سورة الكهف
هي إحدى السور المكية، وتأتي متوسّطةً في المصحف الشريف، وترتيبها الثامن عشر، تتكوّن من مائة آيةٍ وعشر، ولهذه السورة العديد من الفضائل التي وردت في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ففيها حفظٌ من فتنة المسيح الدجال، أو كما ورد في الأحاديث، فإنّ حفظ أول عشر آياتٍ أو آخر عشرٍ منها وقراءتهم فيه حفظٌ من فتنة الدجال، كما أنّ من قرأها يوم الجمعة كانت له حفظاً من كلّ الفتن لثمانية أيّام، وكانت له نوراً ما بين الجمعتين، ومن قرأ سورة الكهف لا يقربه شيطانٌ في ليلته.
سورة الكهف سورةٌ عظيمة، وفيها الكثير من الحكم والمعاني، والتي يمكننا استنتاجها من القصص الواردة فيها، فأمّا سبب تسمية هذه السورة بسورة الكهف فترجع إلى قصة أهل الكهف؛ إذ نزلت هذه السورة بعد أن ذهب أناسٌ من قريش إلى أحبار اليهود ليسألوهم عن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، فلديهم من العلم ما هو أكثر منهم، فقالوا لهم أن يسألوه ثلاث أسئلةٍ فإن أجابها يكون نبياً من عند الله، وإن لم يفعل يكون متقولاً عليهم.
كانت الأسئلة عن فتيةٍ ذهبوا في الدهر الأول وما كان أمرهم، وعن رجلٍ طوافٍ بلغ مشارق الأرض ومغاربها، وعن الروح، ما هي؟ فعندما عادوا سألوه عن ذلك فأخبرهم أن يعودوا غداً، ولكن الوحي انقطع عنه خمسة عشر يوماً فبدأ اللغو بين أهل قريشٍ عليه صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآيات تعاتبه على حزنه وتقصّ هذه القصص التي سألت عنها قريش.
إقرأ أيضا:استمرت دعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم السرية في مكة المكرمةأصحاب الكهف
كانت أول القصص التي وردت هي سورة أصحاب الكهف، والتي سُمّيت السورة على اسمهم، وهم فتيةٌ خرجوا في غابر الزمان، وكانوا يدعون الناس إلى دين الله في عهد ملكٍ ظالم، فهربوا إلى كهفٍ فأماتهم الله تعالى فيه وبعثهم بعد ثلاثمائةٍ سنةٍ وازدادوا تسعاً وهي مدةٌ اتفق العلماء على طولها ولكنّهم اختلفوا على المدة بالضبط، وعندما خرجوا ذهبوا إلى عهد ملكٍ جديد، وقد تغيّر الحكم فعرفعهم الناس من العملة القديمة التي كانوا يحملونها، فعندما عادوا بهم إلى الكهف أماتهم الله تعالى مرةً أخرى، وبنى عليهم الناس مسجداً وقد أصبح مكانهم منطقةً سياحيةً حالياً في الأردن.
صاحب الجنتين
القصة الثانية التي وردت هي قصة صاحب الجنتين الذي كفر بنعم الله تعالى عليه، وكان له صاحبٌ يتكبر عليه، وكان يقول إنّ هذا أوتيه بعلمه وأعرض عن نصح صاحبه له بأنّ هذه من نعم الله وأنّ عليه أن يشكر الله على ذلك، فعندما كفر بنعم ربه دمّر الله جنته فأهلكه فلم يكن له من ينصره بعد ذلك.
وبعدها يذكر الله تعالى قصة موسى والخضر، فعندما ظنّ موسى عليه السلام أنّه أعلم أهل الأرض أراد الله أن يعلمه، فأرسله إلى الخضر وقال له إنّه أعلم منه، وذكر الله قصته وهو يصاحبه في رحلته التي كان الله تعالى يوحيها إليه وكيفية تعلمّه منه، وقد قال العلماء إنّه واحدٌ من الأنبياء لإيحاء الله تعالى إليه وهو ما يكون للأنبياء.
إقرأ أيضا:أذكار تجلب الرزققصة ذي القرنين
آخر القصص هي قصة الملك العادل ذي القرنين الذي جاب الأرض لينشر العدل في الأرض ويدعوهم إلى الله تعالى، فذهب إلى المشرق والمغرب حتى وصل إلى قومٍ بمقربةٍ من يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض، فأقام ردماً بينهم، وحبس فيه يأجوج ومأجوج، وأخبر تعالى أنّهم ما زالوا محبوسين فيها، وأنّ الله تعالى سيجعله حطاماً عند اقتراب قيام الساعة ليبعث يأجوج ومأجوج في الأرض