لمحات من حياة الفاروق عمر بن الخطاب

لمحات من حياة الفاروق عمر بن الخطاب

النموذج الإسلامي الذي نعتز به ونعبرة مثال يحتذي به في الدين الإسلام , فهو الفاروق عمر بن الخطاب وأحد المبشرين بالجنة وصاحب الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام , وهو الحصن المنيع الذي دافع عن الإسلام أشد دفاع وقد سمي الفارق بسبب تفريقه بين الحق والباطل وهو أمير المؤمنين الذي تولى الحكم بعد وفاة سيدنا أبو بكر الصديق ولقب بالعادل .

وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ( والله ما رآك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك ) .

وكان عبدالله بن مسعود يقول : ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطاب ، فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة ، وصلينا معه . حيث انه كان جبارآ غليظآ.

في هذا المقال سنعرض لكم 10 من أجمل وأعظم القصص في حياة الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب :

 

المرأة التي سمع الله سبحانه وتعالى حديثها :

ترك الفاروق عمر بن الخطاب القوم عندما أستوقفته سيدة عجوز مقوسة الظهر حيث  ترك لقوم وذهب إليها وقد وضع يده على منكبيها وأسمع يرهف السمع إلى صوتها الضعيف ولم ينصرف إلا وقد قضى لها حاجتها , وعندما رجع الفاروق إلى القوم الذين أنتظروه طويلا قال له أحد الرجال : يا أمير المؤمنين حبست رجالات قريش على هذه العجوز ؟! فرد الفاروق : : ويحك ! أتدرى من هذه ؟! قال الرجل : لا , فقال الفاروق : هذه إمرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات !! هذه خولة بنت ثعلبة , والله لو لم تنصرف عنى إلى الليل ما إنصرفت حتى تقضى حاجتها .

 

العجوزة الشاعرة :

في يوم ما وصل الفاروق عمر بن الخطاب إلى كوخ صغير الحجم يقع في منطقه في أقصى المدينة وعندما أقترب من الكوخ رأى إمرأة عجوز تجلس في الظلام ترتدي ثوب إسود وتقول الشعر قائلة :

على محمد صلاة الأبرار… صلى عليك المصطفون الأخيار

قد كنت قواما بكى الأسحار … ياليت شعرى والمنايا أطوار

هل تجمعنى وحبيبى الدار

تذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيامه وذكرياته مع الرسول عليه الصلاة والسلام وبكى ثم قام بقرع الباب فنادت السيده العجوز تقول : من هذا , فأخبرها عمر بن الخطاب وهو يبكي : عمر بن الخطاب , قالت السيده بإستغراب :ومالى ولعمر ؟ ومايأتى بعمر هذه الساعة ؟ , قال لها  : افتحى – رحمك الله – فلا بأس عليك . فقامت بفتح الباب له , وحينما دخل قال لها : رددى على الكلمات التى قلت آنفا . فقامت بتردديها له فلما أنتهت من الحديث قال لها : أسألك أن تدخلينى معكما , فقالت : وعمر فاغفر له ياغفار . فأسر أشد السرور وتركها ورحل .

 

الصبي الجائع :

في الوقت الذي إمتلئت به الطرق بالتجار الوافدين الذين نزلوا إلى المصلى , قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه للصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف : هل لك أن نحرسهم الليلة من السرقة ؟! .

قاما بحراسة البضاعة الخاصة بالتجار وفي ذلك الوقت كانا يصليان , فسمع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه صوت بكاء فلما ذهب لمعرفة صوت البكاء وجد طفل صغير يبكي ووالدته تحاول إسكاته والتخفيف عنها فقال لها : اتقى الله واحسنى إلى صبيك , ثم تركها وعاد إلى مكانه وفي ذلك الوقت سمع صوت بكاء الطفل مرة أخرى ولكنه كان أشد من السابق فذهب إليها وقال لها نفس الكلام ثم تركها وفي جوف الليل سمع البكاء مرة أخرى فذهب إليها وفي نفسه ضيق منها فقال لها : ويحك إنى أراك أم سوء , ومالى أرى إبنك لايقر منذ الليلة ؟! , ردت عليه الأم حزينه : ياعبد الله قد ضايقتنى هذه الليلة إنى أدربه على الفطام , فيأبى , في هذه اللحظة أصاب عمر بن الخطاب الدهشة والحيرة وقال : لم ؟ , قالت له في حزن : لأن عمر لايفرض إلا للفطيم , عندها أصاب الخوف والرعشة وجه وصوت الفاروق وقال لها : وكم له ؟ , قالت له : كذا وكذا شهرا . فرد عليها قائلا : ويحك لاتعجليه .

بعد ذلك تركها وقام إلى صلاة الفجر وكان يبكي حتى إن الناس لم يكونوا يعلمون في أي آية من كثرة بكائة حيث قال بعد الصلاة (يابؤسا لعمر ! كم قتل من أولاد المسلمين ؟! , بعد ذلك أمر أن يصرف أموال لكل مولود يولد في الإسلام وقام بكتابة ذلك في الآفاق .

 

العجوز العمياء :

في أطراف المدينة يتواجد بيت صغير تعيش فيه إمراة كبيرة عجوز عمياء تعيش على خوص قديم بالي وتأكل وتشرب من شاه ودلو صغير .

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأتي إلى تلك المرأة كل ليلة ليقوم بإصلاح شئون منزلها ويسقي له , وفي أحد الأيام جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى المنزل فوجد أن البيت مرتب بشكل جميل وهناك من سقى المرأه وفي كل مرة يأتي في الليل يجد أن هناك من يأتي قبله ويقوم بتنظيف البيت ويصلحة ويسقيها .

في ليلة من الليالى جاء في وقت مبكر وأختبأ في مكان قريب من المنزل ليتعرف على الشخص الذي يسبقه إلى هذا الثواب وعندما جاء الرجل تبين خليفة المسلمين سيدنا أبو بكر الصديق بعدها خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو معجب أشد الإعجاب بسيدنا أبو بكر الصديق وقال : أنت لعمري … أنت لعمري .

 

الأعرابي الذي يطوف بأمه :

حول البيت الحرام يأتي أصوات الحجاج بالتكبير والتهليل وكان سيدنا على بن أبي طالب وسيدنا عمر بن الخطاب في جانب البيت الحرام فشاهدو شاب عريض المنكبين , مفتول العضلات يحمل والدته على كاهله وهي عجوز ويقول : أنا مطيتها لا أن , وغذا الركاب ذعرت لا أذعر وما حملتنى وأرضعتنى أكثر , لبيك اللهم لبيك .

فقال علي بن أبي طالب لعمر بن الخطاب : يا أبا حفص ادخل بنا الطواف لعل الرحمة تنزل فتعمنا .

قام بالطواف خلف الأعرابي وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه (إن تبرها فالله أشكر….. يجزيك بالقليل الأكثر ) .

 

الشاب الذي يتحدث من قبره :

القصة تحكي عن شاب متدين كان يقيم في المسجد ويغض البصر وعندما يسمع حديث من الصحابة كان يغض طرياً منهم وقد نال إعجاب الفاروق رضوان الله عليه , وقد كان يبر إبيه الشيخ الكبير حيث كان يصلي العشاء ثم ينصرف إليه وفي طريق العودة رأته إمرأه فقامت بالإفتتان به .

بعد ذلك في إحدى الأيام قامت بإغوائه عند طريق عودته حتى هم بالدخول إلى منزلها إلا أنه تذكر قول الله سبحانه وتعالى ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) بعد ذلك من شدة الخوف من الله أغشى إليه وتم حمله إلى أبيه وظل هكذا حتى الثلث من الليل وعندما آفاق سأله والده عن السبب فأخبرة فقال له والده يا بنى وأى آيه قرأت ؟ , فأخبره الشاب وعندما أنتهي أغشى عليه مره أخرى بعد ذلك عندما إجتمع الناس وجوده ميتاً فقاموا بدفنه في الليل , وفي الصباح أخبروا سيدنا عمر بن الخطاب فقام بالذهاب إلى والده ثم ذهب إلى قبر الشاب وقال (يافلان :” ولمن خاف مقام ربه جنتان ) , فجاء صوت الشاب من القبر يخبره (ياعمر قد أعطانيها ربى فى الجنة مرتين) .

 

في هذا اليوم سأسبق أبي بكر الصديق :

في يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في صحابته ويحثهم ويشجعهم على الصدقه والإنفاق في سبيل الله , وكان من بين صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد فرح فرحاً شديداً لأنه يصادف أنه معه مال فقال (اليوم أسبق أبا بكر رضى الله عنه ) , ثم ذهب سريعاً إلى منزله وعاد بصرة كبيرة بها أموال وأعطاها للرسول صلى الله عليه وسلم فنظر النبي إلى الصرة وقال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : ماأبقيت لأهلك ؟ , فرد عمر بن الخطاب : أبقيت لهم مثله , في ذلك الوقت دخل سيدنا أبو بكر الصديق وكان سيدنا عمر بن الخطاب يقف جوار الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يحمل أكبر صرة فيها أموال وأعطاها للنبي صلى الله عليه وسلم عندها تبسم النبى صلى الله عليه وسلم قائلا : ماأبقيت لأهلك ؟! , عندها أجابه بكلمات عظيمه : أبقيت لهم الله ورسوله .

أعجب سيدنا عمر بن الخطاب من قول الصديق أبو بكر وقال ( لاأسبقك إلى شئ أبدا يا أبا بكر ) .

 

لن أبرئ بعدك أحدا :

في يوم ما دخل الصحابي عبدالرحمن بن عوف رضي الله على أم المؤمنين أم سلمة رضوان الله عليها وقالت له حتى تحثه على الإنفاق : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن من أصحابى من لايرانى بعد أن أموت أبدا .

بعد ذلك خاف عبدالرحمن بن عوف أشد الخوف ونهض مذعوراص إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : اسمع ماتقول أمك .. وأخبره بما قالت . خاف عمر بن الخطاب وذهب مسرعاً إلى أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها وقال لها وهو جاث  : : أنشدك بالله أمنهم أنا ؟!!!!!!!!

قال أم سلمة رضى الله عنها : لا ولن أبرئ بعدك أحدا .

 

المرأة المجذومة :

في موسم الحج والحجاج يطوفون البيت الحرام وأصوات التكبير والتهليل تختلط مع الزحام , حيث رأي عمر بن الخطاب إمرأة مجذومة تطوف , فقال لها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( ياأمة الله لاتؤذى الناس , لو جلست ببيتك ) , وقد وافقت السيده المجزومة وسمعت كلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المنزل حتى مات سيدنا عمر رضي الله عنه بعد ذلك قال لها رجل مر بها (إن الذى كان قد نهاك قد مات فاخرجى ) , قالت له (ماكنت لأطيعه حيا وأعصيه ميتا ) فمكثت في منزلها حتى ماتت .

 

غيرة عمر بن الخطاب رضى الله عنه :

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجلس بين أصدقائة فقال لهم : بينما أنا نائم رأيتنى فى الجنة , فإذا بإمرأة تتوضأ إلى جانب قصر , فقلت : لمن هذا القصر ؟! ,فقيل : لعمر ,فقال صلى الله عليه وسلم : فذكرت غيرته فوليت مدبرا , بعد ذلك بكى عمر بن الخطاب قائلاً : أعليك أغار يارسول الله ؟!.

إغلاق
error: Content is protected !!