أسلاميات

قصة الأقرع بن حابس التميميّ رضي الله عنه

قصة الأقرع بن حابس التميميّ رضي الله عنه

الأقرع بن حابس التميميّ رضي الله عنه

الأقرع بن حابس التميميّ رضي الله عنه (يا رسول الله أمِّر الأقرع) أبو بكر وفد على النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- ، وشهد فتح مكة وحُنينـاً والطائف وهو من المؤلفة قلوبهم ، وقد حسن إسلامه ، وقد كان الأقرع حَكَماً في الجاهلية وقيل له الأقرع لقَرعٍ كان برأسه.
وفد بني تميم في العام التاسع للهجرة في عام الوفود ، قدم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفد من أشراف بني تميم منهم الأقرع بن حابس التميمي ، فلمّا دخل الوفد المسجد نادوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من وراء حُجُراته : أن اخرج إلينا يا محمد، فآذى ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من صياحهم ، فخرج إليهم ، فقالوا : يا محمد جئناك نفاخرك فأذنْ لشاعرنا وخطيبنا.قال : قد أذنت لخطيبكم فليقل. فقام خطيب تميم فقال : الحمد لله الذي له علينا الفضل والمن ، وهو أهله ، الذي جعلنا ملوكاً ، ووهب لنا أموالاً عظاماً نفعل فيها المعروف ، وجعلنا أعزّ أهل المشرق ، وأكثره عدداً ، وأيسره عُدةً ، فمن مثلُنا من الناس ؟…. أقول هذه لأن تأتونا بمثل قولنا ، وأمر أفضل من أمرنا.
ثم جلس فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لثابت بن قيس بن الشماس : قم فأجب الرجل في خطبته.فقام ثابت فقال : الحمد لله الذي السموات والأرض خلقه ، قضى فيهن أمره ، ووسع كرسيه علمه ، ولم يك شيء قط إلا من فضله ، ثم كان من قدرته أن جعلنا ملوكاً ، واصطفى من خير خلقه رسولاً أكرمه نسباً ، وأصدقه حديثاً ، وأفضله حسباً ، فأنزل عليه كتابه ، وائتمنه على خلقه ، فكان خيرة الله من العالمين ، ثم دعا الناس الى الإيمان به فآمن برسول الله المهاجرون من قومه وذوي رحمه ، أكرم الناس حسباً ، وأحسن الناس وجوهاً ، وخير الناس فعالاً ، ثم كان أول خلقٍ أجابه واستجاب لله حين دعاه رسول الله نحن ، فنحن أنصار الله ، ووزراء رسوله ، نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله ، فمن آمن بالله ورسوله مَنَع منا ماله ودمه ، ومن كفر جاهدناه في الله أبداً ، وكان قتله علينا يسيراً ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات ، والسلام عليكم.
فقام شاعر تميم فأنشد :
نحن الكرام فلا حيّ يعادلنا منا الملوك وفينا تُنْصَبُ البيَعُ
وكم قسرنا من الأحياء كلهم                 عند النِّهابِ وفضلُ العزّ يتّبعُ
ونحن يطعِمُ عند القحط مطعمُنا       من الشواء إذا لم يؤنَس القزَعُ
إذا أبينا ولا يأبى لنا أحـدٌ           إنا كذلك عند الفخر نرتفع
وكان حسّان غائباً ، فبعث إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فحضر ، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- : أجبه.فقال : أسمعني ما قلت.فأسمعه ، فقال حسّان :
إن الذوائـب من فهـرٍ وإخوتهـم          قد بيّنوا سنّـةً للنـاسِ تُتبـعُ
يرضى بهم كل من كانت سريرتـه           قوى الإله وكلَّ الخيرِ يَصطنعُ
أكرمْ بقومٍ رسـول الله شيعتُهم               إذا تفاوتت الأهواءُ والشيعُ
أهدى لهـم مدحتـي قلبٌ يؤازرُهُ            فيما أحِبَّ لسانٌ حائك صَنَع
فإنّهـم أفضــلُ الأحياءِ كلهم             إن جد بالناس جد القول
أو شمعوا إسلام بني تميم فقام الأقرع بن حابس فقال : يا هؤلاء ، ما أدري ما هذا الأمر ، تكلّم خطيبنا فكان خطيبهم أرفع صوتاً ، وتكلّم شاعرنا فكان شاعرهم أرفع صوتاً وأحسن قولاً.
ثم دنا من الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال : ( أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنّك رسول الله ).فقال رسول الله 🙁 لا يضرّك ما كان قبل هذا ).وأسلم القوم. وقال أبو بكر 🙁 يا رسول الله أمِّر الأقرع ).فأمّره على قومه. جهاده شهد الأقرع مع خالد بن الوليد حرب أهل العراق ، وشهد معه فتح الأنبار ، وكان هو على مقدمة خالد بن الوليد.واستعمله عبد الله بن عامر على جيشٍ سيّره الى خُرسان ، فأصيب بالجَوْزجان هو و الجيش ، وذلك في زمن عثمان ، وقُتِلَ من أولاد الأقرع في اليرموك عشرة.

إقرأ أيضا:اشترطت على زوجها ترك التدخين فخالفه ؟
السابق
قصة ابو قدامة والغلام
التالي
قصة اسماء بنت يزيد رضي الله عنها