موسى عليه السّلام
يعتبر نبيّ الله موسى واحداً من أكثر الشّخصيّات مكانةً من قبل أتباع الدّيانات السّماوية كلّها: اليهوديّة، والمسيحيّة، والإسلاميّة، فقد كان لهذا النّبيّ الرّسول شأناً عظيماً، فهو من استطاع تحرير بني إسرائيل من استعباد المصريّين لهم، وهو من نزلت التّوراة عليه لتكون هدىً لبني إسرائيل وضياءً يهتدون بها، وهو من كانت صفاته أفضل الصّفات، كما يعتبر سيّدنا موسى عليه السّلام من أبرز المشرّعين على مرّ الإنسانيّة، وهو من تلقّى الوصايا العشر التي وضعت الأسس الأخلاقيّة لتعامل النّاس مع بعضهم البعض، حيث تعتبر هذه الوصايا من أبرز وأهمّ التّشريعات على الإطلاق بالنّسبة لليهود والمسيحييّن على حدّ سواء.
عانى رسول الله موسى –عليه السّلام- خلال فترة دعوته، فكافأه الله تعالى بأن جعله من المقرّبين، وأن جعله من أصحاب المنازل العالية، فهو من أولي العزم من الرّسل إلى جانب سيّدنا نوح، وإبراهيم، وعيسى، ومحمد عليهم الصّلاة والسّلام جميعاً، وقصّة هذا النّبيّ العظيم عجيبة، فقد تمّت كلّها بإعجاز ربّانيّ لم يتسنَّ لغيره من النّاس، وفيما يلي تفاصيل القصّة.
ولادته
موسى –عليه السلام- هو أحد أبناء بني إسرائيل، حيث ولد في مصر أثناء تواجدهم هناك، وقد كان ضمن الجيل الرّابع من الأجيال التي كانت موجودة في مصر بعد أن دخلها بنو إسرائيل في عهد نبيّ الله يوسف عليه السّلام، وقد ولد موسى عليه السّلام لأسرة إسرائيليّة في مصر، وقد كان ثالث الأولاد وأصغرهم سنّاً، وتمّت ولادته في ظروف سيّئة جدّاً وقاسية على بني إسرائيل، ففي فترة ولادته كان الملك قد أمر باستعباد بني إسرائيل وإذلالهم، لأنّهم تناسلوا وازداد عددهم بشكل كبير وباتوا يشكّلون خطراً على المصريّين الأصليّين خاصّةً في حالة الحرب، فقد كان هناك تخوّف من تحالفهم مع الأعداء، وفي وقت لاحق صدرت أوامر الملك بقتل كافّة ذكور بني إسرائيل، وعندما ولد موسى كان هذا القرار مفعّلاً ومطبّقاً، فخافت أمّه عليه فألهمها الله تعالى في قلبها أن تضعه في سلّة وتلقيها في النّهر، فساق الله تعالى السّلّة بقدرته وعزّته إلى قصر فرعون الملك، وأخذتها زوجة فرعون فحنَّت على الطّفل وربّته عندها، وهكذا شاء الله تعالى لهذا النّبيّ العظيم أن يتربّى في قصر فرعون، وقد رفض موسى كافّة المرضعات، فبحثت زوجة فرعون عن مرضعة له في مصر فلم يقبل سوى أمّه الأصليّة، وهكذا ردّه الله تعالى إليها، وقد كان ذلك مصداقاً لوعد الله تعالى لها حيث قال في كتابه العزيز: “وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
إقرأ أيضا:استمرت دعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم السرية في مكة المكرمة