يعتبر طنين الأذن أحد أبرز المشكلات التي يتعرض لها الإنسان، والتي تكون بسماع ضوضاء تختلف في درجة الصوت من هدير منخفض إلى صرير عال أو وزيز، وقد يتم سماعها في كلا الأذنين او إحداهما.
توصل العلم في السنوات الأخيرة لما يسمى العلاج بالأكسجين، يضاف إلى العلاجات السابقة من أدوية وطرق مختلفة، وهو يفيد ليس فقط علاج طنين الأذن، بل يقوي الجسم ويعالج الكثير من المشاكل حتى الجروح، وهو وضع المريض في حجرة ضغط الأكسجين فيها مرتفع بحيث يتنفس الشخص هذا الأكسجين الذي يدخل رئته ودمه ويغذي الأعصاب والشرايين.
وتتعدد الأسباب المؤدية لحدوث طنين الأذن، وبدورها تختلف طرق الوقاية والعلاج تبعاً للأسباب.
قناة أستاكيوس وخللها الوظيفي الذي يؤدي إلى حدوث طنين الأذن
تصل قناة أستاكيوس (نفير أوستاش) بين تجويف الأذن الوسطى والقسم الخلفي من تجويف الأنف.
تبقى قناة استاكيوس مغلقة طوال الوقت إلا أنها تفتح عند القيام بمضغ الطعام، البلع، والتثاؤب.
وعندما تفتح القناة يحدث أن ينتقل الهواء النقي من تجويف الأنف إلى تجويف الأذن الوسطى، وبدوره ينتقل السائل الذي يتم إفرازه من قبل الأذن الوسطى إلى تجويف الأنف.
وبعملية التبادل هذه يبقى الضغط في الأذن الوسطى والأذن الخارجية متوازن (الضغط على جانبي غشاء الطبل) ويتم سماع الأصوات التي ينقلها غشاء الطبل من الأذن الخارجية إلى الأذن الوسطى بشكل اعتيادي سليم بدون الشعور بالألم أوحدوث طنين في الأذن.
إقرأ أيضا:طريقة الأكل بعد تركيب التقويمولكن يمكن أن يحدث خلل وظيفي بقناة استاكيوس نتيجة حدوث التهاب في الأنبوب وتراكم المخاط أو السوائل.
ويمكن أن يحدث هذا الالتهاب بسبب البرد أو الأنفلونزا أو التهاب الجيوب الأنفية أو الحساسية.
فتعجز القناة في مساواة الضغط الجوي داخل الأذن، فيصبح ضغط الهواء على الجانب الخارجي لغشاء الطبل أكبر من ضغط الهواء في الأذن الوسطى.
وهذا يدفع غشاء الطبل للانكماش نحو الداخل، فيصبح متوتراً ولا يهتز بشكل جيد عندما يتعرض لموجات صوتية.
وهذا يؤدي لحدوث اضطرابات في القناة السمعية بشكل عام وبدوره يؤدي إلى أعراض مثل:
- وجود ضوضاء غير اعتيادية في الأذن.
- وسماع رنين والذي يسمى الطنين.
- قد تبدو الأصوات مكتومة.
- قد تشعر بألم في إحدى الأذنين أو كلتيهما.
- قد تواجه في بعض الأحيان صعوبة في الحفاظ على توازنك.
ويكون علاج الخلل الوظيفي بقناة استاكيوس دوائياً أو جراحياً، وذلك بعد مراجعة الطبيب وتحديد السبب المؤدي للحالة.
كما يمكن مضغ اللبان، ومحاولة تكرار عملية إدخال الهواء وإخراجه ببطء مع إبقاء الأنف والفم مغلقين، لمحاولة فتح القناة قدر الإمكان.
التهاب عصب التوازن
يُعرف التهاب عصب التوازن طبياً بالتهاب العصبون الدهليزي (العصبون القحفي الثامن) وهو أحد الأعصاب القحفية الذي ينشأ من جسر الدماغ ثم يغادر الجمجمة الداخلية من خلال الصماخ السمعي (فتحة السمع الداخلية) الغائر في العظم الصدغي.
إقرأ أيضا:السعالويقوم هذا العصب الحسي بنقل الإحساس بالصوت والتوازن من خلال مستقبلات خاصة تقع في التيه الغشائي الموجود في العظم الصدغي.
والتهاب عصب التوازن عبارة عن اضطراب يؤثر في عصب الأذن الداخلية ويسبب انتفاخه، مما يؤدي إلى عدم تفسير المعلومات الحسية التي ينقلها هذا العصب من قبل الدماغ بشكل صحيح.
تسمى هذه التقنية “الطبول بالإصبع” حيث نقوم بوضع إصبعي السبابة فوق إصبعي الوسطى، ووضع اليدين خلف الرأس فوق منطقة العصب القحفي الثامن، ثم نقوم بالضرب بالسبابة في تلك المنطقة بشكل نقر.
واستخدام هذه التقنية البسيطة لتحفيز العصب القحفي الثامن، تساعدك على التخلص من أثر الطنين والألم المرافق له.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون نقص الأكسجين داخل الأوعية الدموية أحد أسباب فقدان السمع الحسي العصبي وما يرافقه من سماع طنين والشعور بالألم في الأذنين.
ولا بدّ من علاج وقائي فعال لتخفيف الضغط المتراكم وتخفيف الألم الناجم عن الطنين.
علاج طنين الأذن بالأكسجين عالي الضغط
يستخدم العلاج بالأكسجين العالي الضغط لزيادة إمداد الأكسجين إلى الرئتين وبالتالي تغذية الأعصاب وتقوية الأذن والدماغ في محاولة لتقليل شدة فقدان السمع وطنين الأذن.
ويعتبر العلاج بالأكسجين عالي الضغط علاجاً راسخاً للتخلص من الطنين وآلامه الشديدة، ويتضمن استنشاق الأكسجين النقي في غرفة أو أنبوب مضغوط لمدة ساعة على جلسات متعددة كل جلسة مدتتها ساعة.
إقرأ أيضا:العقم الثانوي: لماذا قد تنجب المرأة مرة واحدة فقط؟وتحوي غرفة العلاج بالأكسجين كمية ضغط هواء عالية جداً، حيث يكون ضغط الهواء أعلى بثلاث مرات من ضغط الهواء العادي.
نتيجة لذلك، سيتولد لديك شعوراً مؤقتاً بالامتلاء في أذنيك أثناء تواجدك بداخلها، على غرار ما قد تشعر به في الطائرة أو على ارتفاع عال، ويمكنك تخفيف هذا الشعور بالتثاؤب أو البلع.
وفي ظل هذه الظروف، يمكن للغرف الهوائية الموجودة في الرئتين أخذ جرعة أكبر من الأكسجين، بالمقارنة مع الكمية التي يمكن أخذها في ضغط الهواء الطبيعي.
ويساهم الضغط المرتفع للهواء الموجود بداخل الأذن الوسطى في دفع الأكسجين عبر الدم بقوة ليصل إلى داخل الأنسجة والأوعية الدموية وكافة الخلايا الشُعيرية التي تعاني من الاتهاب أو الألم لتغذيتها بشكل كاف من الأكسجين.
وعندما يخف الضغط تدريجياً في أثناء العلاج، فإن الهواء المضغوط داخل الأذن بدوره يتمدد ليخرج من خلال قناة استاكيوس إلى الوسط الخرجي عبر الأنف.
حيث تحتاج أنسجة الجسم إلى إمدادات كافية من الأكسجين لتعمل بشكل جيد، وعندما تصاب الأنسجة بالأذى فإنها تتطلب المزيد من الأكسجين من أجل متابعة عملها الوظيفي.
يقوم العلاج بالأكسجين عالي الضغط بتحسين الدورة الدموية في الجسم، وإشباع خلايا الدم الحمراء بالأكسجين، حيث يصل إلى أعماق أنسجة وخلايا الجسم عن طريق اللمف والسائل الدماغي.
وبالتالي تساعد هذه الكمية الإضافية من الأكسجين على تقليل الالتهاب و التخلص من الألم، وإعادة غازات الدم و وظائف الأنسجة إلى مستواها الطبيعي، وتحسين تدفق الدم في المناطق التي تعاني من نقص الأكسجين.
عادةً ما يتم إجراء العلاج بالأكسجين عالي الضغط كإجراء خارجي ولا يتطلب دخول المستشفى، باستثناء الحالات الضرورية.
ويتم تلقي العلاج بالأكسجين عالي الضغط في أحد الوضعين التاليين:
- وحدة مصممة لشخص واحد: في وحدة فردية (أحادية) تستلقي على طاولة وتستقر داخل أنبوب بلاستيكي شفاف، يشبه كبسولة زجاجية عملاقة ويغلق الباب المعدني الضخم بإحكام خلف الرأس، ويبدأ العلاج.
- غرفة مصممة لاستيعاب عدة أشخاص: في غرفة الأكسجين عالي الضغط متعددة الأشخاص والتي تبدو عادةً أشبه بالغواصة يمكنك الجلوس أو الاستلقاء، وتتلقى الأكسجين من خلال قناع على وجهك أو غطاء خفيف الوزن شفاف يوضع فوق رأسك.
وللاستفادة من العلاج بالأكسجين عالي الضغط، ستحتاج على الأرجح إلى أكثر من جلسة واحدة.
يعتمد عدد الجلسات وفترة البقاء داخل الغرفة، على حالتك الطبية لكنه يستمر في أغلب الاحيان لمدة ساعتين تقريباً.
والعلاج بالأكسجين عالي الضغط يستخدم غالباً بشكل فعال لتخفيف الضغط ومعالجة انسداد الغازات الشريانية والتسمم الشديد بأول أكسيد الكربون، وكذلك الألم العضلي الليفي والقرحة المعدية المعوية والتهاب الكبد وفي حال التعرض لضربة شمس.
وفي الحالات الأخرى يتم استخدام العلاج بالأكسجين عالي الضغط كجزء من خطة العلاج الشاملة ويتم إعطاؤه مع العلاجات والأدوية الأخرى التي تناسب الاحتياجات الفردية.
ويعتبر العلاج بالأكسجين عالي الضغط أحد الإجراءات الامنة بشكل عام، والمضاعفات المرافقة له نادرة الحدوث.
لكن هذا العلاج يحمل بعض المخاطر وتشمل ما يلي:
• قصر النظر المؤقت بسبب التغيرات المؤقتة في عدسة العين.
• إصابات الأذن الوسطى، بما في ذلك تسرب السوائل وتمزق طبلة الأذن بسبب زيادة ضغط الهواء، وذلك يحدث في حال انسداد قناة استاكيوس.
• انهيار الرئة الناجم عن تغيرات ضغط الهواء (الرضح الضغطي).
• نوبات الصرع نتيجة الإفراط في الأكسجين (سمية الأكسجين) في الجهاز العصبي المركزي.
• في ظروف معينة، يخشى من حدوث حريق بسبب البيئة الغنية بالأكسجين في غرفة العلاج.