رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
(المهاجرة المجاهدة) قال أبو عمر بن عبد البر: ذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج. قال سمعت عبد الله بن محمد يقول: ولدت رقية بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورسول الله ابن ثلاث وثلاثين، وكانت رقية عند عتبة بن أبي لهب، وأختها أم كلثوم عند عتيبة بن أبي لهب. فلما نزلت السورة (تبت يدا أبي لهب وتب) السورة.
قال لهما أبوهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية، حمال الحطب: فارقا ابنتي محمد، وقال أبو لهب: رأسي من رأسيكما حرام إن لم تفارقا ابنتي محمد، ففارقاهما فتزوج عثمان بن عفان رقية بمكة وهاجرت معه إلى أرض الحبشة، وولدت له هناك ابنا فسماه عبد الله وبه كان يكنى، فبلغ الغلام ست سنين، فنقر عينه ديك، وتورم وجهه، فمرض ومات، وماتت رقية- رضي الله عنها- في شهر رمضان، على رأس تسعة عشر شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر. ودفنت عند وصول زيد بن حارثة بالبشارة بوقعة بدر، وكانت قد أصابتها الحصبة، وتخلف عثمان بن عفان- رضي الله عنه- عن غزوة بدر بسبب مرضها، لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته.