أسلاميات

قصة عذاب قوم صالح عليه السلام

قصة عذاب قوم صالح عليه السلام

أرسل الله تعالى نبيه الكريم صالح – عليه السلام – إلى قوم ثمود وهي إحدى القبائل العربية، وهي ترجع في أصلها إلى سام بن نوح – عليه السلام -، وصالح هو رجل ذو عقل وعلم ومكانة عالية في قومه، لهذا اختاره الله تعالى ليحمل رسالته التي حملها من قبله أنبياء كهود ونوح وآدم – عليهم الصلاة والسلام – والتي أيضاً سيحملها من بعده إخوانه الأنبياء من إبراهيم إلى محمد – عليه الثلاة والسلام -، فطريقة الانبياء واحد ودينهم واحد ومكانتهم عالية سواء في الدنيا وفي الآخرة وهم أرقى أصناف البشر وأكملهم أخلاقاً وأرجحهم عقلاً، لهذا فأقوام الأنبياء يكذبون وهم يعرفون ذلك داخلياً عندما يتهمون أنبيائهم بأنهم ناقصو عقل أو كذابون وهذا كله من تدبير الله تعالى عز وجل، إذ إن اختياره لأنبياءه لا يكون اختياراً عشوائياً بل يكون اختياراً مبهراً للقوم لا يستطيعون إقامة أية حجة عليه،
اتهم صالح الآلهة التي عبدها قومه قوم ثمود بأنها آله لا تنفع ولا تضر، لا تغني من الله شيئاً ودعا قومه إلى توحيد الله تعالى خالقهم ورازقهم ومدبر أمورهم، فهو الوحيد الجدير بالعبادة، وهو الوحيد مالك الملك، أما هذه الأصنام فهي لا تقدر حتى أن تدافع عن نفسها من أي أذى يلحق بها، وهي بالتالي لن تستطيع حتى أن تدافع عمن يعبدها.
وطبعاً كسائر الأقوام، كان جواب قومه واضحاً مستكبراً كباقي الأقوام، الإباء والاستكبار وتكذيب النبي صالح، فقالوا له أنه كان إنساناً ذو مكانة وعلم وفضل عندهم، ولكن الوضع قد اختلف بعد أن قال كلمة الحق التي أمره الله تعالى أن يقولها ويبلغها، وأيضاً ظهر مرة أخرى العقل الجمعي والثقافة المجتمعية السلبية التي كانت منتشرة، فكيف يجرؤ إنسان أن يبعدهم أو أن ينتقد ما يخالف الثقافة التي توارثوها أباً عن جد، هذه الثقافة الموروثة التي ستهلكهم، لأن الله عندما خلق الإنسان وهبه العقل والروح وسيلتين ليهتدي بهما إلى طريق الحق والاستقامة، وأن لا يتأثر بما فسد من أفكار في مجتمعه.
عندها طلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة خالصة من عند الله تعالى تكون دليلاً على صدقه، وفعلاً هذا ما قد كان، فقد أخرج الله لهم ناقة حية من بين الصخر، عندها زادوا عناداً واستكباراً وتكذيباً وأمرهم صالح بأن لا يقربوها بسوء وإلا فإن العذاب الشديد سيكون من نصيبهم، فاستكبروا وعصوا ونحروا الناقة فعاقبهم الله تعالى عقاباً شديداً جراء ما اقترفت أيديهم من خطيئة وهي الصيحة المدوية من السماء، التي أهلكتهم جميعاً وصعقتهم قبل أن تنتهي.

إقرأ أيضا:قصة المغيرة بن شعبة رضي الله عنه
السابق
قصة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
التالي
قصة عثمان بن مظعون رضي الله عنه