العلاج
يعتمد علاج مرض السل على النوع المصاب به، بالرغم أنه يقوم غالباً على اتباع دورة علاجية طويلة من المضادات الحيوية.
بالرغم من كون السل حالة خطيرة يمكن أن تكون قاتلة إذا تُركت دون علاج، فإن الوفيات تعد نادرة إذا تم العلاج الكامل.
تعدّ الإقامة في المستشفى أثناء العلاج غير ضرورية بالنسبة لمعظم الناس.
السل الرئوي
إذا تم إصابتك بمرض السل الرئوي النشط (السل الذي يؤثر على الرئتين ويُسبّب الأعراض)، سيتم إحالتك إلى فريق متخصص لعلاج السل، يتكون هذا الفريق من متخصصين في الرعاية الصحية مع خبرة في علاج السل.
فريق العلاج
قد يشمل فريق علاج السل:
• طبيب الجهاز التنفسي – وهو طبيب متخصص في الأمراض التي تصيب الرئتين والتنفس
• أخصائي الأمراض المعدية
• ممرضة السل
• الزائرة الصحية – وهي ممرضة مؤهلة مع تدريب إضافي لمساعدة الأُسر التي لديها رضّع وأطفال صغار على البقاء في صحة جيدة
• طبيبك الخاص
• طبيب أطفال (إذا لزم الأمر) – وهو طبيب متخصّص في الأمراض التي تصيب الأطفال
ومن المرجح أيضاً أن يتم تعيين موظف أساسي. وعادة ما تكون الممرضة، الزائرة صحية أوعامل الرعاية الاجتماعية الداعمة الذي سيكون نقطة الاتصال بينك وبين بقية أعضاء الفريق، وسوف يساعد على تنسيق رعايتك.
المضادات الحيوية
يتم التعامل مع مرض السل الرئوي باتباع دورة علاجية لمدة ستة أشهر تتكون من مزيج من المضادات الحيوية، تتكون الدورة العلاجية المعتادة من:
• نوعين من المضادات الحيوية – الإيزونيازيد والريفامبيسين – كل يوم لمدة ستة أشهر
• نوعين من المضادات الحيوية الإضافية – بيرازيناميد وإيثامبوتول – كل يوم في الشهرين الأوائل
ومع ذلك، قفد تحتاج لأخذ هذه المضادات الحيوية ثلاث مرات في الأسبوع فقط إذا كنت بحاجة إلى الإشراف.
قد تمر عدة أسابيع أو أشهر قبل أن تبدأ الشعور بتحسّن. سيعتمد طول مدة العلاج على صحتك العامة وشدة مرض السل لديك.
بعد تناول الدواء لأسبوعين، لا يبقَ معظم الناس مسبّبين للعدوى ويشعرون بتحسن. ومع ذلك، فمن المهم مواصلة أخذ الدواء كما تم وصفه تماماً وإتمام دورة علاجية كاملة من المضادات الحيوية.
إنّ أخذ الدواء لمدة ستة أشهر هو الأسلوب الأكثر فعالية لضمان قتل بكتيريا السل. فقد تصبح عدوى السل مقاومة للمضادات الحيوية إذا قمت بالتوقف عن تناول المضادات الحيوية قبل إكمال الدورة أو إذا قمت بتخطي جرعة. و يُحتمل أن يكون هذا خطيراً، حيث يصبح من الصعب علاجها وستتطلب بالطبع مدة أطول من العلاج.
إذا تم إتمام العلاج بالشكل الصحيح، فلن تحتاج إلى أي مزيد من الفحوص من قبل اختصاصي السل بعد ذلك. ومع ذلك، يمكن أن تُعطى نصيحة عن حول التي تشير إلى أن المرض قد عاد، رغم أن هذا أمر نادر الحدوث.
في حالات نادرة جداً، يمكن للسل أن يكون قاتلاً حتى مع العلاج. ويمكن أن يحدث الموت إذا أصيبت الرئتين بأضرار كبيرة ولم تتمكنا من العمل بالشكل الصحيح.
السل خارج الرئة
يمكن معالجة السل خارج الرئة(السل التي يحدث خارج الرئتين) باستخدام لتركيبة من المضادات الحيوية مشابهة لتلك المستخدمة لعلاج السل الرئوي. ومع ذلك، قد تحتاج إلى أخذها لمدة 12 شهراً.
إذا كان لديك مرض سل يؤثّر بالدماغ، يمكن أيضاً أن يوصف لك أحد أنواع الـكورتيكوستيرويد، مثل البريدنيزولون، لعدة أسابيع لأخذها في نفس الوقت مع المضادات الحيوية. ممّا سيساعد في الحد من أي تورّم في المناطق المتضررة.
كما هو الحال مع مرض السل الرئوي، من المهم أن تأخذ الأدوية كما وُصفت تماماً حتى إنهاء الدورة.
السل الكامن
السل الكامن هو حين تُصاب بالعدوى من البكتيريا المسبّبة للسل لكن لا تظهر أي أعراض للمرض النشط. يُنصح عادة علاج السل الكامن لكل من:
• الأشخاص الذين أعمارهم 35 سنة أو أقل
• الأشخاص المصابين بـ فيروس نقص المناعة البشرية، بغض النظر عن سنهم
• العاملين في الرعاية الصحية، بغض النظر عن سنهم
• الأشخاص الذين يعانون من ندب يسبّبها السل، كما هو ظاهرعلى صور الصدر بالأشعة السينية، ولكنهم لم يتم علاجهم أبداً
لا يُنصح العلاج للأشخاص المصابين بالسل الكامن، وأعمارهم أكثر من 35 سنة (وليس لديهم فيروس نقص المناعة البشرية وغير العاملين في الرعاية الصحية). ذلك لأن خطر تضرر الكبد يزيد مع تقدم العمر ومخاطر العلاج تفوق الفوائد بالنسبة لبعض الناس.
ولا يتم علاج السل الكامن دائماً أيضاً إذا اشتُبه بكونه مقاوم للأدوية. في هذا الحال، قد تتم مراقبتك بانتظام للتحقق من عدم تنشّط العدوى.
في بعض الحالات، يمكن أن يوصى العلاج لمرض السل الكامن للأشخاص الذين يحتاجون لدواء مثبط للمناعة. يوقف هذا الدواء النظام المناعي (دفاع الجسم الطبيعي ضد المرض والعدوى) ويمكن أن يسمح للسل الكامن أن يتطور إلى الشكل النشط للمرض. ويمكن أن يشمل هذا الأشخاص الذين يأخذون الكورتيزون على المدى الطويل أو الذين يتلقون العلاج الكيميائي.
في هذه الحالات، يجب علاج مرض السل قبل البدء بعلاج المناعة.
ينطوي علاج السل الكامن على إما أخذ مجموعة من الريفامبيسين والأيزونيازيد لمدة ثلاثة أشهر، أو أيزونيازيد لوحده
لمدة ستة أشهر.
الآثار الجانبية للعلاج
يمكن أن يقلل الريفامبيسين من فعالية بعض أنواع وسائل منع الحمل، مثل حبوب منع الحمل المركّبة.استخدم طريقة بديلة لمنع الحمل، مثل الواقيات الذكرية، في وقت أخذ الريفامبيسين.
في حالات نادرة، يمكن أن تسبّب هذه المضادات الحيوية ضرراً للكبد أو للعينين، ويمكن أن تكون خطيرة. ولذلك، يمكن فحص وظائف الكبد قبل بدء العلاج. كما ينبغي اختبار الرؤية لديك في بداية الدورة العلاجية إذا كنت ستُعالج بالإيثامبوتول.
اتصل بفريق علاج السل على الفور إذا كان لديك أي من الأعراض التالية:
• الشعور بالغثيان أوالمرض
• اصفرار الجلد (اليرقان) واسوداد البول
• حمى غير مبررة – بدرجة حرارة 38 درجة مئوية (100.4 درجة فهرنهايت) أو أعلى
• وخز أو خدر في اليدين أو القدمين
• طفح أو حكة جلدية
• تغييرات في الرؤية، مثل عدم وضوح الرؤية أو عمى الألوان
العلاج تحت الإشراف
يجد الناس أحياناً صعوبة في تناول أدويتهم كل يوم. إذا كان هذا يؤثر عليك، يمكن لفريق علاجك أن يعمل معك من أجل إيجاد حل. سيُطلب منك عادة الانضمام إلى برنامج “العلاج تحت الإشراف المباشر”.
يمكن أن يشمل هذا علاج تحت الإشراف، والذي ينطوي على اتصال منتظم مع فريق العلاج (يومياً أو ثلاث مرات في
الأسبوع) لمساعدتك على أخذ الدواء. يمكن أن يحدث هذا في منزلك، أوعيادة العلاج أو في مكان آخر أكثر ملاءمة.
السل المقاوم للمضادات الحيوية
كمعظم البكتيريا، يمكن أن تطوّر البكتيريا التي تسبّب مرض السل مقاومة للمضادات الحيوية. يعني هذا أن الأدوية لم يعد بإمكانها قتل البكتيريا المفروض مهاجمتها.
لا يُعد السل الذي يطوّر مقاومة لنوع واحد من المضادات الحيوية عادة مقلقاً بسبب وجود مضادات حيوية بديلة. كان في عام 2011 أكثر من ثمانية من أصل 100 حالة من السل مقاوماً لنوع واحد على الأقل من المضادات الحيوية التي
تستخدم عادة لعلاج هذه الحالة.
ومع ذلك، في عدد من الحالات يحدث أن:
• يطوّر السل مقاومة لاثنين من المضادات الحيوية – يُعرف بمرض السل المقاوم للأدوية المتعددة
• يطوّر السل مقاومة لثلاثة أو أكثر من المضادات الحيوية – يُعرف هذا بالسل المقاوم على نطاق واسع
في عام 2011، ما يُقارب حالتين من كل 100 حالة سل كانت مقاومة لاثنين على الأقل من المضادات الحيوية.
يتطلب كل من السل المقاوم للأدوية المتعددة والمقاوم على نطاق واسع عادة علاجاً لمدة 18 شهراً على الأقل وذلك باستخدام مزيج من المضادات الحيوية المختلفة. ولأن من الصعب علاج هذه الحالات، قد يتم إحالتك إلى أخصائي في السل السريري للعلاج والمراقبة.
منع انتشار العدوى
إذا تم تشخيص إصابتك بالسل الرئوي، الذي يؤثر على الرئتين، ستكون معدياً لفترة لما يصل ل 2-3 أسابيع في دورتك العلاجية.
لن تحتاج عادة إلى أن تكون معزولاً خلال هذا الوقت، ولكن من المهم أن تأخذ بعض الاحتياطات الأساسية لمنع انتشار السل إلى عائلتك وأصدقائك. تشمل هذه الاحتياطات:
• ابتعد عن العمل، المدرسة أو الكلية حتى يخبرك فريق علاج السل الخاص أن العودة آمنة
• غطِّ فمك دائماً عند السعال، العطس أو الضحك
• تخلّص بحذر من أي مناديل ورقية مستخدمة في كيس مختوم من البلاستيك
• افتح النوافذ عند الإمكان لضمان دخول الهواء النقي بشكل جيد
• لا تنم في نفس الغرفة مع أشخاص آخرين حيث يمكنك السعال أو العطس في نومك دون أن تُدرك
نمط الحياة
الوقاية من السل – لقاح عصيات كالميت غيران ضد السل
السل هو عدوى خطيرة تؤثر على الرئتين، و يمكنه أن يؤثر على أجزاء أخرى من الجسم مثل العظام والمفاصل والكلى.كما يمكن أن يسبّب التهاب السحايا.
بالرغم من أن السل يمكن أن يكون مرض خطير جداً، إلا أنه من الممكن تحقيق الشفاء الكامل من معظم أشكال السل باستخدام العلاج.
من عليه أن يأخذ لقاح عصيات كالميت غيران؟
يحمي لقاح عصيات كالميت غيران من مرض السل.
يمكن إعطاء لقاح عصيات كالميت غيران لطفل حديث الولادة، ولكن ينصح أيضاً للأطفال الأكبر سناً الذين هم في خطر كبير للإصابة بالسل، مثل:
• الأطفال الذين سافروا مؤخراً إلى البلدان التي ترتفع فيها معدّلات السل
• الأطفال الذين احتكوا مع شخص مصاب بالسل الرئوي/0}
يعطى لقاح عصيات كالميت غيران إلى أي شخص فوق سن ال 16 نادراً ولا يُعطى أبداً لشخص عمره فوق الـ 35، لأنه لا ينفع البالغين بشكل جيد. وبالرغم من ذلك يتم إعطائه إلى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 35 ممّن هم في خطر الإصابة بالسل من خلال عملهم، مثل بعض العاملين في الرعاية الصحية.
كيف يعطى اللقاح؟
يمكن تلقيح الطفل الذي لديه خطر الإصابة بالسل في المستشفى بعد وقت قصير من ولادته، أو يمكن أن يُحال إلى مركز الرعاية الصحية المحلية للقاح بعد مغادرة المستشفى.
ما مدى فعالية لقاح عصيات كالميت غيران؟
يتكون لقاح عصيات كالميت غيران من شكل ضعيف للبكتيريا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجرثومة السل التي تصيب الانسان. ولأن البكتيريا ضعيفة، فإن اللقاح لا يسبّب أي مرض لكنه يستمر بتحريض نظام المناعة للحماية من هذا المرض، معطياً الناس الذين تم إلقاحهم حصانة جيدة.
يعد اللقاح فعّالاً بنسبة 70-80٪ ضد أكثر أشكال السل شدّة، مثل التهاب السحايا السلي عند الأطفال. حيث يعد أقل فاعلية في الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي، التي هي الشكل الأكثر شيوعاً عند البالغين.