي المزيد عن تنظير الرحم.

العلاج

يمكن علاج معظم حالات آلام الدورة الشهرية في المنزل. يمكنك شراء عدد من المسكنات دون وصفة طبية لمساعدتك في إدارة الألم.

هناك أيضا العديد من تقنيات المساعدة الذاتية التي يمكنك تجريبها .

الدواء

الأدوية غير الستيروئيدية المضادة للالتهابات (المسكّنات)

في معظم حالات آلام الدورة الشهرية، سيصف طبيبك أو يقدم لك المشورة لتأخذي الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (المسكنات).ينجح هذا النوع من الدواء بعلاج ألم الطمث لدى حوالي 7 من كل 10 نساء.

يمكنك شراء بعض المسكّنات دون وصفة طبية، مثل ايبوبروفين والأسبرين. إذا لم تكن هذه المسكنات فعالة، قد يصف لك طبيبك أدوية بديلة مضادة للالتهاب، مثل نابروكسين أو حمض الميفيناميك.

تعد المسكنات غير مناسبة للأشخاص الذين يعانون من الربو، أو الذين يعانون من مشاكل في المعدة، الكلى أو الكبد. على النساء الحوامل أو المرضعات تجنبها أيضاً. لا ينبغي إعطاء الأسبرين إلى أي شخص دون السادسة عشر من العمر. إذا لم تكوني متأكدة مما إذا كان المسكنات مناسبة، عليكِ التحدث إلى طبيبك أو الصيدلي.

الأدوية الأخرى المسكنة للألم

إذا لم تكن المسكّنات مناسبة لك أو كنت لا تجدينها فعالةً، قد تكونين قادرة على تناول الأدوية المسكّنة البديلة. فالباراسيتامول لديه آثار جانبية قليلة جداً ومتاح بسهولة دون وصفة طبية. ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات أنه لا يخفّف الألم على نحوٍ فعال مثل الأدوية المضادة للالتهاب.

إذا كنت لا تحصلين على ما يكفي لتخفيف الألم من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أو الباراسيتامول وحدها، فإن طبيبك قد يصف لك مسكناً للألم يسمى الكوديين لتناوله أيضاً.

حبوب منع الحمل المركّبة عن طريق الفم

إذا كنت بحاجة الى وسائل منع الحمل وكذلك إلى التخفيف من آلام الدورة الشهرية، قد يصف لك طبيبك حبوب منع الحمل المركبة عن طريق الفم .

قد تساعدك حبوب منع الحمل المرافقة على تخفيف آلام الدورة الشهرية لأنها تجعل بطانة الرحم رقيقة وتساعد في الحد من كمية المواد الكيماوية، البروستاجلاندين، التي يفرزها جسمك. إذا كانت بطانة الرحم أرقّ، فلا يكون على العضلات أن تتقلّص كثيراً عند تمزق البطانة كجزء من دورة الطمث الشهرية. وستكون دورتك الشهرية أخف.

إذا لم تكوني قادرة على تناول حبوب منع الحمل المركبة لأي سبب من الأسباب، فإن غرسات أو حقن منع الحمل بدائل جيدة .

ألم الدورة الشهرية الناجم حالة طبية

إذا لم تتحكّمي بالألم بعد ثلاثة أشهر من العلاج بمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية و/ أو حبوب منع الحمل مجتمعة، فقد يحولك طبيبك إلى مراجعة طبيب مختص لمزيد من الفحوصات لاستبعاد وجود حالة طبية دفينة.

إذا كان ألم الطمث ناجماً عن حالة ضمنية، فسيعتمد علاجك على الحالة التي تمرين بها. على سبيل المثال، قد يتطلب علاج مرض التهاب الحوض مضادات حيوية لعلاج المرض، في حين قد تحتاج الأورام الليفية إلى إزالتها جراحياً.

اقرأي عن علاج التهاب الحوض وعلاج الأورام الليفية.

على الرغم من أنه قد توصف لك المسكّنات لتناولها في ذلك الوقت، فمن المهم علاج حالتك الأساسية.

نمط الحياة

هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تعالج الألم المرافق لدورتك الشهرية في المنزل. على الرغم من أنك قد لا توقفين الألم تماماً، فقد تساعدك هذة التدابير في كثير من الأحيان على تخفيف الألم أو الحد منه.

• التمرين: على الرغم من أنك قد لا ترغبين بممارسة التمارين بينما تعانين من دورة شهرية مؤلمة، فقد تساعدك متابعة النشاط على تخفيف الألم. حاولي القيام ببعض السباحة الخفيفة، المشي أو ركوب الدراجات.

• الحرارة: قد تساعدك تدفئة بطنك على تخفيف الألم. يمكنك استخدام وسادة حرارية أو زجاجة الماء الساخن. إذا كنت تستخدمين زجاجة الماء الساخن، تأكدي من أن الماء ساخنٌ، وليس مغلياً، فقد يضر بشرتك.

• حمام أو دوش دافئ: يمكن أن يساعدك أخذ حمّام أو دوش على تخفيف ألمك، و يساعدك أيضاً على الاسترخاء.

• التدليك: قد يساعدك التدليك الخفيف بشكل دائري حول أسفل بطنك على الحد من الألم.

• تقنيات الاسترخاء: قد ترغبين بتجربة القيام بتمارين الاسترخاء، مثل اليوغا أو بيلاتيس، لمساعدتك على تشتيتك عن الشعور بالألم والانزعاج.

• تحفيز الأعصاب اإلكترونياً عبر الجلد: يعمل جهاز تحفيز الأعصاب إلكترونياً عن طريق الجلد بإطلاق نبضات كهربائية صغيرة تحفّز الأعصاب في منطقة الحوض، مما يساعد على منع الألم. يتم إطلاق نبضات من خلال منصّات لزجة (أقطاب كهربائية) يتم وضعها على جلدك. يتوفر جهاز تحفيز الأعصاب إلكترونياً على نطاق واسع في الصيدليات، ويمكنك استخدامها في المنزل. اقرأي المزيد عن تحفيز الأعصاب إلكترونياً عن طريق الجلد.

 

 

السابق
العقم – Infertility
التالي
ما قبل تسمّم الحمل – Pre-Eclampsia