كيفية علاج الحروق والتعامل معها في المنزل

كيفية علاج الحروق والتعامل معها في المنزل

تعد الحروق أو تلف الجلد الناتج عن الحرارة أو التلامس مع مادة كيميائية كاوية من أكثر الإصابات شيوعا في الحياة اليومية، خصوصا عند الأطفال، لذلك من المهم جدا معرفة كيفية علاج الحروق وكيفية التصرف في المنزل للحصول على علاج مناسب بأسرع وقت، ولتفادي حدوث المضاعفات الثانوية.

تتعدد العوامل التي يمكن أن تسبب الحروق في الجلد، إذ يمكن أن يحدث بسبب البخار، السوائل الساخنة، الأجهزة الكهربائية، أو بسبب أشعة الشمس والنار.

ويتأثر الحرق عادة بعاملين أساسيين: منطقة تلف الأنسجة، ومدى تلفها (درجة الحرق)، وترتبط شدة الحرق ارتباطا مباشرا بهذين العاملين.

وتعتمد طرق علاج الحروق وعملية الشفاء منها بشكل مباشر على منطقة حدوث الحرق، ودرجة وعمق الحرق.

درجات الإصابة بالحروق

هناك أربع درجات رئيسية لإصابات الحروق، وتصنف بالشكل الآتي:

حرق من الدرجة الأولى: يؤثر الحرق من الدرجة الأولى فقط على الطبقة السطحية من الجلد (البشرة)، وتتمثل الأعراض الرئيسية له بتورم خفيف واحمرار في الجلد.

ويبقى هذا الصنف من الحرق بشكل عام لمدة يومين إلى ثلاثة أيام، ثم يختفي تماما بعد حوالي أسبوع دون أن يترك أي أثر وتبدو البشرة صحية تماما.

حرق من الدرجة الثانية: يؤثر الحرق من الدرجة الثانية على الطبقة السطحية من الجلد (البشرة)، وطبقة الأدمة، وتتمثل والأعراض الرئيسية له بألم شديد، احمرار، وظهور تقرحات.

وباستخدام العلاج المناسب له، يمكن الشفاء من هذا الصنف من الحروق في غضون عشرة إلى اثني عشر يوما.

حرق من الدرجة الثالثة: يؤثر الحرق من الدرجة الثالثة على جميع طبقات الجلد، كما تتأثر الأعصاب والأوعية الدموية، ويفقد الجلد الحساسية ويتفحم في بعض الأماكن.

يصنف هذا النوع بكونه الأكثر خطورة من بين النوعين السابقين، وهو يحتاج زمنيا طويلا للشفاء لكون الجلد يموت بأكمله، ويشفى الجرح ببطء شديد.

حرق من الدرجة الرابعة: الحرق من الدرجة الرابعة هو الأكثر خطورة من بين جميع أصناف الحروق، وتتمثل الأعراض الرئيسية له بتفحم الجلد بأكمله وتلف عميق في العضلات والأنسجة تحت الجلد والعظام.

أي أن هذا النوع من الحروق يصل إلى العضلات والعظام، ويتطلب علاجه زمنا طويلا وعناية فائقة جدا، لكن أغلب الحالات لهذا الصنف تنتهي بالوفاة.

كيفية التعامل مع الحروق

من الممكن علاج الحروق في المنزل فقط في حالات الحروق البسيطة، إذ تعتبر الإسعافات الأولية الصحيحة ذات أهمية خاصة للشفاء السريع للأنسجة.

ويمكن العلاج في المنزل أيضا في حالة عدم وجود مضاعفات ثانوية، تتمثل بالاحمرار الشديد، ظهور الإفرازات القيحية، الإصابة بالقشعريرة، والحمى.

وفي المقابل، تحتاج إلى طلب المساعدة الطبية في الحالات التالية:

حالة الحروق من الدرجة الثالثة، بغض النظر عن منطقة الإصابة.
وفي حالة الحروق من الدرجة الثانية بمساحة أكبر من حجم راحة اليد.
الحروق من الدرجة الأولى بمساحات واسعة (كاحتراق اليد أو الساق بأكملها وحروق سطح البطن).
وإذا كانت الحروق في الوجه والرقبة والمفاصل واليدين والقدمين.

ماذا تفعل مباشرة بعد الحرق

عند الإصابة بالحروق، من المهم جدا في البداية إبعاد العامل المؤثر المسبب للحرق، وعلى سبيل المثال إذا لامس السائل الساخن ملابسك، اخلع ملابسك على الفور.

في حالة الحروق من الدرجة الأولى والثانية، برد مكان الإصابة بالحرق بالماء البارد في أسرع وقت ممكن، لكن احذر من استخدام مكعبات الثلج لهذا الأمر.

يساعد تبريد المنطقة المصابة على تحسين الدورة الدموية، ومنع توسع رقعة المنطقة المصابة من الجسم في الحجم عن طريق تسخين مناطق الجلد المجاورة.

ويساعد أيضا على منع ارتفاع درجة حرارة الأنسجة وهذا يمنع تفاقم تأثير الحرق، ويقلل التبريد من التورم ويخفف الألم، وله تأثير مفيد على التئام جروح الحروق.

وتعد درجة حرارة الماء المثلى التي يجب التبريد فيها هي 12-18 درجة مئوية، ومن الضروري تبريد المنطقة المحروقة لمدة 15-20 دقيقة على الأقل.

ثم قم بتغطية منطقة الإصابة بقطعة قماش نظيفة ومبللة، على سبيل المثال منشفة أو قطعة شاش يمكنها أن تفي بالغرض.

وفي حال كانت المنطقة المصابة بالحرق هي اليدين أو القدمين وتشمل منطقة بين الأصابع، ضع قطعة قماش مبللة بين أصابع قدميك أو يديك، وتخلص من المجوهرات (الخواتم والأساور) على الفور.

وإذا كانت حالة الحروق من الدرجة الثالثة، يجب وضع ضمادة على الفور على المنطقة المصابة من الجسم دون معالجة أولية بالماء البارد.

ولكن إن لم تكن متأكدا من شدة الحرق (الدرجة الثانية أو الثالثة)، فمن الأفضل تبريد المنطقة المصابة بالماء البارد.

ويمكن استخدام مسكن مثل الباراسيتامول أو الأيبوبروفين لتخفيف الألم.

وبعد أن تقوم بتبريد منطقة الحرق وتغطيتها جيدا وتناول مسكنات الألم، تعتمد الخطوة التالية على تحديد ما إذا كنت (أو الضحية) بحاجة إلى استشارة طبية أو دخول المستشفى.

إذا كان الحرق سطحيا ومساحته صغيرة، فمن الممكن العلاج واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة في المنزل.

ولكن إذا ظهر أحد الأعراض أو المضاعفات التالية أثناء علاج الحروق في المنزل، يجب طلب حينها العناية الطبية على الفور:

الغثيان والقيء.
ارتفاع درجة حرارة الجسم حتى بعد مرور 12 ساعة من الإصابة بالحرق.
ازدياد وتفاقم الألم بعد مرور يوم من الإصابة بالحرق.
ازدياد رقعة الاحمرار للحرق بعد يوم من الحرق.
ظهور خدر في منطقة الحرق.
تجنب التصرفات الخاطئة التالية عند حدوث الحرق:
استخدام الماء المثلج أو مكعبات الثلج لتبريد المنطقة المصابة بالحرق، لأنه بالإضافة إلى الحرق، قد تحدث قضمة الصقيع.
خلع الملابس الملتصقة بالمنطقة المصابة من الجسم مباشرة، لأن ذلك يسبب تلفا كبيرا إضافيا في الجلد.
ثقب البثور المتكونة في مكان الحرق، أو لمس الجلد التالف المحروق باليدين.
وضع مواد صوفية (على سبيل المثال صوف قطني)، ضمادات على أساس لاصق (اللصقات الطبية)، فوق المنطقة المصابة.
تليين الجلد المحروق بوضع الزبدة، بعض أصناف الخضار، القشدة الحامضة، الزيوت، البيض، ومعجون الأسنان، لأن هذا يؤدي إلى التهاب الأنسجة.
وضع الكريمات أو مستحضرات التجميل أو البودرة على منطقة الحرق.
علاج الحروق باليود والكحول وبرمنجنات البوتاسيوم، لكونها تزيد الألم فقط ولا تساعد على الشفاء.

علاجات الحروق التي يمكن استخدامها في المنزل

هناك العديد من العلاجات الفعالة والآمنة التي يمكن استخدامها في المنزل لتخفيف الألم من الحروق، ومنع حدوث التطورات الثانوية، وتسريع تعافي المنطقة المصابة.

من المستحسن دائما أن يكون لديك أدوية ومستحضرات يمكنها علاج الحروق في خزانة الأدوية بمنزلك، وتشمل ما يلي:

مستحضرات مطهرة يمكنها القضاء على الجراثيم والبكتيريا لتعقيم الحرق (الكلورامفينيكول، ديكسبانثينول ، الكلورهيكسيدين، باسيتراسين).
مسكنات للألم (بنزوكاين، مورفين، سولبادين).
كريمات ومراهم تساعد على ترميم الجلد ومعالجة الحروق (بانثينول، ليفوميكول، ساس، بيبانثين بلس، ومرهم ميبو).
كريمات غنية بالفيتامينات (فيتامين A، فيتامين C، فيتامين E).

علاجات شعبية للحروق

يفضل الكثير من الأشخاص استخدام واعتماد الطب التقليدي والعلاجات الشعبية لعلاج الحروق السطحية في المنزل، والتي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض، وتسريع الشفاء، وترطيب البشرة وتنعيمها، بشكل طبيعي.

وتشمل بعض العلاجات الشعبية الطبيعية التي يمكن استخدامها لعلاج الحروق، ما يلي:

هلام الصبار: تشير الدراسات إلى أن الصبار فعال جدا في التئام الحروق من الدرجة الأولى والدرجة الثانية، وهو مضاد للالتهابات، ويعزز الدورة الدموية، ويمنع نمو البكتيريا.

بإمكانك وضع مستحضر هلام الصبار على منطقة الحرق بشكل مباشر، وتطبيقه عدة مرات في اليوم للحصول على نتائج فعالة.

العسل: لكون العسل مضاد حيوي طبيعي للبكتيريا والجراثيم والفطريات، يمكن استخدامه أيضا لعلاج الحروق.

مرهم جذر الأرقطيون: يقطع جذر الأرقطيون الجاف ويضاف له الماء ويطهى على نار خفيفة حتى يصبح مزيجا متماسكا، يوضع على منطقة الحرق عدة مرات في اليوم.

الشاي الأسود: يعد الشاي الأسود غني جدا بحمض التانيك الذي له تأثيرا قويا في سحب الحررة من المنطقة المحروقة من الجلد، والعمل على تهدئتها.

يمكن تبريد كيسين أو ثلاثة أكياس من الشاي الأسود ثم وضعها مباشرة على منطقة الحرق، وتثبيتها بأربطة من الشاش للحصول على نتائج مرضية.

يمكن استخدام أيضا مستخلص الفانيليا، والشوفان، والخل الأبيض، أو خل التفاح، لعلاج الحروق بشكل طبيعي في المنزل.

إغلاق
error: Content is protected !!