قصة صفات النبي الخَلقية والخُلقية

قصة صفات النبي الخَلقية والخُلقية

كان النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – أحسن الناس خُلقاً وخَلقاً، وقد كفاه قول ربه- عزوجل- فيه:”وإنك لعلى خلق عظيم”. أما صفاته الخَلقية؛ فقد جاء في الصحيحين عن البراء بن عازب – رضي الله عنهما- قال: ” كان النبي – صلى الله عليه وسلم- مربوعاً (متوسط القامة)، بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلةٍ حمراء، لم أر شيئاً قط أحسن منه “.

كان- عليه الصلاة والسلام- مربوعاً؛ ليس بالطويل ولا بالقصير، بين كتفيه خاتم النبوة، عريض المنكبين، ضخم الرأس، مستدير الوجه أزهره، شديد البياض، متلألئ المحيا؛ فإذا سر أُضيء نوراً كأنه القمر، وإذا غضب احمر وجهه، باسم الثغر واسعه، أفلج، طويل شقي العينين، وشديد سوادهما، في بياضهما حمرة، طويل الأهداب، أحور أكحل، كثيف اللحية، شعره شديد السواد ليس بالجعد ولا بالمسترسل، قليل الشيب فيه، طويل الحاجبين ورفيعهما، كفه ناعم كالديباج، ضخم القدمين، رائحته أطيب من المسك، وعرقه كاللؤلؤ. بهي الطلة، مهيب الجلسة، في صوته بحة، في صمته الوقار، في كلامه ايجاز وبلاغة، ومنطق وجزالة، لم ير أصحابه الكرام قبله ولا بعده مثله.

كان يحب الطيب والسواك، ويحرص على لباقة المنظر وحسن المظهر، ونظافة الجسد وحسن الرائحة. منحه الله تعالى قوة الجسد، ورجاحة العقل وسعة الصدر، وآتاه جوامع الكلم، وكان شجاعاً حيياً، عادلاً صادقاً، أميناً ورعاً زاهداً، شمائله المحمدية أكثر من أن تعد وتحصى .

أما خلقه فعن زوجه عائشة – رضي الله عنها- قالت:” كان خلقه القرآن”. كان يخدم نفسه، ويساعد أهله في بيته، ويحسن معاملتهم؛ فهو خير الناس لأهله، فكان متواضعاً يأكل مع الخدم، ويقري الضيف، ويصل الرحم، ويعيل المحتاج، يقبل الهدية والدعوة، يقابل الإساءة بالإحسان، ليس بلعان ولا طعان، ولا عيّاب ولا صخاب، حاشاه أن يصدر عنه فحش أو سوء، بل كان سمحاً سهلاً، يألف ويؤلف، طيباً رحيماً حليماً، لا ينتقم لنفسه، ويترفع عن الصغائر، طاهراً نقياً تقياً، حسن الجوار حسن المعشر، أكرم الخلق، وأتقاهم لله تعالى، ينتقي الطيب فيمدحه ويعزز صاحبه، لا يشهّر في ذنب المذنب، يستره ولا يعيب عليه أمام غيره .

هو أشرف الورى، وخير من وطئ الثرى، عرف الطبيعة البشرية جيداً، وقدر زللها حيناً، وإحسانها أخرى، فأعاد المخطئ إلى الطريق المستقيم برفق ولين، فملك القلوب واحبه الصغار قبل الكبار، ثم أولى اهتمامه بالنشء والشباب، فقادهم نحو خير الدنيا والآخرة، فقدموه على أهلهم وأحبابهم، وحتى على أنفسهم وأموالهم واولادهم؛ فكانوا يحرصون عليه في الحرب والسلم، ويضحون بأرواحهم رخيصة في سبيل رضاه وطاعته وسلامته ، إن مواقف الصحابة – رضوان الله عليهم- ومآثرهم في الدفاع عن النبي- عليه أفضل الصلاة والتسليم- وحبهم له وتأسيهم به، أثبت أنه لم يحب أحد أحداً كما أحبه أصحابه الكرام، كانوا يلتفون حوله، ويحتفون به، ويسارعون في خدمته والتبرك به. كان لأخلاقه النبوية دوراً كبيراً في إسلام الكثير من الناس، واسر قلوبهم، وحسن تربيتهم وتهذيبهم.

اعتاد الناس على رؤيته بشوشاً؛ فكان أكثرهم تبسماً، فإن ضحك بانت نواجده، واسع الصدر مصافحاً للرجال، لا ينزع يده قبل أن يتركها الآخر، يحترم الصغير والكبير، والعبد والجارية، فها هي الجارية تشده من يديه ليلبي لها حاجتها، فلا يردها ولا ينثني عن مساعدتها.

نعم القائد والزوج والمربي والأب.عرف بأنه جواد لين، يحب العفو والصفح؛ فقد أثبت عفوه الكبير عن كفار قريش يوم فتح مكة شمائله المحمدية.

كان يكثر صيام النهار، وقيام الليل، يكثر الصدقة، ويعود المرضى، ويعين المساكين، بعيداً كل البعد عن العيش الرغيد، والترف الملوكي؛ لإيثاره الآخرة على الدنيا .

هذا هو الرحمة المهداة، مشكاة الحق والنور، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين وهادياً وشفيع يوم الدين، ضل من لم يهتد بهديه، ولم يتبع سنته، وشقي من رغب عنه ولم يكن منه، ولا نقول إلا كما قال فيه صاحبه أبو بكر الصديق خير الناس بعد الانبياء والمرسلين :” طبت حياً وميتاً يا رسول الله “.

إغلاق
error: Content is protected !!