كثير من السيدات يتوقعن أن يكون حملهن الثانى مماثل تماماً لحملهن الأول، وتعتقدن أنهن يعرفن تماماً ما سيحدث. رغم أن الخبرة السابقة ستساعدك بلا شك لتحضير نفسك للحمل الثانى، إلا أن كل حمل يختلف عن الآخر وفى الحمل الثانى قد تكون هناك بعض التحديات العضوية والنفسية التى لم تخطر ببالك. إليك بعض التحديات التى يمكنك توقعها وبعض النصائح للتكيف مع هذه التحديات!
من الناحية العضوية
يمكن أن تشعرى بإرهاق أكثر من الحمل الأول لأنه بالطبع ستكون لديك مسئولية طفلك الأول التى قطعاً تتطلب جهد ووقت ولا يكون متاحاً لك أن ترتاحى وقتما تشائين كما كان الحال فى حملك الأول. تقول روبين إليس وايس – موجهة الولادة وفترة ما بعد الولادة واستشارية الرضاعة ومؤلفة كتاب عن الحمل الثانى – أن حملك لطفلك الأكبر أثناء حملك فى طفلك الثانى قد يؤدى إلى حدوث آلام فى الظهر. وتضيف روبين أن تقلصات براكستون هيكس مع قرب نهاية الحمل الثانى قد تزيد وتصبح أكثر ألماً. أيضاً المخاض والولادة قد يتطوران بشكل أسرع نتيجة فقدان قاع الحوض لبعض صلابته نتيجة الولادة الأولى.
تقول آن دوجلاس – مؤلفة لسبع وعشرين كتاباً بما فيهم كتاب كان الأكثر مبيعاً والذى يتحدث عن فترة الحمل – أن الحمل الثانى قد يظهر على الأم أسرع من الحمل الأول وقد تشعر بحركة الجنين فى وقت مبكر عن الحمل الأول. تقول آن دوجلاس أن آلام ما بعد الولادة غالباً ما تكون أشد بكثير من المرة الأولى، وتضيف قائلة: “رغم أن آلام ما بعد الولادة علامة على أن الرحم يقوم بعمله الطبيعى – أى العمل على العودة لحجمه الطبيعى قبل الحمل – إلا أن بعض السيدات ترين أن هذه الآلام تكون فى نفس شدة آلام المخاض.”
إقرأ أيضا:بالأرقام تعرفي على أفضل الوسائل لمنع الحمل
من الناحية النفسية
فى ظل وجود طفل يحتاج إلى الرعاية، قد لا تجد الحامل الفرصة للاستمتاع بحملها الثانى. تقول آن دوجلاس أنه يصعب على الأم إيجاد فرصة للاستمتاع بالحمل الثانى وهى مشغولة برعاية طفلها الأول والهرولة خلفه طوال الوقت فى أنحاء البيت.
تشعر روبين وايس أن الأم لا تعطى لحملها الثانى الطاقة العاطفية والذهنية كما تفعل فى حملها الأول كما أن الأب قد يكون أقل اهتماماً. قد تشعر الأم بالقلق أيضاً بخصوص ما إذا كانت ستجد لديها الحب الكافى للطفل الثانى أو ما إذا كانت ستحب طفلها الثانى كما تحب طفلها الأول، وقد تتساءل بعض الأمهات ما إذا كن قد دمرن حياة طفلهن الأول بإنجاب طفل آخر.
تقول كارا هوجارد – أم لثلاثة أبناء: “شعرت ببعض الحزن عندما حملت فى طفلى الثانى لأننى كنت متخوفة من أن طفلى الجديد قد يأخذنى من طفلى الأول ولم أكن مستعدة لذلك. كنت أبكى فى كل مرة أعرف فيها أنى حامل وكانت المسألة تأخذ منى بعض الوقت حتى أعتاد على الفكرة. بالطبع وهم الثلاثة حولى الآن، أشعر بأننى أحبهم جميعاً أكثر مما يتصور أحد.”
نصائح للتكيف!
• ارتاحى. تذكرى النصيحة القديمة – “نامى عندما ينام الطفل!” فعلاً هذه نصيحة جيدة! عندما يكون طفلك نائماً أو ينال الرعاية من إنسان تأتمنيه، انتهزى الفرصة وخذى قسطاً من النوم.
إقرأ أيضا:كيفية استخدام الواقي الأنثوي كبديل لتأجيل الحمل• مارسى رياضة. الرياضة ستعطيك طاقة أكبر وستساعدك فى التغلب على بعض مشاكلك العضوية. تقترح شيرى جيمينيز – ممرضة ومؤلفة كتاب “الدليل المريح للحامل” – ممارسة الرياضة أو المشى لمدة 30 دقيقة يومياً، وإذا تعذر ذلك فيمكن المشى لمدة 10 دقائق ثلاث مرات يومياً. تقول جوانا هينكس – أم لطفلين وحامل فى الثالث: “إن قضاءك لبعض الوقت فى ممارسة الرياضة ليس أنانية منك. إن قيامك بتمارين معينة سيساعدك فى الحفاظ على قوة ظهرك وساقيك.”
• كلى بشكل صحى. تقترح شيرى جيمينيز أن تقسمى الثلاث وجبات اليومية المعتادة على ستة، أو أن تتناولى وجبات خفيفة بين الوجبات الأساسية. ضعى بعض الأطعمة الصحية سهلة التناول فى متناول يدك وتناولى الفيتامينات التى يصفها لك طبيبك، ولا تنسى أن تكثرى من شرب الماء.
• حافظى على ظهرك. إذا أردت حمل طفلك الأكبر، احرصى على أن تنزلى بركبتيك ثم تدفعى نفسك بساقيك عند الوقوف به. تجنبى حمل الأشياء الثقيلة أو ثنى ظهرك. أثناء الوقوف، اجعلى عضلات أسفل الظهر مرتخية بثنى ركبتيك، وأثناء الرقود، استلقى على جانبك مع وضع وسادة بين ساقيك أو اثنى إحدى الركبتين أو كليهما. تنصح روبين وايس إذا كنت ستجلسين لبعض الوقت، أن تخففى بعض الضغط من على أسفل العمود الفقرى بوضع قدميك على كرسى منخفض خاص بهذا الغرض.
إقرأ أيضا:تطور مولودك شهر بشهر:الشهر الثالث• شجعى طفلك الأكبر على أن يكون أكثر اعتماداً على نفسه. تقترح زو فيرى – أم لأربعة أطفال – أن تعلمى طفلك الاعتماد على نفسه قدر الإمكان فى بعض الأشياء الخاصة به. تقول زو: “هذا بالطبع حسب سن الطفل، لكن بإمكانك تسهيل بعض الأمور على نفسك مثل شرائك لطفلك حذاء بلاصق بدلاً من الرباط حتى لا تضطرى للانحناء كل مرة لتربطى له رباط الحذاء.”
• اطلبى المساعدة. استعينى بكل المساعدة الممكنة – خادمة، مربية، إرسال طفلك الأكبر إلى الحضانة، وتقبل مساعدة أفراد الأسرة. تنصح تارة ترك – أم لاثنين – قائلة: “أرسلى طفلك الأكبر إلى الحضانة قبل الولادة ببضع شهور على الأقل. بهذه الطريقة لن يشعر طفلك بأن الطفل الجديد هو الذى تسبب فى إرساله إلى الحضانة والاستيلاء على اهتمام أمه.”
• جهزى نفسك. تنصح زو فيرى بأن تقومى بتجهيز ملابس الطفل القادم سواء بغسل الملابس المستعملة الموجودة لديك أو شراء ما يلزم من ملابس، تجهيز حجرته، تجهيز شنطة المستشفى، إلى آخر الاستعدادات المطلوبة قبل الولادة بوقت كاف حتى تتجنبى المزيد من الإرهاق وقلة النوم قبل الولادة مباشرةً. وتنصح أم أخرى بأن تجهزى خطة طوارئ لرعاية أطفالك عندما يأتى المخاض.
• لا تعبئى بحجم بطنك. تنصح إحدى الأمهات بألا تعبئى بتعليقات الناس على حجم بطنك، فأحياناً يركز الناس على البطن وينسون أن هناك مخلوق بداخلها!
• حاولى ألا تقلقى. إذا لم تشعرى بحماس لحملك الثانى، لا تشعرى بالذنب فسيكون لديك الكثير من الوقت بعد الولادة لتتقاربى مع طفلك الجديد وترتبطى به.
• تأكدى أنك وطفلك الأكبر ستتكيفان على الوضع الجديد. رغم أنك قد تجدين بعض الصعوبات خلال الأسابيع والأشهر الأولى بعد ولادة طفلك الجديد، إلا أنك فى النهاية ستستطيعين أنت وطفلك الأكبر التكيف مع الوضع الجديد وستسعدان به.
• احضرى فصول التحضير للولادة. قد ترغبين فى حضور فصول التحضير للولادة فكثير من الأمهات تتعلمن فى هذه الفصول أكثر خلال الحمل الثانى لأنهن تكن أكثر تقبلاً للاحتمالات ومعرفةً بأن المخاض قد لا يحدث بالشكل المتوقع. إن حضور فصول التحضير للولادة قد يعطيك فرصة لقضاء بعض الوقت مع زوجك والتركيز على الحمل.
الحمل الثانى قطعاً يكون أكثر إرهاقاً من الناحية العضوية والنفسية، ولكنه أيضاً يعنى أن أسرتكم ستكون أكبر. إذا كنت قد تحملت تعب حملك الأول انتظاراً لفرحتك بمولودك الأول، انتظرى وسترين كم هو رائع أن ترى ابتسامة طفلك الجديد لأخيه أو أخته!