دخل رجل بستانا ليستريح .. أناخ ناقته ثم نام قليلا .. قامت الناقة و أحدثت فسادا كبيرا في البستان ..جاء صاحب البستان … راى ما فعلته الناقة فأخذ يضربها حتى نفقت ..استيقظ صاحب الناقة و بحث عن ناقته فوجدها مقتولة وعلم ان صاحب البستان هو من قتلها..
تشاجر الاثنان فاذا بصاحب الناقة يضرب صاحب البستان فيلقيه صريعا …أقبل أولاد صاحب البستان و أمسكوا بقاتل أبيهم للقصاص .. طلب صاحب الناقة منهم أن يمهلوه حتى يرجع إلى قبيلته وأولاده فيوصي لهم ثم يعود ..قالوا و من يضمن لنا أنك ستعود .. و بينما هم كذلك مر بهم رجل وعلم أمرهم ثم قال : أنا أضمن الرجل .. ذهب الرجل إلى أهله بعد أن وعدهم بالعودة في يوم معلوم ..
و جاء اليوم الذي انتظروه ولم يأت صاحب الناقة ….ذهب أولاد القتيل إلى الرجل الضامن فقالوا له : كيف تضمن رجلاً لا تعرفه و لا تعرف بلده ؟..
قال الضامن : حتى لا يقال إن أهل المروءة قد ولوا ..
و بينما هم كذلك إذ ظهر الرجل في الأفق و أقبل حتى وقف بينهم ..سألوه مستغربين : لم عدت و قد كان بإمكانك أن تنجو بنفسك ؟
قال : حتى لا يقال إن أصحاب الوفاء قد ولوا ..
عندها قال أولاد القتيل : و نحن قد عفونا عنك …حتى لا يقال إن أهل العفو قد ولوا ..
الحكمة : لا تقل لم يبق أناس صادقون أو أناس أصحاب شهامة .. بل كنت أنت الصادق وأنت الشهم فأنت حارس للصفات الجيدة ومكارم الأخلاق