كتبت (هاريت بيتشر تشاو) هذه القصة ، قبل تحرير العبيد ؛ حيث عبرت فيها عن قضية الرق و العبيد ، فهي قصة مأساوية رقت لها القلوب ، وبكلماتها استطاعت أن تغير حال أمةٍ .
تدور أحداث هذه القصة حول العم توم ، حيث كان يعمل توم خادماً لدى السيد شلبي ، ويقوم بادارة المزرعة ، كان العم توم مخلصاً في عمله ، ففي أحد الأيام اضطر السيد شلبي لبيع العم توم إلى السيد هالي مقابل دينٍ كان يتوجب عليه دفعه إلى السيد هالي ، فوافق بشرط أن يأخذ معه جيم ابن إليزا ، وعندما سمعت إليزا كلامهما عن بيع العم توم وابنها ، قررت الفرار ، ونصحت العم توم بالهرب أيضاً ، فقد خسرت زوجها وطفلاها قبل ذلك ، ولا تتحمل خسارة شخصٍ آخر ؛ لكن العم توم رفض الهرب، وأصّرّ على البقاء ؛ وفاءً لسيده ، وقد تم بيع توم لعائلة سانت كلير الغنية بعد أن أصرت الطفلة إيفا، التي توطدت علاقتها مع العم توم ؛ لكي يصبحوا أصدقاء . التقت إليزا الهاربة مع ابنها بزوجها جورج، الذي فر من العدالة ، وتوجهو سوياً إلى كندا ، كانت إيفا تحلم بتحقيق الحرية للعبيد ، لكنها تموت بعد مصارعة مرض شديد ، تاركةً وراءها وصية لوالدها ، بأن يقوم بتحرير العم توم ؛ لكن الأب مات بعد أيام ، ولم يحقق وصية ابنته ، ورفضت الأم تحريره ، وقامت ببيعه ؛ لكن جورج رغب في إعادة العم توم فوافق الجميع لإسترجاعه . بِيع توم بعدها لرجلٍ سيءِ الطباع ، كان يضربه ، ويعذبه ، ويعامله بقسوة ، وتجرع العم توم أشد المعانات ، مع أنه مخلصٌ في عمله ، و لما عرف جورج ابن السيد شلبي ببيع توم للسيد ليغر ، في ذلك الوقت وصل جورج لتحريرة ؛ لكنه كان على الفراش يلتقط آخر أنفاسه، فمات العم توم ، وأقسم جورج على قبر العم توم ألا يمتلك عبداً ، وقال لهم : ” انطلقوا إلى الحرية ؛ ولكن تذكروا أنكم مدينون لذلك الرجل الطيب العم توم ، وردوا ذلك الجميل لزوجته ، وأبناءه ، وفكروا بحريتكم كلما رأيتم كوخ العم توم ، واجعلوه نصباً تذكارياً ؛ لكي تسيروا على خطاه وكونوا مؤمنين ؛ وأوفياء كم كان ” .
إقرأ أيضا:شعر عن الخيلتجسد شخصية العم توم ، شخصية العبد المناضل و المقاوم ، الذي لا يعبر عن رأيه فقط ، بل عن آراء مجتمعٍ كاملٍ ، ساهم في تغيير التاريخ ، ورسم بفكره مستقبل مشرق للجميع .
قصة كوخ العم توم من أشهر القصص في تاريخ الأدب ، حيث تضمنت قضية امتلاك الرق ، وبيعهم ، ومعاملتهم القاسية ، حيث قيل بأنها كانت سبباً في إندلاع الحرب الأهلية في الولايات المتحدة ، وبالرغم من أنها تحاكي ظاهرةً اجتماعية ؛ إلا أنها قصة مممتعة و مشوقة ، تجعل الجميع آذان صاغية عند سماعها .
إقرأ أيضا:قصيدة “تبلت فؤادك في المنام خريدة”حسان بن ثابت