يا أيها الإنسان |
|
نحن أمام صفحـة جديدة |
|
في دفتر الأحزان |
|
في عالم |
|
الصدق فيه يسكن الأشجار |
|
والأشياء والجدران |
|
لكنه لا يعرف الإنسان |
|
يا أيها المصلوب فوق الباب |
|
هل تعرف العذاب؟ |
|
وكيف يساقط كل الحب في التراب |
|
حين يموت حسرة في دمنا الحنان؟ |
|
يا أيها الإنسان |
|
نحن نموت في الصباح مرة |
|
وفي المساء مرة |
|
لأننا نبحث عن أمان إقرأ أيضا:قصيدة “كفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا” للمتنبي |
|
لأننا نبحث عن أسطورة الوفاء |
|
فنكسر الجدار في طريقنا |
|
نعانق الوفاء في خيالنا |
|
لكنه يصفعنا بالحجر الصوان |
|
يخذلنا جميع أصدقائنا |
|
واضيعة الإنسان |
|
تسحقنا حقيقة مريرة، |
|
جميع أصدقائنا الأحباب |
|
يرمون في وجوهنا أقنعة التراب |
|
ويبدأ العذاب |
|
بدمعة كبيرة في الزمن المهان |
|
ونكتب المأساة فوق دفتر الأحزان |
|
هذا أنا يا أيها الإنسان |
|
معذب قلبي على أحبتي |
|
من سالف الأزمان إقرأ أيضا:قصيدة ” ملائكة الرحمة ” لإبراهيم طوقان |
|
أحبهم |
|
لكنهم بالحقد يضحكون |
|
والزيف يضحكون معلقون هكذا بين حدود العقل والجنون |
|
يمارسون الحب كالعادة في حياتهم |
|
كالتبغ، كالدخان |
|
تغرق في ضميرهم سفينة الحنان |
|
يا أيها الإنسان |
|
نحن نعيش عالما مزيف الإحساس |
|
الحب في ضميره المثلوم مستعار |
|
والصدق مستعار |
|
والألم العميق مستعار العالم الذي نعيش يا أحبتي يعيش الانتحار |
|
وفوق وجه الصفحة الجديدة |
|
من دفتر الأحزان |
|
نكتب هذا الزيف والتزوير |
|
وجرمنا الكبير إقرأ أيضا:قصيدة حوار مع يدين أرستقراطيتين |
|
نكتب ما نعيش في دوامة النفاق |
|
نبحث عن نهاية تمسح كل عارنا |
|
فيصرخ الفراق |
|
لأننا نخلق من لقائنا بداية لقصة الإنسان |
|
يا أيها الإنسان |
|
نحن نعيش عالما سخيف |
|
الصدق- واضيعتنا- ينام في الرصيف |
|
الصدق- واحسرتنا- لا يعرف الإنسان |
|
نحن نعيش عالما سكران |
|
خمرته دماؤنا، |
|
وتسقط العقول فيبحث المقتول عن قاتله |
|
ليمسك الإنسان |
|
يا دفتر الأحزان |
|
فلتفتح السطور والأوراق |
|
ولترتو من دمنا المراق |
|
فالحب والوفاء |
|
والصدق والحنان والصفاء |
|
وكل من كانوا لنا- يا قلب- أصدقاء |
|
توقفوا، وانفجر ا لبكاء |
|
تراجعوا، وانهارت الأشياء |
|
تساقطوا، وسافر ا لوفاء |
|
يا أيها الإنسان |
|
نحن أمام صفحة جديدة من دفتر الأحزان |
|
فلنكتب التاريخ من ضميرنا |
|
وليسقط الجبان |
|
وليصمد الإنسان |
|
في معركة يحارب الإنسان |
|
ليس أمام الدفتر الحزين |
|
سوى انتظار الجـولة التي بها |
|
ينتصر الإنسان |
|
ويسقط الجبان |