إذا كنت حاملًا أو تخططين لذلك، فيجب أن تعرفي كل شيء عن الحصبة الألمانية وكيفية حماية جنينك منها.
أنت حامل وغالباً هذا أجمل خبر سمعتيه في حياتك! أنت لا تطيقين الانتظار حتى ترين مولودك الجديد وفجأة تبدأ الأسئلة تدور في ذهنك. هل أنت حامل في بنت أم في ولد؟ ماذا ستسمينه؟ ما الذي تحتاجين لشرائه؟ وأهم شيئ هل سيكون الطفل بصحة جيدة؟
أغلب السيدات هذه الأيام تحرصن على الالتزام بواجباتهن أثناء فترة الحمل وذلك لكى يتمتع أطفالهن بصحة جيدة. فهن يأكلن جيداً، ينمن جيداً، ويلتزمن بكل ما ينصحهن به الأطباء. لكن هل تعلمي أن هناك محاذير يجب أن تضعيها في الاعتبار قبل الحمل لكى تحمى صحة طفلك؟ أحد أهم هذه المحاذير هو أن تعرفي كل ما يمكنك معرفته عن الحصبة الألمانية.
يتسبب في مرض الحصبة الألمانية فيروس يسمى روبيللا. هذا الفيروس ينتقل من الشخص المريض إلى الشخص الآخر عن طريق السعال، العطس، والكلام. لكن يكون المرض أكثر خطورة عندما ينتقل من الحامل إلى الجنين عن طريق المشيمة، وذلك لأن الفيروس يؤدى إلى عيوب خلقية خطيرة في الجنين.
يمكن للحصبة الألمانية أن تصيب الأطفال أو الكبار. أغلب الناس يشفون سريعاً منها بعد حدوث ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، ورشح جلدي يختفى بعد ثلاثة أيام تقريباً. أحياناً يوجد صداع، ألم في المفاصل، التهاب في الحلق، وفقدان للشهية. أحياناً أخرى لا تحدث أي أعراض على الإطلاق. لكن تأثير الحصبة الألمانية على الجنين قد يكون ضار جداً ودائم، ويتوقف ذلك على الوقت الذي تصاب فيه الحامل بالعدوى. إذا أصيبت الحامل خلال الثلاث أشهر الأولى من الحمل، يكون هناك احتمال للإجهاض أو ولادة طفل ميت، أو قد يولد الطفل أصم، أعمى، مريض بالقلب، متخلف عقلياً، أو قد يعانى من أية إعاقات خطيرة أخرى. تقل نسبة خطورة الإصابة في الجنين كلما تقدم الحمل. إذا أصيبت السيدة بالحصبة الألمانية بعد الأسبوع العشرين من الحمل، فعادةً ما لا يعرض ذلك الجنين للخطر.
إقرأ أيضا:سموثي المانجو والفراولة
لحسن الحظ، يمكنك حماية طفلك. رغم أن أغلب السيدات لا يذهبن إلى الطبيب إلا بعد حدوث الحمل بالفعل، إلا أنه ينصح بالذهاب إلى طبيب أمراض النساء والتحدث معه عما يقلقك قبل محاولة الحمل. سيرغب الطبيب في معرفة ما إذا كانت لديك مناعة ضد مرض الحصبة الألمانية أم لا. يوضح د. أحمد شمس – أستاذ أمراض النساء والتوليد – أنه ستكون لديك المناعة إذا كان قد سبق تطعيمك بالتطعيم الثلاثي MMR ضد الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف، أو إذا كنت قد سبق وأصبت بالفيروس وأنت طفلة.
يوضح د. أحمد شمس أن تحليلًا بسيطًا للدم سيبين ما إذا كانت لديك أجسام مضادة كافية ضد هذا المرض أم لا. إذا كانت لديك أجسام مضادة كافية، فتكون لديك المناعة ويمكنك حينئذ أن تحملى. ماذا إذا لم تكن لديك المناعة؟ يجيب د. أحمد شمس: “إذا أظهر التحليل نتيجة سلبية، يطلب من السيدة أن تأخذ التطعيم الثلاثى MMR قبل التخطيط للحمل بثلاثة أشهر.
إذا كنت حاملًا بالفعل ولم تتحدثي مع الطبيب من قبل في هذا الخصوص، يجب أن تناقشيه الآن وتقومي بعمل التحليل. يقول د. أحمد شمس: إذا أظهر التحليل نتيجة إيجابية، فأنت وجنينك في أمان ولا يوجد احتمال للإصابة. فغالباً ما قد تم تطعيمك من قبل، أو ربما قد أصبت بهذا المرض من قبل دون أن تعرفي، وبذلك أصبح لديك مناعة. يضيف د. أحمد أنه إذا أظهر التحليل نتيجة سلبية، فينصح بتجنب الاقتراب من أي شخص قد يكون مصاباً أو من أي شخص ليس لديه المناعة ضد هذا المرض وخاصةً الأطفال إذ أنهم أكثر احتمالاً للإصابة بهذا المرض.
إقرأ أيضا:دراسة: الشباب الأسباني أكثر عرضة للإصابة بسرطان الخصية
أغلب الأطباء لا ينصحون بأخذ التطعيم الثلاثي MMR وأنت حامل. إن التطعيم الثلاثي MMR يتم تحضيره باستخدام فيروس حي ضعيف وهذا قد يعرض الجنين إلى احتمال ضعيف بالإصابة. لكن تبعاً لوحدة اللقاحات والأمراض المستهدفة بالتطعيم – بمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة – أن بعض الدول قد قامت بإجراء بحوث وسجلت أن هناك سيدات قد تلقين هذا التطعيم خلال الثلاث شهور الأولى من الحمل، وكلهن وضعن مواليداً بصحة جيدة ودون ظهور أي أثر للمرض عليهن. ينصح الكثير من الأطباء بأنك إذا كنت حامل بالفعل ولم تتلقى التطعيم وليس لديك المناعة ضده بأن تتلقى التطعيم بعد الولادة مباشرةً حتى تحمى نفسك من الإصابة بالحصبة الألمانية خلال أي حمل لاحق.
إقرأ أيضا:أعراض التهاب الكبد c
الآن بعد أن عرفت كل شيئ عن الحصبة الألمانية، يمكنك أن تحمى نفسك وجنينك من هذا المرض، ثم تستمتعين بعد ذلك بتسعة شهور رائعة وأنت تعلمين أنك قد قمت بواجبك تجاه طفلك لكى يكون بصحة جيدة.