أسلاميات

التعليم الإسلامي منذ قديم الزمان حتى عصرنا الحالي

التعليم الإسلامي

منذ قديم الزمان وكرم الله الإنسان بالتعليم , فعلم سيدنا آدم عليه السلام الأسماء كلها , ونزل الوحي على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في غار حراء  بأول كلمة في القرآن الكريم وهي كلمة إقرأ , فأصبح التعليم من الأمور الأساسية في حياة كل مسلم والتي وضحها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف (طلب العلم إلزامي لجميع المسلمين) .

التعليم الإسلامي قديماً

ومنذ نزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بُلغ بتعليم البشرية جميعها تعاليم الدين الإسلامي والقرآن الكريم , وأصبح هم المسلمين وقضيتهم الأساسية هي التعلم سواء كان علم الدين أو علم الدنيا , فأصبح المسلمين علماء في جميع المجالات وذلك يظهر واضحاً من خلال الكتب المتعدده التي أسسوها وتتواجد في المكتبات الكبرى وغيرها في بغداد والقاهرة والمدراس والجامعات التي أسسوها , والذي يظهر التقدم الكبير في جميع مجالات الحياة لدرجة ان الدول الأوروبيه كانت ترسل بعثات طلابيه حتى يتعلم أبناء شعبها في مدارس المسلمين العرب .

وأصبح التعليم في المدارس هو الأساس الذي كان المسلمين يبذلون العديد من الأساليب المتنوعه التي تعمل على تأهيل الطلاب تأهيل صحيح وهو ما ظهر من خلال التعليم الإسلامي في العصور الوسطى من خلال الكتب التي تم تأليفها عن كيفية معاملة الطلاب وكان من ضمن النصائح التي تضمنها الكتاب هي يمنع معاملة الطالب بقسوه أو القيام بعمل لا يهدف إلى الإستفادة منه .

إقرأ أيضا:اعلى مرتبه من مراتب الدين

التعليم الإسلامي حالياً

في العصر الحالي وبعد تطور الحياة بسبب التعليم وأصبحت الدول الاوروبيه هي صاحبة السبق في التعليم أصبحت تطبق العديد من الأساليب التي نفذها المسلمين قديماً في التعليم والتأهيل , وقد قال الداعي الإسلامي الشهير الغزالي عن معاملة الطفل في المدرسه : منع الطفل من اللعب والألعاب والإصرار المستمر على التعلم تميت قلبه ، ويضعفه ويحد من ذكائه حتي ينشغل بأعباء حياته , وبذلك فهو يبحث عن الوسائل التي يستطيع الهرب منها من المدرسة , وقال أن تعليم الأطفال يجب ان يكون ممزوج مع الأنشطة الترفيهية التي تساعد على وصول المعلومات إلى الطفل بأسلوب شيق وسهل وهذا ما قامت بتطبيقه الدول الأوروبية .

جاء وصف المدارس الأولي التي تم إنشاءها في العصر الإسلامي في مقدمة إبن خلدون حيث قال : (ينبغي علي المعلم أن يوجه الأطفال بأن القرآن هو رمز للإسلام. وعلي المسلمين ممارسة هذه التعليمات في جميع مدنهم ، لأنه يكسب القلوب مع اعتقاده الراسخ “في الإسلام” ومواده هي الايمان ، وهي “مشتقة” من آيات القرآن الكريم وبعض الأحاديث النبوية ) .

بالنسبة للمدراس التعليمية التي تم إنشاءها في العصر الإسلامي والتي أعتبرت مدارس غير رسمية حيث بدأ التعليم من المساجد والتي كان يجتمع فيها الناس في مجموعات لتلقي علوم الدين والدنيا ويقوم على تعليمهم عالم في الدين وقد يظهر للبعض أن هذه الطريقة كانت بسيطه إلا أنها اخرجت لنا أعظم علماء الإسلام الذين نشروا العلم في جميع أنحاء العالم ومنهم الأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك ، والشافعي ، وابن حنبل الذين أسسو مدارسهم الأربعة بهذه الطريقة .

إقرأ أيضا:توحيد العباده يسمى توحيد

يذكر ان الحرم في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة في المملكة العربيه السعودية والمسجد الأقصي في القدس في دولة فلسطين مازالوا يتبعون هذا النظام في التعليم الغير نظامي من خلال إلقاء العلماء العديد من المحاضرات في المساجد وبحضور العديد من الأشخاص حيث كانت المساجد مفتوحه للجميع بلا إستثناء .

أيضاً في المساجد بدأ تعليم الطلاب الصغار من خلال الفصول التي يتم عقدها والتي يتعلم فيها الطفل العديد من المجالات سواء كان علم الدين أو علم الدنيا مثل اللغة العربيه والكتابة والحساب وهي تسمى المدراس الإبتدائية اما بعد التأهيل الذي يحصل عليه الطفل في المدارس الإبتدائية ينتقل إلى التعليم العالي في المدرسة والتي عادة ما تتعلق بالمسجد الكبير .

بعد ذلك وعندما تولي الوزير السلجوقي الكبير قام بإنشاء العديد من المدارس في جميع أنحاء الدول الإسلامية وأنفصل التعليم عن المسجد , وفي المدرسة يتعلم الطالب العديد من المجالات مثل الدراسات العلمانية مثل الطب والرياضيات والفلك ، والتاريخ ، والجغرافيا بالإضافة إلى اللغة العربيه والعلوم الدينية , وفي حلول عام 1100 أصبحت هناك 75 مدرسة في مدينة القاهرة و51 مدرسة في مدينة دمشق و44 مدرسة في حلب وعدد من المدارس الأخري في أنحاء الدولة الإسلامية العريقة .

وتم إعتبار المدارس هي من أوائل الجامعات التي تم إنشاءها حيث كانت عبارة عن أجزاء منفصله كل جزء يعلم مجال معين ويدخل الطالب المجال الذي يريده وقال إبن خلدون عن هذه المدارس أنها “مقدار الوقت ” الذي يمكن الطالب من الحصول على المعلومات العلمية برغبته ، أو يمكن أن يدرك أنه لن يكون قادرا على الحصول عليها ”

إقرأ أيضا:حكم عن الصدق

بعد حصول الطالب على الدراسه في المجال الذي فضله يعطى له في النهاية شهادة أو ترخيص ينص على أنه أكمل البرنامج أو التدريس , وقد يتم إعطاء الطالب الشهادة من قبل الإدارة عن طريق المؤسسة المشرفه على تعليمه بعد الإنتهاء من تلقي دروس البرنامج الدراسي الخاص به أو من قبل المعلم الذي يقوم بتعليمه حيث يشهد له بشكل شخصي ان هذا الطالب إستحق الشهادة , وهذه الشهادات قد ترتبط بالشهادات التي يتم منحها من مؤسسات التعليم العالي .

تعليم المرأه بالاسلام

اما بالنسبة لتعليم المرأه : فقد جاء الإسلام ليعطي للمرأة كافة حقوقها الدينية والدينيويه والتي من قبل الدين الإسلامي كان حقها ضائع ومهانه وكان من ضمن الحقوق التي كرمها الإسلامها بها هي حقها في الحصول على التعليم , وأكبر دليل على حق المرأه في التعلم هي السيده عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم حيث كانت من كبار العلماء في هذا العصر حيث كان الكثير من النساء والرجال يأتون إليها ليتعلموا على يديها بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .

ويذكر التاريخ وخاصة التاريخ الإسلامي أن للمرأه دور كبير في التعليم حيث كانت تحضر المحاضرات التي يتم عقدها في المساجد والمدراس وقد وصل الأمر إلى أنهم أنفسهم كانو يقومون بدور المعلم مثل ابن عساكر أشهر باحث في القرن الـ12ميلادي الذي تلقي دروسه على يد 80 معلمة من مناطق مختلفه حول العالم .

دور المرأه لم يتقصر عند ذلك الحد ففي عام 859 ميلادي تم تأسيس أول مدرسه رسمية في الأسلام على يد فاطمة بنت محمد الفهري في مدينة الفاس في دولة المغرب , كما ذكر التاريخ زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد السيدة وبيدة التي أشرفت بشكل شخصي على عدد من المشاريع لبناء المساجد وحفر الآبار في الحجاز وأستفاد منها عدد كبير من الطلاب الذي تلقوا العلم منها في هذه المجالات .

بالإضافة إلى ذلك زوجة السلطان العثماني سليماني التي عملت على إنشاء عدد كبير من المدارس وعدد من المشاريع الخيرية مثل بناء المستشفيات والحمامات العامه وغيرها من الأعمال الخيرية .

اما في الدول الأوروبيه فكان حق المرأه مهدر بشكل كبير وخاصة في العصور الوسطى في حين أنها في الدول الإسلامية أصبحت المرأه تنافس الرجل في التعليم وأصبح لديها العديد من الأنشطة في جميع مجالات الحياه .

ازدهار التعليم في اوروبا

لم يبدأ التعليم يزدهر في دولة أوروبا إلا بعد الزحف الأوروبي الذي بدأ على جميع الدول التي كانت تتبع الدولة الإسلامية عام 1800 ميلادي وكان ذلك في حكم الدولة العثمانية حيث قام المستشاريين من دولة فرنسا بدعوة السلاطين إلى العمل على إصلاح وتطوير نظام التعليم من خلال إزالة التعليم الديني من المناهج الدراسية والإتجاه إلى تعليم العلوم الدنيوية وبذلك بدأت المدارس العامه في الدول الإسلامية بتدريس المناهج الأوروبية بدل من الطرق التقليدية التي كان يتم تدريس بها الطلاب وهذا الأمر الذي أدى إلى رفض الحكومات دعم المدراس الإسلامية التي أستمرت رغم كل شيء .

ورغم كل ما سبق إلا ان الإنجازات الإسلامية في مجال التعليم وخاصة ماقامت به الإمبراطورية العثمانية مازالت إلى الآن يتم تدريسها في المدارس والجامعات وعلى سبيل المثال ، إذا تم السماح للطالب بالإلتحاق بمستوى الجامعة وذلك من خلال إختبار يتم إجتيازة وهو إختبار معياري في نهاية حياة الطالب المهنية في المدرسة الثانوية فإذا حصل على أعلى الدرجات يمكنه دراسه  فيمكنك دراسة العلوم مثل الطب أو الهندسة ، واذا احرز احد على الدرجة الأدنى ، يسمح له فقط بدراسة موضوعات مثل العلوم الإسلامية والتعليم .

اما في الدول العربيه والإسلامية في عصرنا الحديث ورغم التقدم التعليمي في عدد من الدول إلا أنه مازال التعليم القديم التقليدي مازال ينبض في الجامعات مثل جامعة الأزهر والقرويين ودار العلوم .

السابق
جامعة شقراء في السعودية
التالي
افضل جامعات العالم