لا يستطبع الإنسان المتردد غير الواثق من خطواته التي يخطوها في هذه الحياة أن يتقدم خطوة إلى الأمام، بسبب عدم ثقته بقدراته وبنفسه مما يمنعه من إظهار كامل قدراته والاكتفاء بأقل القليل، مما يجعله متأخراً في كافة المجالات والأصعدة، مع أنه قد يمتلك إمكانيات هائلة تؤهله لتطوير حياته والنهوض بها بشكل كبير وملموس وواضح، ولكنها في المحصلة إمكانيات معطلة غير مفعلة وغير ظاهرة على حاله ووضعه. من هنا فالثقة بالنفس وبالقدرات شئ هام جداً على المستوى الفردي وليس فقط على مجال التطوير والارتقاء بالنفس، ولكن أيضاً على المستوى الاجتماعي أيضاً فالإنسان الواثق بنفسه يريح من حوله من أشياء كثيرة، فعلى المستوى الأسري يستطيع الإنسان الواثق بنفسه اتخاذ القرارت التي تخصه وتخص عائلته، وفي الأوقات الصعبة ويستطيع أيضاً تحمل المسؤولية مما يؤهله لقيادة الأسرية وتوجيه عائلته وتسلم المراكز القيادية في كافة الأماكن.
تتلاشى الثقة بالنفس عند الأفراد منذ الصغر، بسبب التربية غير السليمة للأطفال، عن طريق عدم تشجيع الأهل لهم، وعدم تنمية مواهبهم وعدم مساعدتهم على اكتشاف مكنوناتهم وما تنضوي عليه شخصياتهم، من صفات ومواهب وقدرات، كما أن الاستهزاء بهم في كل كبيرة وصغيرة يجعلهم خجولين غير واثقين بأنفسهم، وبالتالي تتنامى فيهم هذه الصفة السلبية وتظل عائقاً أمامهم وأمام التطور والإبداع لهذا فيجب الانتباه للأطفال منذ الصغر وإيلاؤهم الاهتمام الملائم والمناسب لتطوير شخصياتهم وتوجيههم التوجيه الصحيح للإبداع.
إقرأ أيضا:أعراض شلل الأطفاليمكن للإنسان أن ينمي إحساسه بنفسه وزيادة ثقته بإمكانياته وقدراته اللامحدودة عن طريق معرفته بنفسه أولاً ومعرفة قدراته وتنميتها، حتى يصبح متمكناً من مهاراته قادراً على استخدامها في تطوير حياته والارتقاء بها وبمن حوله، كل هذا يكون بالمواظبة على التدريب والتعلم والتطوير من هذه القدرات والمهارات المختلفة. ويجب على الإنسان أيضاً أن يدرس قراراته بجدية وخصوصاً في المواضع المفصلية من الحياة لأن القرارات الصائبة التي يتخذها الشخص تقوي الثقة بالنفس وتعطي الإنسان شعوراً بأنه قادرً على اتخذا القرارات وتحمل المسؤولية. والأهم من هذا يجب كسر الحواجز والرهبة وعدم الاكتراث بالناس وبآرائهم، فالله أراد لنا الاختلاف ومن يتشدقون ويتبجحون بآرائهم لا يعلمون حقيقة ما تخفيه القلوب، لهذا فليس لأحد الانتقاد إلا الأشخاص الموثوقين والمقربين فهم من يريدون الخير وهم من يهتمون بنا وهم من يحيطون بغالبية أحوالنا ودواخلنا. وأخيراً يتوجب العمل على وضع النفس في المواقف التي تكرهها مما يؤدي إلى إكسابها خبرات ومما يساعدها على كسر الحواجز المختلفة.
إقرأ أيضا:كيفية التخلص من الخوف عند الأطفال