قواعد ذهبيّة للتعامل مع المراهق

قواعد ذهبيّة للتعامل مع المراهق
طرحنا في الجزء الأول من حديثنا عن المراهقين المشكلة النفسية الإجتماعية التي تنشأ بين المراهق والأهل في مرحلة المراهقة وكيف تتحول الى أزمة  بسبب سوء التواصل وعدم إدراك الأهل لحاجات المراهقين الحقيقية من جهة، واندفاع المراهقين الى إثبات أنفسهم بعيدًا عن أهلهم من جهة اخرى.
سنتحدث اليوم عن قواعد أساسية موجهة للأهل لتحسين تواصلهم مع المراهقين وللحؤول دون تحويل هذه المرحلة الى أزمة بين الطرفين. 

فما هي هذه القواعد الموجهة للأهل؟

القاعدة الأولى : أشعره دوما بالمسؤولية ليحقق ذاته وكن موجِّهاً لتجاربه ولا تكنّ حاكماً عليها(اعطه الثقة، تعطيه الاعتراف)

كثير من الصدامات بين الأهل والمراهق تنطلق من رغبة المراهق بالحصول على استقلاليّته وخوف الأهل من تلك الإستقلالية، مثال: المراهق بحاجة إلى أن يتعلمّ تحمّل المسؤولية من خلال علاقاته مع رفاقه الذين يشكّلوا هواجس الأهل الدائمة ( يخافون من رفاق السوء، الإنجراف الى الإنحراف…إلخ).

مع أنّ هذه المخاوف مشروعة، إلا أنّ الطريقة التي يتم بها التعامل مع المراهق تشعره بأنه ما زال طفلا ممّا يدفعه إلى التعلّق برفاقه أكثر واختلاق الكذب على أهله.

ولا يُقصَد بهذا الكلام إهماله وعدم ملاحقته بل مراقبته عن قرب وليس بالتدخل المباشر لكي يتعلّم كيف يحمل المسؤولية بقراراته وعلاقاته.

يدخل ضمن هذه القاعدة الإبتعاد عن اللغة الأمريّة والحكميّة المستخدمة من قبل الأهل (لاتفعل، ممنوع، مرفوض، افعل كذا وكذا…) التي تدفع المراهق بطريقة لاواعية إلى ممارسة ردّات فعل عكس كلّ الأوامر المطلوبة منه.

القاعدة الثانية: لا تتّخذ قرارات لا يمكنك تنفيذها ولا تستنفذ حلولك بمشكلة واحدة

من الأخطاء الشائعة لدى الأهل أنهم يأخذون قرارات كبيرة على مواقف عادية ومتكررة ويضعون أنفسهم بوضع محرج لأنهم لا يستطيعون تنفيذها أو الإستمرار بها.

مثلا: اذا تأخرت عن الساعة الثامنة ستبقى خارج المنزل، هذا القرار لايمكن تنفيذه أو الإستمرار به، وسيؤدي كسره إلى كسر هيبة الأب أو الأم وبالتالي زيادة المراهق في فعل ما يريد وكسر القواعد والحدود الطبيعية. وينطبق هذا المثال على الكثير من المشكلات التفصيلية

القاعدة الثالثة: عدّل سلوكك، تحصل على نتيجة مختلفة

يركّز الأهل بالمطالبة بتغيير سلوك المراهقين بشكل دائم ولكن نادراً ما يفكرون في عكس القاعدة. فلماذا لا نغيّر نحن من تصرفاتنا مع أبنائنا لنحصل على نتيجة جديدة أو مختلفة؟

مثلا : يكثر الأهل من الكلام من دون أخذ مواقف حقيقية من المراهق، مما يتطلّب قلب هذا السلوك من الكلام الى الفعل. “اذا كنت افعل دوما ما اعتدت على فعله، فسأحصل على النتيجة نفسها”.

النصيحة الأخيرة

أمّا النصيحة الأخيرة التي نوجّهها للأهل، فهي: يتحقق التغيير بالقواعد المذكورة من خلال المحافظة والإستمرار بالسلوك الجديد للحصول على النتيجة المطلوبة.

إغلاق
error: Content is protected !!