العمرة في اللغة هي الزيارة، واصطلاحاً هي زيارة بيت الله الحرام على وجه مخصوص. والعمرة مطلب كل شخصٍ مسلم بالإضافة إلى الحج، وهي تختلف عن الحج في أنه ليس لها وقتٌ محدَّد في السَّنة لأدائها، حيث يمكن أداؤها في أي وقتٍ خلال العام، فتجد بأن المسلمين يُقبِلون عليها بكثرة. أما عن حكمها في الإسلام؛ فقد انقسم العلماء في هذا الأمرِ إلى قسمين، فمنهم من رأى بأن العمرة واجبة مرة واحدة في العمر أُسوةً بالحج مُستأنِسين لذلك لقوله تعالى (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)، ومنهم من يراها سُنَّة؛ مستدلين على رأيهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث سُئل عن العمرة أهي واجبة؟ فقال (لا، وأن تَعْتَمِرَ خيرٌ لك). وكذلك بأن الحج من الأركان التي بُنيَ عليها الإسلام وليس العمرة.
ومن أجل عمرة تامة بإذن الله، يجب على المسلم أن يُتِمَّ جميع مناسكها. وتبدأ مناسك العمرة بالإغتسال؛ ثم التطيُّب للرجال دون النساء، ويليها لبس ملابس الإحرام. ثم يتوضأ المعتمر ويُصلي الفرض إذا دخل وقته؛ أو يُصلي ركعتين سنة الوضوء، ثمَّ يُحرم المعتمر وذلك بأن يقول “لبيك اللهم عمرة”، وإن كان يريد تلك العمرة عن أحدٍ فيقول “لبيك اللهم عمرة عن فلان”. ثم يشرع بالتلبية من الميقات حتى يصل إلى بيت الله، وصفتها “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”، ويستحب أن يبقى مُلبِّياً قدر ما يستطيع؛ وليس لها قدرٌ معيَّن ولا مدة زمنية محدَّدة. وعندما يصل المعتمر إلى مكة ويدخل المسجد الحرام، يقول دعاء دخول المسجد ويُكمل بالتلبية حتى يصِلَ إلى الكعبة، ثم يتوقف عنها ويذهب لتقبيل الحجر الأسود أو لمسه، وإن لم يسطع فيُشير إليه من بعيد، ويجب عليه عدم المُزاحمة للوصول إليه حتى لا يُصيب أحداً بأذى.
إقرأ أيضا:دعاء لتثبيت الإيمان باللهويبدأ المعتمر مناسك العمرة في بيت الله الحرام بوضع الحجر الأسود على يساره ويُشير إليه مُكبِّرا قائلاً “بسم الله والله أكبر”. وهذا ما يجب أن يقوله في بداية كل شوطٍ من الأشواط السبعة في الطواف حول الكعبة. ويبدأ أول ثلاثة أشواط بالمشي السريع للرجال وليس للنساء، وأما باقي الأشواط فيطوفهم بمشيٍ عادي. لا يوجد دعاءٌ مخصوص للطواف حول الكعبة، ولكن يقرأ المُعتمر ما شاء له أن يقرأ من القرآن؛ ويُكثِر من الدعاء والإستغفار والتسبيح، وإن وصل المعتمر إلى الركن اليماني يمسحُ عليه بيمناه ولا يُقبِّله؛ ويقول بين الركن والحجر الأسود “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة؛ وقِنا عذاب النار”، ويكون المعتمر خلال الطواف كاشِفاً كتِفه الأيمن في الأشواط الثلاثة الأولى إتِّباعاً لسُنة المصطفى عليه الصلاة والسلام؛ ثم يضع إزاره على كتفيه وطرفيه على صدره ممسكاً بهما. وبعد أن ينتهي المعتمر من طوافه، يقوم بصلاة ركعتين في مقام سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، ثم يذهب ليشرب من ماء زمزم؛ وبعدها يتَّجه نحو جبلي الصفا والمرة ليبدأ بالسعي.
يرتقي المعتمر حبل الصفوة ويُوجِّه وجهه باتجاه القبلة ويقول “الله أكبر – ثلاثاً – لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”، يقول الدعاء ثلاث مرات ثم ينزل متَّجِهاً إلى جبل المروة، ويدعو بما شاء له أن يدعو، وعندما يصل إلى المنطقة ذات العلامات الخضراء، يقوم الرجال بالإسراع في المشي خلالها؛ ثم يمشي مشياً عادياً بعدها. وعندما يصل إلى جبل المروة يصعده ويقول نفس الدعاء السابق الذي قاله عند صُعود جبل الصفا؛ وكذلك يقوله ثلاث مرات. ويكون السعي بين الصفا والمروة لسبعة أشواط، تبدأ بالصفا وتنتهي بالمروة. وبعد أن ينتهي من السعي، يقوم بالتحلل من إحرامه بحلق شعره أو تقصيره، ويلبس ما كان يلبس قبل إحرامه؛ ويحِلُّ له كل ما كان محرَّماً عليه وهو مُحرِم. وعندما يريد المغادرة إلى بلده؛ يقوم بالطواف سبعة أشواط طواف وداع.
إقرأ أيضا:رخص الإفطار في رمضان