سريعاً ما تفرح الأم، وترى في ابنها الوقت المناسب لزواجه، ولرؤية أحفادها، لكن الابن قد لا يرى ذلك، فهو غير مهيّأ بعد، وغير مستعد لبناء عائلة، مازال عليه أن يكمل دراساته العليا، فيختلف مع والدته في هذا الأمر، ويتساءل الكثيرون هذا السؤال: ما هو السّن المناسب والملائم للزواج ولتكوين أسرة يستطيع الزوج احتوائها؟ وقد يقفون عنده حيارى يتعرقل مستقبلهم بسبب ضياع الإجابة.
وقد أثبتت بعض الدّراسات العلميّة أن الزّواج المبكر للفتاة هو الأفضل حيث بوسعها أن تنجب وتزداد خصوبتها، وإذا تأخّر زواجها فإنّ قابليتها للحمل والإنجاب قد تتعثّر، كما أنّ الزواج المبكر يشكّل خط دفاع ووقاية من الأمراض النسائية كسرطان الثدي، ويزودها بمناعة طبيعية.
وترتبط قدرة المرأة على الإنجاب بدورتها الشهريّة، لأنّ خلالها تحدث عملية التبويض، وتصبح البويضة مؤهلة للتلقيح بحيوان منوي من الزوج، وفترة الخصوبة في حياتها تبدأ مع بدأ الدورة، وتنتهي مع انتهاءها عند سن اليأس، وقدرة المرأة على الإنجاب لا تكون ثابتة طوال فترة خصوبتها، بمعنى أنّ خصوبتها في سن الثالثة والعشرين أكبر من خصوبتها في سن الثالثة والثلاثين، وأعلى درجة لخصوبة المرأة تكون بين سن السادسة عشرة والثالثة والعشرين، وتقل بدرجة خفيفة حتى بلوغ الثلاثين، وبعد الثلاثين تبدأ طريقها إلى العدم وصولاً لسن اليأس.
أمّا الرجل فخصوبته تكون في أعلى درجاتها ما بين سن العشرين والثلاثين، وبعد ذلك تقل تدريجيّاً وصولاً إلى الستين عام أو السبعين.
وعندما يصبح الرجل على استعداد نفسي للزواج، وقادر مالياً على توفير مسكن وطعام وملبس له ولزوجته وعائلته، وله عمل ودخل ثابت، فيكون وقتها مؤهلاً للزواج، وقادراً على تكوين أسرة سعيدة، أمّا الفتاة الأمر بالنسبة لها أسهل، فهي بمجرد بلوغها تصبح مؤهلة للزواج، غير أنّ أوّل سنتين في الحيض لا يحدث فيهما تبويض.
وبينما يرى متخصّصون في علم الاجتماع السّن المناسب للفتاة يتراوح من الثانية والعشرين إلى السادسة والعشرين، والشاب من السادسة والعشرين إلى الثانية والثلاثين، وإذا تأخر الشاب لما بعد هذا السن يعتبر زواجه متأخراً، أما الفتاة إذا تأخر ما بعد السادسة والعشرين إلى الثلاثين فهو مقبولاً.
وتلعب الظروف الحياتيّة، وظروف المجتمع دوراً في تحديد السّن المناسب للزواج، لأنّ اليوم ليس كالغد، ففي السّابق كان الزّواج في سن الثامنة عشر للرجل أمراً عادياً، فالتّعليم حينها لم يكن في عرف الماضي ضروريّاً، على عكس اليوم، فقد يشترط كل طرف على الآخر أن يكون متعلّماً أو حاملاً شهادة الدّراسات العليا، أو متخصّص في مجال مرموق كالطّب، وهذا يحتاج إلى وقت إضافي من عمر الرجل، يؤخّر له السن المناسب للزواج.
وتحوّل الأمر أيضاً إلى الفتاة حيث أصبح يطلب الشاب فتاة متعلّمة ليقترن بها، وقد يريدها أيضاً موظفة للمساهمة في بناء الأسرة معاً يداً على يد، وضمن هذه الشروط التي يتعسّر وجودها في بعض الأحيان قد يتأخر زواج الفتاة والشاب لما فوق الثلاثين لأن كل واحد منهما يعمل على إثبات نفسه.