دعاء تيسير الأمور
عن أنس أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:” اللهمّ لا سهل إلّا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً “.
اللهمّ يا مسهّل الشّديد، ويا مليّن الحديد، ويا منجز الوعيد، ويا من هو كلّ يومٍ في أمرٍ جديد، أخرجني من حلق الضّيق الى أوسع الطّريق، بك أدفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، ربّ لا تحجب دعوتي، ولا تردّ مسألتي، ولا تدعني بحسرتي، ولا تكلني إلى حولي وقوّتي، وارحم عجزي فقد ضاق صدري، وتاه فكري وتحيّرت في أمري، وأنت العالم سبحانك بسرّي وجهري، المالك لنفعي وضرّي، القادر على تفريج كربي وتيسير عسري.
اللهمّ أحينا في الدّنيا مؤمنين طائعين، وتوفّنا مسلمين تائبين، اللهمّ ارحم تضرّعنا بين يديك، وقوّمنا إذا اعوججنا، وأعنّا إذا استقمنا، وكن لنا ولا تكن علينا، اللهمّ نسألك يا غفور يا رحمن يا رحيم أن تفتح لأدعيتنا أبواب الإجابة، يا من إذا سأله المضطرّ أجاب، يا من يقول للشيء كن فيكون.
اللهمّ لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين، اللهمّ ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين، ولا ضالّين، ولا مضلّين، واغفر لنا إلى يوم الدّين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
لا إله إلّا الله الحليم الكريم، لا إله إلّا الله العليّ العظيم، لا إله إلّا الله ربّ السّماوات السّبع وربّ العرش العظيم، اللهمّ إنّا نسألك زيادةً في الدّين، وبركةً في العمر، وصحّةً في الجسد، وسعةً في الرّزق، وتوبةً قبل الموت، وشهادةً عند الموت، ومغفرةً بعد الموت، وعفواً عند الحساب، وأماناً من العذاب، ونصيباً من الجنّة، وارزقنا النّظر إلى وجهك الكريم.
إقرأ أيضا:قصة سيدنا نوح مع العملاللهمّ ارحم موتانا وموتى المسلمين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهمّ اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
اللهمّ ارزقني قبل الموت توبةً، وعند الموت شهادةً، وبعد الموت جنّةً، اللهمّ ارزقني حسن الخاتمة، اللهمّ ارزقني الموت وأنا ساجدٌ لك يا أرحم الرّاحمين.
اللهمّ ثبّتني عند سؤال الملكين، اللهمّ اجعل قبري روضةً من رياض الجنّة ولا تجعله حفرةً من حفر النّار، اللهمّ إنّي أعوذ بك من فتن الدّنيا.
في صحيح البخاريّ من حديث أنس بن مالك يقول: كنت أخدم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كلّما نزل، فكنت أسمعه يكثر من قول:” اللهم إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدّين، وغلبة الرّجال “.
وعن ابن عبّاس رضي الله عنه قال: كان النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- يقول عند الكرب:” لا إله إلا الله العليم الحليم، لا إله إلا الله ربّ العرش العظيم، لا إله إلا الله ربّ السّماوات، وربّ الأرض، ربّ العرش الكريم “، رواه البخاريّ.
الدّعاء
أمر الله تعالى عباده بالدّعاء في جميع الأمور التي تخصّهم، واعتبر الدّعاء من أعظم العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى ربّه، إذا أخلص النيّة في ترديدها. وعادةً ما يلجأ الإنسان إلى الله تعالى عندما يريد تحقيق أمرٍ من أمور الحياة الدّنيا؛ كالزّواج، أو النّجاح، أو توسيع الرّزق، أو إنجاب الأولاد، أو النّصر على الأعداء؛ فذلك كلّه لا يتحقّق من دون التوكّل والاستعانة بالله تعالى. ووردت العديد من أحاديث الرّسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- والتي تبيّن الطّرق الصّحيحة في الدّعاء.
إقرأ أيضا:حديث اغتنم خمسا قبل خمسشروط استجابة الدّعاء
هناك عدّة شروط يجب أن تتوافر في الدّاعي كي يُستجاب دعاؤه، منها:
صلاح الإنسان، وابتعاده عن الشّرور.
المحافظة على الصّلاة، وعدم تركها.
الابتعاد عن المعصية، لأنّ الله تعالى لا يستجيب لدعوة العاصي.
الإكثار من التّسبيح والتّهليل.
الإكثار من الاستغفار، كي تُستجاب الدّعوة بسرعة.
فضل الدّعاء
إنّ الله جلّ وعلا يحبّ من يدعوه ويسأله، ويبغض من يُعرض عن دعائه وسؤاله. قال الله جلّ وعلا: ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ “، غافر/60. وقال سبحانه وتعالى: ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ “، البقرة/186.
آداب الدّعاء
الإخلاص، قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم:” دعوة ذي النّون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت، سُبحانك، إنّي كنت من الظالمين؛ فإنّه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له “، رواه التّرمذي وصححه الألبانيّ.
التّوبة.
التّضرع، لقوله تعالى:” ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ “، الأعراف/55.
الإلحاح والتّكرار، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:” سحر النّبي صلّى الله عليه وسلّم؛فدعا،ودعا “، رواه البخاريّ في باب تكرير الدّعاء.
إقرأ أيضا:قصة قوم يسالدّعاء في الرّخاء، قال صلّى الله عليه وسلّم:” من سرّه أن يستجيب الله له عند الشّدائد و الكرب؛ فليكثر الدّعاء في الرّخاء “، رواه التّرمذي وحسّنه الألباني.
خفض الصّوت بالدّعاء، فإنّ ذلك أقرب للإخلاص، وأعظم إيماناً وأدباً، وأبعد عن الشّواغل.
الطّهارة .
الصّلاة والسّلام على النّبي صلّى الله عليه وسلّم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” صلّوا عليّ، واجتهدوا في الدّعاء، وقولوا اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد “، رواه النّسائي وصحّحه الألبانيّ.
رفع اليدين، فقد قال أبو موسى الأشعريّ رضي الله عنه:” دعا النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ثم رفع يديه، ورأيت بياض إبطيه “، رواه البخاريّ.
العزم، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، وليعظّم الرّغبة؛ فإنّ الله لا يتعاظمه شيء أعطاه “، رواه مسلم.
محاذير الدّعاء
الاعتداء في الدّعاء، أي الشّرك، أو الدّعاء على النّفس، والدّعاء بتعجيل العقوبة في الدّنيا.
عدم تكلّف السّجع في الدّعاء، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:” فانظر السّجع من الدّعاء فاجتنبه؛ فإنّي عهدت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه لا يفعلون إلّا ذلك “، يعني لا يفعلون إلّا ذلك الاجتناب، رواه البخاريّ.
الوقوع في شيء من موانع إجابة الدّعاء.
الاستعجال، قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم:” لا يزال يستجاب للعبد، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله! ما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت، وقد دعوت؛ فلم أر يستجيب لي؛ فيستحسر عند ذلك، ويدَع الدّعاء “، رواه مسلم.
عدم الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” والذي نفسي بيده لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر، أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم “، رواه التّرمذي وحسّنه الألبانيّ.
وقت إجابة الدّعاء
الأسحار: قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم:” إنّ في الليل لساعةً؛ لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدّنيا والآخرة إلا أعطاه إيّاه، وذلك كل ليلة “، رواه مسلم.
ساعة الجمعة: قال صلّى الله عليه وسلّم:” في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو قائم يصلّي يسأل الله خيراً إلا أعطاه “، رواه البخاريّ.
يوم عرفة: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” خير الدّعاء دعاء يوم عرفة “، رواه التّرمذي وحسّنه الألبانيّ.
ما بين الأذان والإقامة: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” الدّعاء لا يُردّ بين الأذان والإقامة “، رواه التّرمذي وصحّحه الألبانيّ.
دُبر الصّلاة المكتوبة: قيل: يا رسول الله -صلّى الله عليه و سلّم- أيّ الدّعاء أسمع؟ قال:” جوف الليل الآخر، ودبر الصّلوات المكتوبات “، رواه التّرمذي وحسّنه الألبانيّ.
عند نزول المطر: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” اطلبوا إجابة الدّعاء عند التقاء الجيوش، و إقامة الصّلاة، ونزول المطر “.
عند السّجود: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد؛ فأكثروا الدّعاء “، رواه مسلم.