يرغب الكثير من الأشخاص بـ التبرع بالدم على الأقل مرة واحدة في العام، خصوصا أن ممثلي الصليب الأحمر أكدوا أن شخصا واحدا يتبرع بالدم يمكنه أن ينقذ ثلاثة أرواح.
لكن في الوقت نفسه، يعاني هؤلاء الأشخاص من قلقا كبيرا بهذا الشأن، إذ لا يكونوا على دراية تامة حول فوائد التبرع بالدم وأضراره، والشروط الواجب توافرها إزاء ذلك.
تظهر جميع الأبحاث والدراسات أن أي شخص سليم يتراوح عمره من 18 إلى 60 عاما، ويزن أكثر من 45 كيلوغراما، وليس لديه موانع صحية، يمكنه التبرع بالدم.
إليك هذا المقال يمكنك من خلاله معرفة كل ما تريده والاستفسار عنه حول هذا الموضوع:
فوائد التبرع بالدم
التبرع بالدم لا يفيد فقط الشخص الذي يتم التبرع له، بل يحسن أيضا من صحة المتبرعين بالدم، ويعود هذا الأمر بالعديد من الفوائد الذهبية لهم.
يقلل التبرع بالدم من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات، ووجدت دراسة أجريت عام 2013 أن التبرع بالدم يمكن أن يساعد في تقليل مستوى الكوليسترول الضار في الدم، مما يسهم في الوقاية من الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
ويمنع التبرع بالدم بانتظام من تراكم الحديد داخل جسم الإنسان، هذا أيضا يسهم في درء الإصابة بالنوبات القلبية الناجمة عن تراكم الحديد في عضلة القلب (داء ترسب الأصبغة الدموية).
إقرأ أيضا:شراب سحري مسكن لكافة أنواع الآلاموفي عام 2008، أثبت العلماء أن التبرع يقلل من خطر الإصابة بسرطان الكبد والأمعاء والمريء والمعدة والرئتين، حيث يؤدي التبرع المنتظم بالدم إلى زيادة نشاط مضادات الأكسدة في الجسم، وهذا بدوره يحمي من تطور الأورام.
وميزة أخرى للتبرع بالدم هي الإطمئنان على الصحة العامة من خلال إجراء مجموعة من الفحوصات، وذلك لأنه قبل أن تتبرع بالدم يقيس الأطباء معدل ضربات القلب وضغط الدم ودرجة الحرارة ومستويات الهيموجلوبين للتأكد من سلامتك.
وستساعدك هذه المعلومات في تحديد ما إذا كان لديك أي مشاكل صحية، بالإضافة إلى ذلك، سيتم اختبارك للكشف عن التهاب الكبد وفيروس نقص المناعة البشرية والزهري والفيروسات الخطيرة الأخرى.
ويساعد التبرع بالدم أيضا على خسارة الوزن، ففي حالة التبرع بالدم مرة واحدة، يفقد الجسم حوالي 650 سعرة حرارية، أي ما يعادل ساعة من الجري.
وبعد التبرع بالدم، يبدأ الجسم في العمل الجاد لتعويض هذا الفقدان، مما يحفز إنتاج خلايا دم جديدة وفي هذا الصدد يتم تحسين الصحة العامة، وكذلك تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل خطير.
ويسهم التبرع أيضا في الوقاية من أمراض الكبد والبنكرياس وأمراض المناعة الذاتية وأمراض النقرس وتصلب الشرايين والأمراض المرتبطة باضطرابات التمثيل الغذائي.
أكدت الدراسات أيضا أن التبرع المنتظم بالدم 1-2 مرات في السنة يزيد من مقاومة الجسم للتأثيرات البيئية ويساعد على تجديد خلايا الدم بانتظام.
إقرأ أيضا:40 أسبوعاً:الأسبوع السابع والثلاثونوفي حالة الإصابة أو فقدان الدم بشكل كبير، يتعافى المتبرعون بشكل أفضل وأسرع مقارنة بغيرهم من الأشخاص، لأن أجسادهم معتادة بالفعل على مثل هذه الضغوط والفقدان.
يقول أحد الأطباء في هذا الشأن “التبرع مفيد عندما ترتفع نسبة الكوليسترول والدهون في البلازما، يشعر المتبرعون الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما وحتى أكثر من 60 عاما بتحسن كبير إزاء ذلك”.
ويضيف “هذا يرجع إلى التجديد المنتظم للدم، وتطبيع الكوليسترول، كما تقل إحتمالية المرض عند الأشخاص المتبرعين، بل يصبح لديهم مناعة أفضل، بل يمكن القول أن التبرع بالدم يساعد في إطالة أمد الشباب”.
الآثار الجانبية للتبرع بالدم
على الرغم من أن فوائد التبرع بالدم عديدة ومذهلة، إلا أن هذا الأمر لا يخلو من ظهور بعض الآثار الجانبية أو بعض المضاعفات الطفيفة.
بشكل عام، لا يعتبر التبرع بالدم ضارا بالصحة إذا تم وفقا للقواعد، وعند التقيد باتخاذ وتطبيق الإجراءات الصحية والطبية الصحيحة.
ويجب على الطبيب إجراء الفحوصات اللازمة للمتبرع قبل إجراء عملية التبرع، واستخدام الأدوات المعقمة لكل متبرع بدوره تفاديا لنقل الأمراض أو الجراثيم.
قد يكون من الآثار الجانبية للتبرع بالدم الشعور بالغثيان أو الدوخة، ومع هذه الأعراض، تحتاج إلى الاستلقاء ورفع قدميك من أجل التعافي بشكل أسرع.
إقرأ أيضا:مرض فيروس إيبولا -أسئلة متكررة – Ebola virus disease- FAQوإذا شعرت بعد التبرع بضعف شديد، فقد يكون السبب انخفاض مستوى الحديد في الدم، هنا يجب تناول الأطعمة الغنية بالحديد لتعويض الفقدان، مثل اللحوم الحمراء والسبانخ والحبوب.
ويحذر الأطباء عادة بضرورة تجنب المجهود البدني الشديد والمكثف لمدة 5 ساعات بعد التبرع بالدم.
وبعد إتمام عملية التبرع بالدم، قد تظهر كدمات في موقع البزل يتراوح لونها من الأصفر إلى الأزرق الداكن، لتجنب ظهور مثل هذه الكدمات، ضع كمادات باردة على هذا المكان كل 20 دقيقة في اليوم الأول بعد التبرع.
موانع مزمنة للتبرع الدم
هناك مجموعة من الحالات، بمجرد الإصابة بها يحذر نهائيا من حتى التفكير بإجراء عملية التبرع، وتشمل ما يلي:
- الإصابة بالأمراض المعدية.
- وجود الطفيليات في الدم.
- الإصابة بالأورام السرطانية.
- أمراض الدم والقلب والأوعية الدموية.
- الربو القصبي.
- أمراض الجهاز الهضمي والكلى والكبد.
- متلازمة الإشعاع الحادة.
- أمراض الجلد.
- العمى وأمراض العيون.
- التهاب العظم والنقي.
- عمليات زراعة الأعضاء.
- الأمراض المزمنة الوخيمة (التهاب الكبد، فيروس نقص المناعة البشرية).
- التعرض سابقا لأزمة قلبية أو سكتة دماغية.
- حالة الإكثار من تناول المضادات الحيوية.
موانع مؤقتة للتبرع بالدم وفترة تعافي الجسم
بالإضافة إلى الحالات المرضية المزمنة التي يمنع على أثرها التبرع بالدم، هناك أيضا مجموعة من الحالات المؤقتة التي يجب عدم التبرع بالدم عند الإصابة بها، وتشمل:
- قلع الأسنان، حتى مرور 10 أيام.
- الحمل، حتى مرور سنة واحدة من الولادة.
- الرضاعة الطبيعية، حتى مرور 3 أشهر.
- شرب الكحول، حتى مرور 48 ساعة.
- تناول المضادات الحيوية، حتى مرور أسبوعين.
النظام الغذائي قبل عملية التبرع
يعد الامتثال للتوصيات الغذائية البسيطة أمرا مهما للغاية، لأنه في حال تناول المتبرع لأطعمة “غير مرغوب فيها“، يصبح إجراء فحص دم عالي الجودة أكثر صعوبة، وتكون النتائج غير دقيقة.
في المساء قبل التبرع بالدم، يجب ألا يتناول المتبرع:
- الأطعمة الدسمة.
- الأطعمة المقلية.
- الأطعمة الحارة.
- منتجات الألبان.
- البيض.
- الزبدة.
وفي يوم التبرع بالدم في الصباح، يجب استبعاد:
- جميع منتجات الألبان.
- البيض.
- الموز.
- منتجات اللحوم (النقانق).
وذلك لأن حتى أصغر قطعة من الجبن، أو القهوة بالحليب أو الكريمة، أو شطيرة الزبدة 5 جرام، أو الزبادي قليل الدسم، أو بيضة واحدة، ستؤثر على فحص الدم.
وفي غضون 48 ساعة قبل إجراء التبرع، يجب الامتناع عن شرب الكحول، وقبل 72 ساعة من عملية التبرع، يجب عدم استخدام الأدوية التي تحتوي على الأسبرين والمسكنات.
وفي حال دخن المتبرع قبل التبرع، ينخفض النشاط الوظيفي للصفائح الدموية، أي يصبح نقل الصفائح الدموية للمريض أقل فعالية.
النظام الغذائي بعد عملية التبرع
من أجل استعادة سريعة وكاملة لتكوين الدم، ينصح المتبرع بتناول الأطعمة التي تحتوي على البروتينات والحديد والكالسيوم بعد عملية التبرع.
البروتينات: وتشمل الحليب ومنتجات الألبان – الكفير والقشدة الحامضة والجبن والجبن (البروتينات الحيوانية)، اللحوم ومنتجات اللحوم والدواجن والبيض والأسماك والمأكولات البحرية (البروتينات الحيوانية)، الفول والبازلاء وفول الصويا والعدس والذرة (البروتينات النباتية).
الحديد: وتشمل الحنطة السوداء، العدس، البقدونس، السبانخ، وجميع الخضراوات الخضراء، التفاح، صفار البيض، اللحوم الحمراء، والبقوليات.
الكالسيوم: وتشمل الجبنة، اللوز، البيض، السمك، الحليب، البقوليات، الخضار الخضراء، الملفوف، البروكلي، التين المجفف البرتقال، اللوبياء والفاصولياء، اللفت، والقرع.
كما يوصي حميع المتبرعين بتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات، أو حتى المكملات الغذائية لتعويض الفقدان بالعناصر الغذائية عند إجراء التبرع.