ملكة الأمازيغ ، التي قهرت ملوك الروم والعرب

ملكة الأمازيغ ، التي قهرت ملوك الروم والعرب

ملكة الأمازيغ “ديهيا”

ملكة الأمازيغ الشهيرة التي حيرت ملوك وجيوش العرب والبيزنطيين لمده طويلة من الزمن. تمكنت ملكة الأمازيغ من صد غزوات ملوك العرب في عصر الدولة الأموية. هذه الملكة الشجاعة التي وحدت جيوش البربر أو الأمازيغ كانت تدعي”ديهية ابنة نيفان” وبالإنجليزية “Dihya“.

ملكة أمازيغية من خنشلة في جبال الأوراس، التي هي الجزائر حالياً. ولدت الملكة الآمازيغية “ديهية” عام 1535 وتم قتلها عام 1662 حسب التقويم الأمازيغي. وذلك التاريخ يوافق عام 585 إلى عام 712 حسب التقويم الميلادي. عاشت ما يقارب 127 عاماً.

إشتهر ذكرها في جميع المصادر التاريخية بأنها امرأة أمازيغية جميلة وشجاعة وقوية. وقد برهنت علي قيمتها وقوتها وكفاءتها في تحمل المسؤولية في عمر مبكر. كانت الملكة ديهيا، ملقبة بإسم “دخي” بالإنجليزية “Dhi” . ومعناها في قاموس اللغة الأمازيغية المرأة الجميلة.

الملكة الأمازيغية وإعتلائها العرش

تولت الملكة “ديهيا” العرش خلفاً للملك “أكسيل” الذي هزم عقبة بن نافع. وكان عرش مملكتها الأمازيغية في تامازغا أي “شمال افريقيا”. وضمت مملكتها الشاسعة الجزائر وتونس وليبيا والمغرب. واتخذت من مدينة “خنشلة” في أوراس شرقي الجزائر عاصمةً لمملكتها. وقد اتخذت ايضاً من تونس عاصمة ثانية لمملكتها، وحكمت الأمازيغ ما يقارب من 36 عاماً. وحسب كتب التاريخ يقال أنها كانت تدين بالديانة اليهودية.

حروب ملكة الأمازيغ

في القرن السابع عشر من التقويم الأمازيغي قادت “ديهيا” عدة حملات ومعارك ضد البيزنطيين. ومن بعدهم تصدت للغزو العربي، وقادت حروب ضدهم لإستعادة الأراضي الأمازيغية. العديد من الكتب التاريخية سجلت وذكرت اسم الملكة التي تصدت لقوات الروم البيزنطيين والعرب.من هؤلاء المؤرخين إبن خلدون حيث ذكر كيف كانت قوتها في حين أن المرأة في عهد العرب لم يكن لها أي مكانة سياسية.

أصبحت الملكة “ديهيا” رمزًا للتضحية في سبيل الوطن، كما ذكرها كثير من المؤرخين العرب. وتمكنت في النهاية أن تستعيد جميع أراضي مملكتها، بما في ذلك مدينة “خنشلة”. وقد هزمت البيزنطيين رهيبة نكراء وتمكنت من توحيد القبائل البربرية من حولها أثناء تقدم الجيوش العربية.

إنتصار ملكة الأمازيغ علي القائد الأموي

تمكنت الملكة الشجاعة من هزيمة جيش القائد العربي حسن بن النعمان عام 1643 بالتقويم الأمازيغي موافقًأ 693 ميلادية. وشهد وادي مسكيانة الهزيمة النكراء للقائد العربي  حسن بن النعمان. تمكنت من مطاردتهم في كل مكان في تامزغا أي شمال أفريقيا. إستمرت في مطاردتهم حتى أخرجتهم من تونس الحالية ومن ثم من ليبيا بينما هرب الباقون إلى مصر.

إتهامات العرب

وبعد انتصارها الساحق علي العرب، إتهمها حكام وشعوب العرب بممارسة الشعوذه والسحر. تملك ملوك العرب الذهول، ولم يصدقوا دائمًا كيف ستهزم المرأة أقوى الرجال العرب. لذلك أطلقوا عليها لقب “الكاهنة” وأصروا على عدم ذكر اسمها الحقيقي حتى يومنا هذا. و لولا ابن خلدون ذكر الحقيقة كامله وذكر إسمها لدفن معها اسمها الحقيقي.

نهاية الملكة “ديهيا”

عرفت الملكة ديهيا بفطنتها أن العرب لم ولن يتوقفوا إلا بعد زوال الثورة التي قادتها إمرأة ضدهم. فقالت لهم لولديها: أنا حتما مقتولة، فاذهبوا إلى الملك العربي حسن إإمنوا بأنفسكم منه. فقالت إنى أرى أن أحد أبنائي سينتصر مع المسلمين، وبالفعل ذهبوا إليه وبقوا معه. بعد هزيمته انتظر حسن بن النعمان إلى أن وصله الدعم والإمدادات العسكرية وعاود الهجوم.

هزيمة ملكة الأمازيغ

وبالفعل بعد حروب ضروسة هزمت ملكة الأمازيغ علي يد الجيوش والغزوات العربية. قُتلت عام 74 هـ بقطع رأسها، وأرسالها فيما بعد إلى الشرق، وألقي بجسدها في بئر سميت فيما بعد بئر “الكاهنة”.

قتلت وهزمت الملكة بعد سلسة من الإنتصارات، إلا أنها ظلت رمزًا للمقاومة. وفي وقتها لم يكن للمرأة قيمة في حضارات أخرى إلا سلعة تباع وتشترى ولا يؤخذ برأيها. في حين أن المرأة الأمازيغية لم تكن فقط مجرد حاكمة بل كانت زعيمة وطنية تدافع عن أرضها. وهذا ما دفع الكثيرين إلى اعتبارها ساحرة ومشعوذة لأنه يصعب عليهم قبول امرأة حرة في وسط مجتمع يهيمن عليه الرجال.

إغلاق
error: Content is protected !!