إن الحرية من أسمى وأرقى الحقوق التي يجب أن يحظى بها كل مواطن أيا كان عمره وفكره وكما قال غاندي ” الحرية ليست قيمة إذا لم تشمل حرية إرتكاب الأخطاء ” ، وأخطر حرية تأتي في مرحلة المراهقة حين يرى المراهق نفسه في تعداد الكبار ، في تلك المرحلة يتحول الدور الأكبر عند الآباء في تهيئة أبنائهم وتعليمهم لكي يعيشوا ويتكيفوا مع حياتهم في تلك المرحلة الخطيرة .
من طبيعة الآباء توجهم لحماية أبنائهم بغريزة طبيعية وإنقاذهم من المواقف السيئة في حياتهم وهذه الطريقة قد تكون ذات فائدة وهم صغار ولكن مع بداية التزايد في السن فإن هذه الطريقة لا تفلح ولا سيما عند الوصول لمرحلة المراهقة ، وهنا يأتي دور الحرية المناسبة حيث تخلق مساحة للمراهق على الدخول في تجارب وإختبارات حياتية ووقوعه في أخطاء ومن ثم التعلم وإكتساب خبرات حياتية وتعلم نتيجة إختيار قراراته وإنضباط الذات .
إنه لمن الأمر العسير على الوالدين أن يشاهدا أبنهما في المشاكل ولا يفعلوا شيء من منطلق ترك الحرية له في التعامل مع مشاكله ومعنى أنك موافق على هذا المبدأ أنك ملتزم بعواقب هذا أيضا ، فيعد الإتفاق بين الأب وبين أبنه المراهق مبنيا على قواعد تحتوي على مقابل مساحة الحرية التي تم إعطائها للمراهق ، وحقيقة إذا تم الإتفاق على ذلك دون فرضه من قبل الأب سيكون ذلك ذات فعالية كبيرة في حياة المراهق .
إقرأ أيضا:إذا كانت الزوجة تفعل هذه الأشياء السبعة كل يوم ، فلا تلوم زوجها على الخيانةلابد أن تكون القواعد ذات حدود مذكور بها ما له وما عليه وما عواقب أفعاله ونتائجها وما يسمح له وما يمنع عنه وما يجب عليه من واجبات دراسية وإجتماعية ومنزلية وتحديد أوقات للذهاب والعودة والأصدقاء المسموح بمصادقتهم والممنوع عن مصادقتهم والجوائز المطروحة للنجاح والعقوبات التابعة للفشل بهذه القواعد والحدود تستطيع أن توجه ابنك المراهق إلي حرية مقيدة بالصواب .