نسب جليبيب وقبيلته:
مثله مثل بعض الصحابة غير منسوب، ولكن ذكره أبو الفرج بن الجوزي في كتابه (صفة الصفوة) عن ابن سعد قال: وسمعت من يذكر أن جليبيبًا كان رجلاً من بني ثعلبة حليفًا في الأنصار[1].
قصة زواج جليبيب:
كان جليبيب امرأً يدخل على النساء يمر بهن ويلاعبهن، فقلت لامرأتي: لا يدخلن اليوم عليكن جليبيبًا؛ فإنه إن دخل عليكن لأفعلن ولأفعلن. قالت: وكانت الأنصار إذا كان لأحدهم أيِّم لم يزوجها حتى يعلم هل للنبي فيها حاجة أم لا، فقال النبي لرجلٍ من الأنصار: “زوجني ابنتك”. قال: نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين. فقال: “إني لست أريدها لنفسي”. قال: فلمن يا رسول الله؟ قال: “لجليبيب”. فقال: يا رسول الله، أشاور أمها. فأتى أمها فقال: رسول الله يخطب ابنتك. فقالت: نعم ونعمة عين. فقال: إنه ليس يخطبها لنفسه، إنما يخطبها لجليبيب. فقالت: أجليبيب إنيه أجليبيب إنيه؟ (تعجب واستنكار)، ألا لعمر الله لا نزوجه.
فلما أراد أن يقوم ليأتي رسول الله فيخبره بما قالت أمها، قالت الجارية: من خطبني إليكم؟ فأخبرتها أمها، قالت: أتردون على رسول الله أمره؟ ادفعوني إليه؛ فإنه لن يضيعني. فانطلق أبوها إلى رسول الله فقال: شأنك بها، فزوجها جليبيبًا.
فدعا لها رسول الله : “اللهم اصبب عليها الخير صبًّا، ولا تجعل عيشها كدًّا”. ثم قتل عنها جليبيب، فلم يكن في الأنصار أيمٌ أنفق منها[2].
إقرأ أيضا:طرق حفظ القرآن الكريم بسهولةاستشهاد جليبيب:
وذلك أنه غزا مع رسول الله بعض غزواته ففقده وأمر به يطلبه، فوجده قد قتل سبعة من المشركين ثم قُتل وهم حوله مصرَّعين، فدعا له وقال: “هذا مني وأنا منه”، ودفنه ولم يصلِّ عليه[3].
[1] ابن الجوزي: صفة الصفوة ص283.
[2] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 6/423.
[3] رواه مسلم: باب من فضائل جليبيب، رقم (6512)، 7/152.