لماذا يبدو طفلي حديث الولادة أصفر اللون؟

لماذا يبدو طفلي حديث الولادة أصفر اللون؟

كأم لطفل حديث الولادة، لن تتمكني من التوقف عن تأمل طفلك! وستنتبهين إلى كل مميزاته المُحببة وتلاحظين الشبه بينه وبين أفراد العائلة، وغير ذلك. ولكن في بعض الأحيان، ستلاحظين أن لون بشرته مائل للاصفرار، وكذلك الجزء الأبيض من العين. تُعرف هذه الحالة بإسم “الصفراء” وهي تصيب معظم الرُضّع حديثي الولادة. بشكل عام، لا يوجد داعٍ للقلق، ولكن هناك بعض النقاط الهامة التي ينبغي عليك معرفتها:

 

ما الذي يسبب “الصفراء”؟

يُصاب 95% من حديثي الولادة بإحدى درجات الصفراء. وفي الواقع، جميع الرضع تقريبًا يُصابون بالصفراء، ولكنها لا تكون ظاهرة دائمًا. تأتي الصفراء من تراكم صبغة صفراء في الدم، وتُسمى “بيليروبين”. توجد هذه الصبغة لدى جميع الأشخاص، ولكن في الوضع الطبيعي يقوم الكبد بالتخلص منها. أما لدى الرُضع حديثي الولادة، فتكون هناك مشكلة في معالجة الـ”بيليروبين”، حيث لا يزال الكبد لديهم قيد النمو. وعادةً ما يكون تراكم الـ”بيليروبين” بنسبة متوسطة. وتتكون لدى واحد في المائة فقط من الرُضع مستويات خطرة من الـ”بيليروبين” في الدم. ولكن لحسن الحظ، لا تصل نسبة التراكم إلى مثل تلك المستويات إلا إذا لم تتم مراقبة الطفل كما يجب (وعلاجه، إذا لزم الأمر). يجب أن تراعي الأم أن الصفراء قد تصبح خطيرة إذا لم يتك التعامل معها بالطريقة الصحيحة.

 

وفقًا لتوجيهات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، يجب إجراء فحص الصفراء لطفلك الرضيع بعد ولادته بثلاثة إلى خمسة أيام. كما يجب القيام بزيارة متابعة، في حالة ارتفاع نسب الصفراء. وبفضل التكنولوجيا الحديثة، يمكن قياس نسبة الصفراء بسهولة باستخدام جهاز إلكتروني. ويسمى ذلك الجهاز “مقياس الصفراء” ويقيس حدة اللون الأصفر لبشرة الطفل. إنه إجراء سريع وآمن وبدون ألم، ولا يستغرق سوى ثوانٍ معدودة. كما أن استخدام “مقياس الصفراء” يوفر على معظم الرضع إجراء اختبارات الدم غير الضرورية. ولن يطلب طبيبك ذلك الاختبار، إلا إذا كانت النتائج مثيرة للقلق. وستساعد نتائج الاختبار طبيبك على أن يقرر ما إذا كان العلاج ضروريًا أم لا، وكذلك العلاج الواجب استخدامه.

 

كيف يتم علاج “الصفراء”؟

في معظم الأحيان لا يلزم تناول علاج للصفراء، حيث تختفي عادةً دون تدخل. أما في حالة وجوب العلاج، ففي الغالب سيطلب طبيبك وضع الرضيع تحت نوع خاص من مصابيح الفلورسنت. ويسمى ذلك بـ”المعالجة الضوئية” وتتم عادةً في المستشفى حيث أنه لا يوجد دواء أو علاء للصفراء في المنزل ويخطيء الكثير من الآباء حين يظنون أن ضوء النيون المنزلي قادر على علاجها. تقوم بشرة الطفل بامتصاص ضوء الفلورسنت مما يساعد الرضيع على تحويل الـ”بيليروبين” إلى مادة أخرى يمكن التخلص منها بسهولة. وتعد المعالجة الضوئية من أنواع العلاج الأكثر شيوعًا، إلا أن طبيب الأطفال الخاص بطفلك قد يشير عليك بأنواع أخرى من العلاج. جدير بالذكر أن الرضاعة الطبيعية المنتظمة تساعد على الشفاء من الصفراء. هذه المعلومات للإرشاد العام فقط. وهي لا تمثل رأيًا طبيًا لحالة محددة.

 

إغلاق
error: Content is protected !!