قصة ابناء سيدنا ادم مع الغراب

(فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ) المائدة: الآية (31).
شرع الله لآدم عليه السلام تزويج بناته لبنيه، لأنه كان يولد لآدم في كل مرة ولد وبنت، فكان آدم يزوج ولد هذا البطن من بنت البطن الثانية وهكذا.. حتى ولد لآدم ابنان هما قابيل وهابيل..
كان هابيل يُعرف بالصلاح والتقى.. وكان قابيل على النقيض من ذلك.. وكانت أخت قابيل مضيئة جميلة، أما أخت هابيل فكانت دميمة المنظر..
أراد هابيل أن يتزوج أخت قابيل حسب الشريعة التي كانت سائدة، إلا أن قابيل لم يوافق على ذلك لأنه كان يريدها لنفسه زوجة.
وعندما علم آدم بالأمر قال لابنه قابيل: (يا بني لا يجوز لك الزواج من أختك التي كانت معك في بطن واحد).
أما قابيل فإنه لم يسمع لكلام والده وعزم على الزواج من أخته.. عند ذلك قال آدم:
– أرى أن تقدم أنت قرباناً ويقدّم أخوك قرباناً إلى الله عز وجل والذي يتقبل الله قربانه يكون زوجاً لها..
قدَّم قابيل قمحاً من أردأ الأنواع وهو غير راض بنصيحة والده.. أما هابيل فقد قدم أسمن بقرة لديه وأحسنها بنفس راضية سمحة..
عند ذلك أرسل الله ناراً بيضاء أكلت قربان قابيل، وتقبل الله بقرة هابيل.
غضب قابيل لهذه النتيجة وتوعد أخاه هابيل بالقتل.. فقال له هابيل:
(لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ … إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ).
ثم أخذ هابيل يذكِّر أخاه قابيل بغضب الله، وبالنار الحامية إن هو فعل ذلك.. لكن قابيل لم يخف ولم يرتدع.
وفي يوم من الأيام أتى قابيل إلى مرعى أخيه هابيل فوجده نائماً، فجاء بصخرة كبيرة ورمى بها على رأس أخيه فقتله، ثم تركه في العراء (الصحراء) ووقف حائراً يفكر في طريقة يخفي فيها جريمته قبل أن يفتضح أمره.
فبعث الله بغرابين أخوين، وأخذا يتصارعان ويتقاتلان إلى أن قتل أحدهما الآخر.. فحفر الغراب القاتل حفرة في الأرض ثم وضع أخاه فيها وأهال التراب فوقه..
كل هذا وقابيل ينظر إليهما في دهشة حتى إذا رأى ما رأى، عرف أنه ارتكب إثماً عظيماً، وفعل كما فعل الغراب، فحفر حفرة لأخيه، ثم واراه فيها وأهال عليه التراب. وندم على ما فعل بأخيه، ولكن الندم لا يفيد ولا يمحو آثار الجريمة التي ارتكبها وخسر بها دنياه وآخرته.
*   *   *
الأسئلة:
– لماذا لم يتقبل الله قربان قابيل؟
– كيف قتل قابيل أخاه هابيل؟
– كيف اهتدى قابيل إلى حفر قبر لهابيل؟