الأدب العربي

شعر عنترة بن شداد عن الحب

شعر عنترة بن شداد عن الحب

عنترة بن شداد

عنترة بن شداد هو من أشهر الشعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام، هو من شعراء المعلّقات واستهلّ معلقته بالبيت التالي:

هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ

أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ

اشتهر بشعر الفروسية إذ إنه أحد أشهر فرسان العرب وأشعرهموعرف بشعره الجميل وغزله العفيف بعبلة، وهنا في هذا المقال سوف تجد شعر عنترة بن شداد عن الحب.

نشأته

نشأ عنترة في أحضان بني عبس وكان أسود اللون صلب العظام فكان إذا نظر تطاير من أحداقه الشرر ففرح به والده شداد، ما زال الفتى يكبر ويشتد حتى شاع ذكره وذاع صيته ولما سمع به الملك زهير أمر بإحضاره فلما جاءوه به رآه من أعجب الغلمان وكان عمره لا يزيد على أربعة أعوام، وكلما كبر أشتد وكان مع صغر سنه شديد البطش فإذا تجاسر عليه أحد أذاقه الويل حتى كثرت الشكوى فضاق والده شداد بشكاوي القوم فأعطاه قطيعاً من الأغنام.. وكان للملك زهير عبيد ترعى إبله كما كان لكل ولد من أولاده رعاة وعبيد ولزهير ولد يقال له شاس، ذو بأس وقوة وله عبد يسمى راجي طويل القامة شديد السواد وكان لبني عبس غدير يقال له ذات الآصاد وهو أحسن غدير في البلاد وفي يوم من الأيام اجتمع على الغدير الرعاة والأرامل والأيتام ووقف العبد راجي يسقي ابل سيدة، ويمنع سائر الناس فتقدمت منه عجوز كانت ذات نعمة، وأخذت تستأذنه لكي يسمح لها أن تسقي غنماتها فما كان من العبد إلا أن لطمها على وجهها لطمة تلقيها على ظهرها وتكشف للرجال سوأتها فتضاحك العبيد وكان عنترة حاضراً فأخذته النخوة العربية وصاح في العبد قائلاً: ويلك كيف تفضح الأحرار فهجم العبد على عنترة ولطمه لطمة لو أصابت غيره لمات فاذا بعنترة يمسك العبد ويرفعه ويلقيه على الأرض ثم يضربه ضربة تقضي عليه فهجم العبيد على عنترة بالعصي والحجارة فتلقاه بعصى معه وضرب باليمين والشمال فلم يستطيعوا أن يصلوا إليه.. وقد عفى الملك عنه ولم يعاقبه بعد سمع القصة وعلم أن عنترة إنما كان يدافع عن العرض، ولما عاد إلى الحي وجد أن فعله قد أنتشر في القبيلة وأحاطت به النساء والبنات تسأله عن حاله وكان ممن احاط به عبلة بنت عمه مالك، وكانت عبلة أجمل من القمر وكانت تمازحه وتكثر الكلام معه وهي في عمر أصغر من عنترة.

إقرأ أيضا:قصة خشوع

أشعار عن عنترة بن شداد

لَئِن أَكُ أَسوَداً فَالمِسكُ لَونيوَما لِسَوادِ جِلدي مِن دَواء

وَلَكِن تَبعُدُ الفَحشاءُ عَنّيكَبُعدِ الأَرضِ عَن جَوِّ السَماءِ

أَنا في الحَربِ العَوانِغَيرُ مَجهولِ المَكان

أَينَما نادى المُناديفي دُجى النَقعِ يَراني

وَحُسامي مَع قَناتيلِفِعالي شاهِدانِ

أَنَّني أَطعَنُ خَصميوَهوَ يَقظانُ الجَنانِ

أَسقِهِ كَأسَ المَناياوَقِراها مِنهُ داني

أُشعِلُ النارَ بِبَأسيوَأَطاها بِجِناني

إِنَّني لَيثٌ عَبوسٌلَيسَ لي في الخَلقِ ثاني

خُلِقَ الرُمحُ لِكَفّيوَالحُسامُ الهِندُواني

وَمَعي في المَهدِ كانافَوقَ صَدري يُؤنِساني

حَسَناتي عِندَ الزَمانِ ذُنوبُوَفَعالي مَذَمَّةٌ وَعُيوبُ

وَنَصيبي مِنَ الحَبيبِ بِعادٌوَلِغَيري الدُنُوُّ مِنهُ نَصيب

كُلُّ يَومٍ يُبري السُقامَ مُحِبٌّمِن حَبيبٍ وَما لِسُقمي طَبيبُ

فَكَأَنَّ الزَمانَ يَهوى حَبيباًوَكَأَنّي عَلى الزَمانِ رَقيب

إِنَّ طَيفَ الخَيالِ يا عَبلَ يَشفيوَيُداوى بِهِ فُؤادي الكَئيبُ

وَهَلاكي في الحُبِّ أَهوَنُ عِنديمِن حَياتي إِذا جَفاني الحَبيبُ

يا نَسيمَ الحِجازِ لَولاكِ تَطفانارُ قَلبي أَذابَ جِسمي اللَهيبُ

أَلا يا عَبلَ قَد زادَ التَصابيوَلَجَّ اليَومَ قَومُكِ في عَذابي

وَظَلَّ هَواكِ يَنمو كُلَّ يَومٍكَما يَنمو مَشيبي في شَبابي

عَتَبتُ صُروفَ دَهري فيكِ حَتّىفَني وَأَبيكِ عُمري في العِتابِ

وَلاقَيتُ العِدا وَحَفِظتُ قَوماًأَضاعوني وَلَم يَرعَوا جَنابي

إقرأ أيضا:شعر عن الظلم

يا عَبلَ إِنَّ هَواكِ قَد جازَ المَدىوَأَنا المُعَنّى فيكِ مِن دونِ الوَرى

يا عَبلَ حُبُّكِ في عِظامي مَع دَميلَمّا جَرَت روحي بِجِسمي قَد جَرى

وَلَقَد عَلِقتُ بِذَيلِ مَن فَخَرَت بِهِعَبسٌ وَسَيفُ أَبيهِ أَفنى حِميَرا

يا شَأسُ جِرني مِن غَرامٍ قاتِلٍأَبَداً أَزيدُ بِهِ غَراماً مُسعَرا

دَعني أَجِدُّ إِلى العَلياءِ في الطَلبِوَأَبلُغُ الغايَةَ القُصوى مِنَ الرُتَبِ

لَعَلَّ عَبلَةَ تُضحي وَهيَ راضِيَةٌعَلى سَوادي وَتَمحو صورَةَ الغَضَبِ

إِذا رَأَت سائِرَ الساداتِ سائِرَةًتَزورُ شِعري بِرُكنِ البَيتِ في رَجَبِ

يا عَبلَ قومي اِنظُري فِعلي وَلا تَسَلَيعَنّي الحَسودَ الَّذي يُنبيكِ بِالكَذِبِ

إِذ أَقبَلَت حَدَقُ الفُرسانِ تَرمُقُنيوَكُلُّ مِقدامِ حَربٍ مالَ لِلهَرَبِ

فَما تَرَكتُ لَهُم وَجهاً لِمُنهَزِمٍوَلا طَريقاً يُنَجّيهِم مِنَ العَطَبِ

فَبادِري وَاِنظُري طَعناً إِذا نَظَرَتعَينُ الوَليدِ إِلَيهِ شابَ وَهوَ صَبي

خُلِقتُ لِلحَربِ أُحميها إِذا بَرَدَتوَأَصطَلي نارَها في شِدَّةِ اللَهَبِ

بِصارِمٍ حَيثُما جَرَّدتُهُ سَجَدَتلَهُ جَبابِرَةُ الأَعجامِ وَالعَرَبِ

وَقَد طَلَبتُ مِنَ العَلياءِ مَنزِلَةًبِصارِمي لا بِأُمّي لا وَلا بِأَبي

فَمَن أَجابَ نَجا مِمّا يُحاذِرُهُوَمَن أَبى ذاقَ طَعمَ الحَربِ وَالحَرَبِ

إِلى كَم أُداري مَن تُريدُ مَذَلَّتيوَأَبذُلُ جُهدي في رِضاها وَتَغضَبُ

عُبَيلَةُ أَيّامُ الجَمالِ قَليلَةٌلَها دَولَةٌ مَعلَومَةٌ ثُمَّ تَذهَبُ

فَلا تَحسَبي أَنّي عَلى البُعدِ نادِمٌوَلا القَلبُ في نارِ الغَرامِ مُعَذَّبُ

إقرأ أيضا:قصيدة أمام قصرها

وَقَد قُلتُ إِنّي قَد سَلَوتُ عَنِ الهَوىوَمَن كانَ مِثلي لا يَقولُ وَيَكذِبُ

هَجَرتُكِ فَاِمضي حَيثُ شِئتِ وَجَرِّبيمِنَ الناسِ غَيري فَاللَبيبُ يُجَرِّبُ

سَأُضمِرُ وَجدي في فُؤادي وَأَكتُمُوَأَسهَرُ لَيلي وَالعَواذِلُ نُوَّمُ

وَأَطمَعُ مِن دَهري بِما لا أَنالُهُوَأَلزَمُ مِنهُ ذُلَّ مَن لَيسَ يَرحُمُ

وَأَرجو التَداني مِنكِ يا اِبنَةَ مالِكٍوَدونَ التَداني نارُ حَربٍ تَضَرَّمُ

فَمُنّي بِطَيفٍ مِن خَيالِكِ وَاِسأَليإِذا عادَ عَنّي كَيفَ باتَ المُتَيَّمُ

وَلا تَجزَعي إِن لَجَّ قَومُكِ في دَميفَما لِيَ بَعدَ الهَجرِ لَحمٌ وَلا دَمُ

أَلَم تَسمَعي نَوحَ الحَمائِمِ في الدُجىفَمِن بَعضِ أَشجاني وَنَوحي تَعَلَّموا

وَلَم يَبقَ لي يا عَبلَ شَخصٌ مُعَرَّفٌسِوى كَبِدٍ حَرّى تَذوبُ فَأَسقَمُ

وَتِلكَ عِظامٌ بالِياتٌ وَأَضلُعٌعَلى جِلدِها جَيشُ الصُدودِ مُخَيِّمُ

وَإِن عُشتُ مِن بَعدِ الفُراقِ فَما أَناكَما أَدَّعي أَنّي بِعَبلَةَ مُغرَمُ

وَإِن نامَ جَفني كانَ نَومي عُلالَةًأَقولُ لَعَلَّ الطَيفَ يَأتي يُسَلِّمُ

أَحِنُّ إِلى تِلكَ المَنازِلِ كُلَّماغَدا طائِرٌ في أَيكَةٍ يَتَرَنَّمُ

بَكَيتُ مِنَ البَينِ المُشِتِّ وَإِنَّنيصَبورٌ عَلى طَعنِ القَنا لَو عَلِمتُم

أُعاتِبُ دَهراً لا يَلينُ لِعاتِبِوَأَطلُبُ أَمناً مِن صُروفِ النَوائِبِ

وَتوعِدُني الأَيّامُ وَعداً يغُرُّنيوَأَعلَمُ حَقّاً أَنَّهُ وَعدُ كاذِبِ

خَدَمتُ أُناساً وَاِتَّخَذتُ أَقارِباًلِعَوني وَلَكِن أَصبَحوا كَالعَقارِبِ

يُنادونَني في السِلمِ يا إبنَ زَبيبَةٍوَعِندَ اصطِدامِ الخَيلِ يا إبنَ الأَطايِبِ

وَلَولا الهَوى ما ذَلَّ مِثلي لِمِثلِهِموَلا خَضَعَت أُسدُ الفَلا لِلثَعالِبِ

سَيَذكُرُني قَومي إِذا الخَيلُ أَصبَحَتتَجولُ بِها الفُرسانُ بَينَ المَضارِبِ

فَيا لَيتَ أَنَّ الدَهرَ يُدني أَحِبَّتيإِلَيَّ كَما يُدني إِلَيَّ مَصائِبي

أُحِبُّكِ يا ظَلومُ فَأَنتِ عِنديمَكانَ الروحِ مِن جَسَدِ الجَبانِ

وَلَو أَنّي أَقولُ مَكانَ روحيخَشيتُ عَلَيكِ بادِرَةَ الطِعانِ

السابق
شعر حزين
التالي
شعر عمر الفرا