هل التبول اللاإرادي وراثي؟ دائما ما يخطر ببالنا هذا السؤال حرصًا منا على معرفة الإجابة الشافية، حيث أننا نتعرض لهذا الموقف مع الأطفال، وأحيانًا تحزن الأم بسبب ما يحدث لطفلها بخصوص التبول اللاإرادي خلال نومه، وتود دائمًا معرفة، هل التبول اللاإرادي وراثي، خصوصًا إن كان هناك أحد أفراد الأسرة سواء الأب أو الأم يعاني من نفس الموضوع، هيا بنا نعرف الإجابة من خلال هذا المقال.
التبول اللاإرادي عند الأطفال
- في البداية نود أن نعرف لماذا يحدث التبول اللاإرادي عند الأطفال، ومتى نعتبره مشكلة مرضية، فكل أم تحاول تعليم أبناءها الاعتماد على أنفسهم مع تقدم عمرهم، وخصوصًا تعليمه قضاء حاجته بنفسه.
- تستشيط الأم غضبًا في بعض الأحيان عندما يتبول طفلها لاإراديًا، ولكن احذري قبل أن تأخذي رد فعل صادم تجاه الطفل لابد من أن تستشيري أهل الخبرة في هذا الموضوع، وتحاولي تفسير الموضوع علميًا.
- تقول الدكتورة رابية إبراهيم حكيم تخصص الطب النفسي للأطفال بجامعة لندن أن مشكلة التبول اللاإرادي مشكلة شائعة بين الأطفال الصغار، تصل نسبتها إلى ١٠٪.
- لكن عارض التبول اللاإرادي تعتبر مرضية عند بداية عمر 5 أعوام، حيث يعتمد التحكم الطبيعي للمثانة على عدة أمور أهمها التطور العقلي والعاطفي والعضلي للطفل.
- يحدث هذا التطور بطريقة تدريجية، حيث ينمو التحكم في المثانة يومًا بعد يوم، ويجب على الأم تدريب الطفل على دخول الحمام في سن مبكر.
- إن التأخير في أحد التطورات كالتطور العقلي أو العضلي أو العاطفي عند الطفل، أو تأخر النمو الطبيعي للمثانة، قد يؤدي بدوره تأخير التحكم الطبيعي للمثانة لدى الطفل.
شاهد أيضًا: التهاب اللثة عند الأطفال
هل التبول اللاإرادي وراثي؟
- من خلال الإحصائيات التي أثبتت أن العامل الوراثي له أثر أساسي في إصابة الأطفال بالتبول اللاإرادي، وذلك وفقًا لتصريحات الدكتورة رابية إبراهيم عند سؤالها هل التبول اللاإرادي وراثي.
- قالت لقد وجد أن ٧٥% من الأطفال المصابة بالتبول اللاإرادي، كان آبائهم أو أمهاتهم مصابين أيضًا بمرض التبول اللاإرادي منذ الصغر.
- فيجب على الأم قبل أن تحاسب طفلها على فعلته، تسأل هل التبول اللاإرادي وراثي أم له سبب آخر وتقرأ كثيرًا حتى تتأكد أن العامل الوراثي له دخل في التبول اللاإرادي عند الأطفال.
أسباب التبول اللاإرادي
- إن للتبول اللاإرادي أسباب أخرى، بجانب العامل الوراثي فبعض الأطفال يملكون مثانة يعتبر حجمها طبيعي بالنسبة لعمل الطفل، ولكن وظيفتها لا تعمل بشكل طبيعي.
- بمعني أن الطفل لا يستطيع أن يحبس كمية كبيرة من البول لفترات طويلة، فنراه يدخل الحمام بكثرة في النهار، وبالتالي من الممكن أن يتبول لا إراديًا في الليل.
- أظهرت بعض الدراسات أن أن هناك عامل آخر وهو وجود نقص في هرمون التحكم في عملية التبول في فترة الليل.
أسباب أسرية للتبول اللاإرادي
- قد يتسبب الضغط النفسي والتوتر لدى الأطفال من أشياء معينة في جعله يصاب بالتبول اللاإرادي.
- فمثلًا عند ولادة طفل جديد في الأسرة قد يؤثر ذلك سلبًا على نفسية الطفل، أو أن يبدأ الطفل بالذهاب إلى الحضانة، ذلك أيضًا من الممكن أن يضره نفسيًا.
- ومن الممكن أيضًا يكون السبب هو الانتقال إلى مكان سكني جديد، أو اختفاء أمه من أمامه، أو المشاكل الأسرية التي لها دورًا كبير في ذلك.
أسباب عضوية للتبول اللاإرادي
- على صعيد آخر وبعد أن وضحنا هل التبول اللاإرادي وراثي، فهناك أسباب عضوية أيضا للتبول اللاإرادي، مثل وجود التهابات في مثانة الطفل.
- يجب إجراء بعض التحاليل حتى نتأكد من ألا يوجد مشاكل عضوية لدى الطفل، تجعله يتبول لا إراديا.
- قد يحدث أيضا للطفل حرقان في البول، أو رغبة شديدة في التبول، وأيضا مرض الصرع له دور في التبول اللاإرادي.
- من الممكن أيضًا يكون السبب هو فرط في نشاط عضلات المثانة البولية، أو الإصابة ببعض السرطانات لا قدر الله.
- وقد يكون الإمساك الشديد سببًا في هذا، أو مرض السكري، أو أسباب نفسية، أو تناول بعض الأدوية.
دراسة حول علاقة التبول اللاإرادي بالجينات
- للإجابة على سؤال هل التبول اللاإرادي وراثة، فقد جدت دراسات ترد على هذا السؤال.
- عند دراسة عينات من أطفال مصابة بالتبول اللاإرادي، فقد أخذ ٤٣٪ من أطفال كان آبائهم لديهم نفس المشكلة، و٤٤% أمهاتهم أيضًا مصابون بالتبول اللاإرادي منذ الصغر، و٧٧٪ من الأطفال الذين يعاني كلًا من الأبوين.
- وجدوا أن ٥٠٪ من الأطفال المصابين لديهم تاريخ أسري من التبول اللاإرادي.
- وجدت دراسات أخرى أثبتت النساء اللواتي يعانين من السلس البولي أو ما يسمى بالتبول اللاإرادي كانت أمهاتهم يعانين منه فالصغر.
- وأن النساء الذين يعانون من السلس البولي بصورة شديدة، يكون نسبة حدوث الإصابة بالتبول اللاإرادي في بناتهن الضعف.
- وجدت دراسات أخرى تقول إن النساء هم الأكثر عرضة لمرض السلس البولي بنسبة ٦٠٪ إذا كان أخواتهن الأكبر سننًا مصابة أيضًا.
- أجريت دراسة أخرى على أساس الجينات والبروتين، وجدت علاقة بين المتغيرات الجينية في الجسم ومرض السلس البولي.
- كذلك هناك تفاعل ولكنه غير واضح تمامًا بين المتغيرات البيئية، والعامل الوراثي، وبهذا يكون هناك ردود واضحة على السؤال المطروح هل التبول اللاإرادي وراثي.
- أيضًا ارتفاع في بروتين سي التفاعلي (C-reactive protein) عند الشخص الذي يعاني من التبول اللاإرادي الشديد، فقد يحدث ارتفاع في مستوى هذا البروتين عند تعرض الجسم للالتهاب، لكن تظل علاقة هذا الارتفاع بالتبول اللاإرادي غير واضحة تمامًا.
شاهد أيضًا: علاج مغص الاطفال واسبابه
إقرأ أيضا:طريقة استخدام قطرة سبنش فلاي للنساءهل هناك أسباب أخرى للتبول؟
- تقول د. رابية: من الضروري عدم المساس بالطفل بشكل لفظي من تجريح أو فعل نقدي له سواء من أولياء أموره أو من أي شخص أخر في العائلة وذلك لأن هذه التصرفات قد تعود على الطفل بالسلب.
- الحرص على تعليم الطفل بعد كام من ولادته على استعمال الحمام بشكل تدريجي بما يبني عنده وعي.
- الحرص على عدم تواصل ارتداء الأبناء الحفاضات والتي قد لا تساعد على تعليم الطفل الذهاب إلى الحمام والتحكم في إدرار البول لديه، فقد تتكاسل بعض الأمهات وتواصل استخدامها للحفاضات لأبنائها تسهيلا للوقت والمجهود المبذول في تعليم الطفل استخدام الحمام.
- وجدت إحصائيات تفيد بأن عام 1961 قد وصل معدل الأطفال الذين يستخدمون حفاضات في عمر سنتين فيما فوق إلى 10% فقط، ولكن عام 1997 بلغت نسبة الأطفال الذين يرتدون حفاضات 78% في نفس العمر.
أساليب علاج التبول اللاإرادي
- يشير معظم خبراء علم النفس والطفولة لبعض الأساليب التي تساعد في تدريب الطفل وتجعله يتعافى من مرض التبول اللاإرادي.
- فمثلًا تدريب الطفل في ساعات النهار ليؤخر الرغبة في التبول، وأيضا التقليل من شرب السوائل قبل النوم، كما أن هناك بعض الأدوية تساعد الطفل على التغلب على هذه المشكلة ولكن يفضل ألا نلجأ إليها إلا بعد استعمال العلاج الأسري والسلوكي.
شاهد أيضًا: إسهال مع مخاط عند الأطفال: الأسباب والعلاج
إقرأ أيضا:مرض السكريفي نهاية ما تناولناه في هذا المقال نود أن نكون أجبنا بإجابات واضحة على السؤال الوارد بخصوص هل التبول اللاإرادي وراثي، متمنين من الله عز وجل أن نكون أفدنا السائلين في هذا الموضوع، ونتمنى للجميع تمام الصحة والعافية.