يعد قصر عروة بن الزبير من المواقع الأثرية الغاية بالأهمية، حيث أن ملامحه العتيقة لا زالت تحفظه من أخاديد النسيان، محافظاً على هويته الثقافية التي تسترت برداء الزمان والمكان، لذا نجد الهيئة العامة للسياحة بالمملكة قد بادرت بترميم العديد من المواقع الأثرية كي تيتجمع من خلال عبق الماضي، وكان من بين هذه القصور قصر عروة بن الزبير بن العوام التابعي المعروف وأحد الفقهاء المشهورين بالمدينة المنورة.
موقع قصر عروة بن الزبير
يوجد قصر عروة بن الزبير بن العوام على ضفاف وادي العتيق، الذي يقع بغرب المدينة المنورة، بالتحديد على إمتداد الطريق الذي يؤدي إلى ميقات أهل المدينة (مسجد ذي الحليفة) ،يوجد القصر على مسافة 3.5 كم من الحرم النبوي الشريف، أما من بنى هذا القصر فكان عمر بن عبد الله بعدما قام عروة بن الزبير بتكليفه ببناؤه، ولا تزال بعض مباني هذا القصر الشامخ موجودة حتى وقتنا الحالي.
قصة بناء هذا القصر :
تم بناء هذا القصر بعدما سمع عروة بن الزبير حديثاً عن رسول الله، وهو “يكون في أمتي خسف وخسف، وذلك عند ظهور عمل قوم لوط فيهم” ،وقد وصل إليه أنه ظهر هذا الأمر، لذا فقد تنحى عن المدينة، خشية وقوع الخسف وهو بها، فقام بالنزول إلى وادي العقيق.
وقام حينها بتولية عمر بن عبد الله بن عروة بأن يبني هذا القصر، وطلب منه أن يُحكم بناؤه، بحيث يكون البلوغ إلى القصر أمراً صعباً، تم إنشاء قصر عروة بن الزبير على تلة مرتفعة مطلة على ضفاف وادي العتيق، تتكون جدران وأساسات هذا القصر من حجارة الجبال التي تنتشر في الموقع، أو بعض الأحجار التي تم جلبها من الأماكن الواقعة بالقرب من المدينة المنورة.
إقرأ أيضا:جبل سلع بالمدينة المنورةإكتشاف القصر :
تم إكتشاف مبنى حجري مطمور، ويُرجح أن يكون تاريخ هذا المبنى راجع للفترة الإسلامية الأولى، وقد رجح فريق التنقيب أن يكون هذا المبنى هو قصر عروة بن الزبير، حيث تم العثور على العديد من القطع الأثرية النادرة والمهمة، كما عثر أيضا على قطع فخارية وقطع زجاجية وأخرى حجرية، تم تجميعهم وحفظهم بداخل متحف المدينة المنورة.
إقرأ أيضا:حرة رهط آثار البراكين بالمدينة المنورة