عندما نسمع كلمة الظلم نشعر بأن الحياة قاسية، نشعر بأنه ليس هناك أمل من الانتصار، وكأن السماء انطبقت على الأرض، وكأننا أصبحنا كالدمى يلعب بنا، لماذا نفعل هذا لما نظلم بعضنا ؟، لم لا نقاوم بل نجعل من أنفسنا لعبة بيد غيرنا ؟، قد يكون سبب الظلم أننا لا نعلم عواقبه أو أننا صدقنا شيئا ولا نريد تكذيبه أو أننا لم نبحث عن الحقيقة وفضلنا السماع على البحث، من أصعب الأشياء التي تمر على الإنسان الشعور بالظلم، قد يكون شخصا قد ظلمك بحكم كلام الناس عنك، أو يكون قد ظلمك لأنك أخطئت بالتعبير عن شيء معين، أو قد تكون قد تكون ظالما لنفسك في بعض الحالات، أو ظلم لربه، وفي وقتنا هذا نرى انتشار الظلم كثيرا، لكن كيف نكون ظالمين لأنفسنا أو لغيرنا أو لربنا ؟: نكون ظالمين لأنفسنا عندما لا نستفيد من عقولنا وأجسادنا، عندما ننتظر السعادة من الآخرين، عندما نعطي شخصا أكثر من حقه بالتحكم بتصرفاتنا، أو ننسى الغاية من خلقنا، نبتعد عن عبادة الله وعن الصلاة والصيام والدعاء، ونبدأ بالكسل ونرى وقتنا ضاع مننا، هل سنكون مجرد ريشة تتحكم بها التيار علينا المقاومة لظلم أنفسنا، إقناع نفسنا بأننا نظلمها، وأننا نستطيع أن نتخلص من هذا الشيء، أما بالنسبة لظلم الشخص لغيره، فهو متعدد الأشكال قد يظلمه بأن لا يريد السماع منه، أو يكتفي بكلام الناس عنه، أو يرفض إعطائه حقه، أو أخذ ممتلكاته منه لأنه ضعيف، أو يحلف كذبا لاغتصاب ممتلكات الناس، وكان ذلك لا يكون بدل من العقاب عقابين: عقاب الحلفان الكذب، وعقاب الظلم،أو يبدأ بالغيبة و النميمة عن الناس، أو تحكم على شخص من مظهره الخارجي، وشهادة الزور، منع الزكاة عن الآخرين، وحتى ظلم الحيوانات والطيور، أو لا تتكلم مع شخص بحجة مستواه الاجتماعي أو المادي، انتظروا و تمهلوا ألا إن كل هذا يستحق التأمل لم نفعل هذا كله بالآخرين ماذا نستفيد من الغيبة والنميمة عن الناس أو ظلمهم، علينا الارتقاء فلن نستفيد أي شيء من الظلم، ألا تعلمون عقاب الظالم يكفيك فقط دعوته فدعوة المظلوم مستجابة عند الله وعقاب الآخرة العظيم، أما ظلم الإنسان لربه فهو عدم تنفيذ حقوق ربنا علينا فنحبه ونعصيه، وعدم توحيد الألوهية له و أن نجعل معه الها آخر، عجبا لك يا بن آدم تحب الله وتعصيه و تكره الشيطان و تطيعه، أيها الظالم تذكر بان الموت يأتي فجأة، فلن تستطيع حينها أن تتوب لله، ولن ينفعك الندم أي شيء، فباشر لله تعالى بالتوبة، وارفع الظلم عن الآخرين وعن نفسك وعن ربك، وتعهد لنفسك و لربك بأنك لن ترجع للظلم مرة أخرى، وتذكر دائما بأن الله غفور رحيم يغفر لعباده ولو كانت جبالا من الذنوب .
إقرأ أيضا:أحاديث عن فضل لا إله إلا الله