قصيدة ” شم النسيم ” لتوفيق صالح جبريل

قصيدة ” شم النسيم ” لتوفيق صالح جبريل

لما ذهبنا وركب الصحب متجه 
لدار؟ كيلة غرب القاش نصطبح 
تفتق الأفق ألوانا ولاح لنا 
روض أنيق ونجم الصبح متضح 
وما أن تلاشى ضياء الفجر متئدا 
حتى طوانا الهوى واللهو والمرح 
وأقبلت سحب من ههنا وهنا 
وغرد الطير لما صحبتي صدحوا 
وأرسل المزن أنداء الرزاز لنا 
فأحمر وأخضر نور الورد والبلح 
يهيجنا من يغنينا وتطربنا 
عنادل وتدار الراح.. والملح 
فلم نزل وبساط الأنس متصل 
بين الكروم نناجيها ونقترح 
حتى دنا النجم يحدونا الى كسلا 
اذ الكؤوس دهاقا فيه والقدح 
واحسرتا قيد المقدور لى قدمى 
ساروا وإنى أسير الداء مطرح 
كل النسائم إن شم النسيم مضى 
عندي سواء إذا ما هزني الفرح 
يا منزلا بضفاف القاش معتزلا 
وصحبة فى فؤادي قط.. ما برحوا 
ذكراكم عذبة تحيا النفوس بها 
وفى جمال تجلى تطرب المدح 
والصبح فى حيكم يا حسن طلعته 
مثلما ببقايا الليل متشح 
والضوء فى بيت من أهواء منبثق 
من ثغره وهو ضافي الزيل منسرح 
وأروع الشعر ما وافاك ريقة 
والروح صاغية والقلب منشرح 
هذا ابتهالي فهب ما شئت من منح 
تترا فعند التجلي..تكثر المنح

إغلاق
error: Content is protected !!