دائماً نعتقد أنّ الموت بعيد جداً عنا، ليس لأنّنا لا نؤمن بالموت بل لأن مشاغل الحياة تستغرقنا، فنحن لا نعلم ما ينتظرنا، ولكن عندما نفقد شخصاً قريباً جداً نوقن بأن الموت قريب ومحيط بنا وأنه في لحظة ما سنكون نحن الميتون:
ليس الموت فقط أن تكون جثة هامدة قد فارقتها الحياة أو أن يتوقف قلبك عن النبض، وإنّما هناك عدة معاني تعبر عنه.
الخوف من الموت غريزة حية لا معابة فيها، وإنّما العيب أن يتغلّب هذا الخوف علينا ولا نتغلب عليه.
الموت هو أن تلفظ أنفاسك وتغمض عينيك، ويتوقّف قلبك عن النبض، ويتوقّف جسدك عن الحركة، كي يقال عنك أنّك فارقت الحياة.
بيننا الكثير من الموتى يتحرّكون يتحدثون يأكلون، يشربون، يضحكون، لكنهم موتى يمارسون الحياة بلا حياة.
الحياة فيض من الذكريات تصبّ في بحر النسيان، أمّا الموت فهو الحقيقة الراسخة.
مفاهيم الموت لدى الناس تختلف، فهناك من يشعر بالموت حين يفقد إنساناً عزيزاً ويخيل إليه أنّ الحياة قد انتهت، وأنّ ذلك العزيز حين رحل أغلق أبواب الحياة خلفه، وأنّ دوره في الحياة بعده قد انتهى، وهناك من يشعر بالموت حين يحاصره الفشل من كل الجهات، ويكبّله إحساسه بالإحباط عن التقدّم، فيخيل إليه أنّ صلاحيّته في الحياة قد انتهت، وأنّه لم يعد فوق الأرض ما يستحق البقاء من أجله.
إقرأ أيضا:الفار و الأسدعلاج الشيخوخة الموت.
قد تتوقّف الحياة في عينيك في لحظات الحزن، وتظن أنّه لانهاية لهذا الحزن، وأنّه ليس فوق الأرض من هو أتعس منك، فتقسو على نفسك حين تحكم عليها بالموت، وتنفّذ بها حكم الموت بلا تردّد، وتنزع الحياة من قلبك، وتعيش بين الآخرين كالميت تماماً.
لم يعد المعنى الوحيد للموت هو الرحيل عن هذه الحياة، فهناك من يمارس الموت بطرق مختلفة، ويعيش كل تفاصيل وتضاريس الموت، وهو ما زال على قيد الحياة.
الكثير منا يتمنّى الموت في لحظات الانكسار، ظنّاً منه أنّ الموت هو الحلّ الوحيد والنهاية السعيدة لسلسلة العذاب، لكن هل سأل أحدنا نفسه يوماً ماذا بعد الموت.
حفرة ضيقة وظلمة دامسة، وغربة موحشة وسؤال وعقاب وعذاب، وإمّا جنة أو نار.
هم كانوا هنا ثم رحلوا، غابوا ولهم أسبابهم في الغياب، لكن الحياة خلفهم ما زالت مستمرة، فالشمس ما زالت تشرق، والأيام ما زالت تتوالى والزمن لم يتوقف بعد، ونحن مازلنا هنا مازال في الجسد دم وفي القلب نبض وفي العمر بقية، فلماذا نعيش بلا حياة ونموت بلا موت؟
إذا ذكرت الموتى فعدّ نفسك أحدهم.
إذا توقفت الحياة في أعيننا، فيجب أن لا تتوقّف في قلوبنا فالموت الحقيقيّ هو موت القلوب.
احرصوا على الموت توهب لكم الحياة واعلموا أنّ الموت لابدَّ منه، وأنّه لا يكون إلا مرةً واحدةً، فإن جعلتموها في سبيل الله كان ذلك ربحَ الدنيا وثوابَ الآخر.
إقرأ أيضا:عبارات جميلة عن الفراقالموت هو انقطاع تعلق الروح بالبدن، ومفارقتها له، والانتقال من دار إلى دار، وبه تطوى صحف الأعمال، وتنقطع التوبة والإمهال.
الموت: إنّها كلمات مكوّنة من ثلاثة حروف فقط، سهلة النطق لكنها تهزّ القلوب الحية وتقضّ المضاجع.
صلّ يا قلبي إلى الله ، فإنّ الموت آتٍ، صِل فالنازع لا تبقى له غير الصلاة.
الموت كلمة تخبرك عن ضيف سيحلّ بك رغم أنفك وبدون تحديد لموعد الزيارة، فهو صاحب الشأن بهذا الخصوص وقد قصم ظهور الجبابرة ووسدّهم التراب.
الموت من أعظم المصائب.
إِنما الموتُ مُنْتهى كُلِّ حيّ، لم يصبْ مالكٌ من الملكِ خُلْداً، سنةُ اللّهِ في العبادِ وأمرَ ناطقٌ عن بقايهِ لن يردا.
لو كان الموت يصنع شيئاً لأوقف مد الحياة، ولكنه قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة، من قوة الله الحي تنبثق الحياة وتنداح.
التألم ولا الموت، هذا هو شعار البشر.
الموت كلمة تخبرك عن إنسان فارقك إلى غير رجعة أو لقاء في هذه الدار، وأصبح من أخبار الماضي، ولم يبق لك منه إلا الذكريات، وإنّ كان فارقك منذ سويعات.
كم من عزيزٍ أذلّ الموتُ مصرعه، كانت على رأسهِ الراياتُ تخفقُ.
ميت كلمة ستقال عنك في إحدى اللحظات، إنها أجلك ونهايتك في هذه الحياة، فهل أنت مستعد لما بعدها؟
إقرأ أيضا:المعنى الحقيقي للحبيجب أن لا نبكي على أصدقائنا، إنّها رحمة أن نفقدهم بالموت ولا نفقدهم وهم أحياء.
القبر هو بيتك الذي ستسكنه بعد منزلك هنا، حفرة في التراب لا زجاج فيها، ولا نوافذ ولا رخام فهل جملته بالطاعة؟ وأثثته بالأعمال الصالحة؟
موت الصالح راحة لنفسه، و موت الطالح راحة للناس.
ما لزم عبد ذكر الموت إلا صغرت الدنيا عنده.
عندما لا ندري ما هي الحياة ، كيف يمكننا أن نعرف ما هو الموت.
فإذا كان الله منحنا الحياة فهو لا يمكن أن يسلبها بالموت، فلا يمكن أن يكون الموت سلباً للحياة، وإنّما هو انتقال بها إلى حياة أخرى بعد الموت ثم حياة أخرى بعد البعث، ثمّ عروج في السموات إلى مالا نهاية.
من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا.
الموتُ خيرٌ من رُكوبِ العار، والعارُ خيرٌ من دُخولِ النارِ.
إنّ الأمة التى تحسن صناعة الموت، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة، ويهب الله لها الحياة العزيزة فى الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة، وما الوهن الذي أذلنا إلا حبّ الدنيا وكراهية الموت.
أريد أن أرى موتي من بعيد أن أطير نحوه، أتأمّله أتفحّصه عن قرب وأريد أن أرى ملامح وجهي وهي تستقبله، لا أريد موتاً يخطفني دون أن أعرف.
أريد لو أستطيع أن أعود بعد موتي قليلاً، لا لأرى هل تغيّرت حياة أحد بعدي، ولكن لألقي نظرة خاطفة على أشيائي وهل تقاسمها الأحياء بعدي!
ماذا سيفعل الناس في عزائي، يشربون القهوة والشاي، ويتحدثون عن غلاء الأسعار، ربما تسأل امرأة عابرة: أية واحدة منهم التي ماتت؟
استبقوا الخيرات، وبادِروا قبل أن تتمنّوا المهلةَ وهيهاتَ هيهات، ولا تغترّوا بحياةٍ تقود إلى الممَات، لا يُرى في حُشودِها إلاّ الشتات، ولا يُسمَع في ربوعِها إلا فلان مرِض وفلان مات.
ربما يعزي في موتي أشخاص قابلوا أمي في صالة انتظار ما، وتبادلت الأرقام معهم، ربما جار جديد سكن الشارع المقابل رأى حشداً فجاء.
الموت كأس وكل الناس شاربه.
ربما يموت الذين أهتم لهم كثيراً قبلي، لا يحضرون عزائي، ولا يرون غيابي كما رأيت غيابهم، أفقدهم ولا يفقدوني، يغيبون مرتين يوم موتهم ويوم موتي.
الموت ما منه ملاذ ومهرب .
على الموتى أن يخرجوا رؤوسهم من القبور ليروا ما فعلنا بعدهم، وما كنا على وشك كتابته ولم نكتبه لأنّنا نخاف الاقتراب من الوجع ومن الغياب.
تأهب للذي لا بد منه، فإن الموت ميقات العباد.
لا يخيفني الموت ولا يسلبني شيئاً، الموت مجهول زيّفه الأحياء وتعوذوا منه؛ لأنهم يحبون المعلوم يحبون حياتهم التي يرونها بعين ناقصة.
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها، إلا التي هو قبل الموت بانيها.
يقولون للذين سيموتون لن ننساكم لكننا سنكمل الحياة ويقولون عن الموت أشياء لم يختبروها ويبقى الموت جامداً ليّناً عصيّاً أزليّاً غامض الطريقة.
الموت داء لا دواء له، إلا التقى والعمل الصالح.
أريد أن أموت في أرض غريبة، في أرض بعيدة، وأن يأكلني الطير وأن تمطر على بقايا جثتي.
ما المال والأهلون إلا ودائع، ولا بد أن تردّ الودائع.