محتويات
١ وفاة الرسول
١.١ المكان الذي توفى فيه الرسول
١.٢ مرض الرسول
١.٣ آخر يوم له في الحياة الدنيا
١.٤ المكان الذين دُفن فيه
وفاة الرسول
قال تعالى: “إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، فسبح بحمد ربك واستغفره إنّه كان تواباً”. (سورة النصر) نزلت هذه السورة على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في السنة العاشرة للهجرة، وتحديداً في أوسط أيام التشريق، حيث كان يؤدي فريضة الحج، والتي تُعرف بحجة الوداع، وعندما نزلت هذه السورة عرف الصحابة بأنّ الوقت قد حان، وأنّ الرسول قد نُعيت إليه نفسه.
في السنة الحادية عشرة من الهجرة، في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وكان يوم اثنين، انتقلت روحه الكريمة، الطاهرة عليه أفضل الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى، مودعاً أصحابه، بعد أن بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونشر الإسلام، وأصبح الناس يدخلون في دين الله أفواجاً.
هذا عن تاريخ وفاته عليه الصلاة، ولكنّا نعلم بأنّه كان لديه أكثر من بيت، بحكم زواجه من أكثر من زوجة، حيث توفى وقد ترك تسع زوجات، فأين توفى عليه الصلاة والسلام؟
المكان الذي توفى فيه الرسول
بعد أن هاجر عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة، قضى فيها آخر سنوات حياته، أي أنّه لم يعد للسكن في مكة، بل بقي في المدينة، وبنى فيها بيوته، وعاش مع زوجاته هناك، حتى توفاه الله، أي أن وفاته عليه الصلاة والسلام كانت في المدينة، وحتى نعرف تحديداً في أي بيت من بيوت زوجاته توفى عليه الصلاة والسلام، علينا أولاً أن نتحدث عن الحالة المرضية التي مرّ بها، ثم آخر يوم في الحياة الدنيا، ثم المكان الذي دُفن فيه، وذلك كالتالي
إقرأ أيضا:الماءُ الذي خالَطَه طاهِر؟مرض الرسول
الفترة التي قضاها عليه الصلاة والسلام مريضاً كانت ثلاثة عشر أو أربعة عشر يوماً، وبدأ ذلك أثناء عودته من جنازة في البقيع، حيث شعر بصداع في رأسه، واشتدت الحرارة عليه، ووضع العصابة على رأسه، واستمر بصلاته بالناس أحد عشر يوماً، وفي الأسبوع الأخير قبل وفاته وحين اشتد عليه مرضه أخذ يسأل زوجاته، (أين أنا غداً) وقد فهمن قصده، لأنّه كان قد خصص يوماً لكل زوجة من زوجاته، وكان يريد أن يعرف من التي جاء دورها ليبيت لديها، فتركن له الخيار في ذلك، عندها اختار عليه الصلاة والسلام أن يذهب إلى منزل أم المؤمنين عائشة بنت ابي بكر رضي الله عنهما.
آخر يوم له في الحياة الدنيا
في آخر يوم له صلى الله عليه وسلم في الدنيا أخذ يحتضر فأسندته أم المؤمنين عائشة رضي عنها، وقد وصفت تلك الحالة بقولها: “إنّ من نعم الله عليّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وبين سحري ونحري، وأنّ الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته، فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته. فأمره وبين يديه ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه، يقول: لا إله إلا الله، إنّ للموت سكرات”.
عندما انتهى الرسول من السواك، رفع يده أو إصبعه وشخص بصره نحو السقف، وقال: “مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى” وكرّر عليه الصلاة والسلام الجملة الأخيرة ثلاث مرات، ثم مالت يده، وقُبضت روحه الطاهرة الشريفة، وتوفى عليه الصلاة والسلام.
المكان الذين دُفن فيه
بعد موته عليه الصلاة والسلام حصلت الخلافات بخصوص مسألة الخلافة، ودارت الجدالات والحوارات حول هذا الموضوع بين المهاجرين والأنصار، إلى أن انتهوا إلى تولّي أبو بكر الصديق رضي الله عنه خلافة المسلمين، وانشغلوا بهذا الأمر طيلة يوم الاثنين، يوم وفاته عليه الصلاة والسلام.
في يوم الثلاثاء غسلوا رسول الله، ثم كفنوه، واختلفوا في المكان الذي سيدفنوه فيه، فقال لهم أبو بكر الصديق: بأنّه سمع الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: “ما قبض نبيّ إلا دفن حيث يقبض” عندها رفعوا فراشه الذي توفى عليه وحفروا حفرة تحتها ثمّ دفنوه في هذا المكان، أي في بيته، في المكان الذي قبضت روحه فيه، عليه أفضل الصلاة والتسليم.
هكذا نتوصل إلى أنّ المكان الذي مرض فيه الرسول عليه الصلاة والسلام، واحتضر فيه، ودُفن فيه، هو بيته الذي كان يجمعه مع سيدتنا عائشة رضي الله عنها، في المدينة المنورة.