نُوحي بعُقرِ السجنِ نوحي فصداهُ في أعماقِ روحي |
|
نوحي فقد سالت جروحُكِ مثلما سالت جروحي |
|
نوحي فما أغنى غَبوقُكِ لا ولا أجدى صَبوحي |
|
نوحي وبالسِّرِ المقدّسِلا تبوحي او فبوحي |
|
** |
|
نوحي فجسمكِ مثل جسمي قد طواهُ اليأسُ طيّا |
|
نوحي فروحُكِ مثلُ روحي كمْ كواها الَوجدُ كيّا |
|
نوحي فنفسُكِ مثلُ نفسي لم تجد زاداً وريّا |
|
يا للشقاءِ ، ويالبؤسِ شقيّةٍ تهوى شقيّا |
|
** |
|
نوحي فقلبُكِ مثلُ قلبي لم يبُلَّ أوامهُ |
|
نوحي على طللِ الصّبا ، واستعرضي ايّامه |
|
نوحي على الحبّ البريء وكفّني أحلامه إقرأ أيضا:قصيدة ” كان صديقي ” للشاعر كريم العراقي |
|
نوحي على القلبِ الجريحِ وشيّعي أوهامه |
|
** |
|
نوحي على جَدَثِ المنى في غور خافِقِكِ الكئيبْ |
|
نوحي فقد ولّى الربيعُ وأجدب الوادي الخصيب |
|
نوحي فكم قمريّةٍ فيه تنوحُ وعندليب |
|
وهناك كمْ من زهرةٍ ذبُلت ، وكم غُصنٍ رطيب |
|
** |
|
ليلايَ ، يانجوايَ ، يادُنيايَ ، يا املي الوحيد |
|
طَوتِ الفُرُوقُ بساطنا وتنكّر العيشُ الرّغيدْ |
|
والذكرياتُ مطلّةٌ من كُوَّةِ الماضي البعيد |
|
ترنو لحاضِرنا الشقيِّ وتندبُ الماضي السعيدْ |
|
** |
|
يابنتَ من وأد الفضيلةَ بين أحضانِ الرذيلة إقرأ أيضا:شعر النقائض |
|
وطغى فراح يبلُّ من دم كلّ منكوبٍ غليلهْ |
|
لَهَفي على تلك المشاعر والأحاسيسِ النبيلهْ |
|
وعلى جمالِكِ والشّبابِ الغضّ ، لهفي ياخميله |
|
** |
|
ياللشراسةِ والرعونةِ والحماقةِ والجهالهْ |
|
يا للدناءةِ والسفاهةِ والسفالةِ والنذالهْ |
|
باعوكِ بالثمن الزّهيد ، فأين ياليلى العدالهْ |
|
وسَقَوكِ كأساً ملؤها صاب الأسى حتى الثّمالهْ |
|
** |
|
زجّوك وا أسفاهُ في سجنِ التقاليدِ القديمهْ |
|
للهِ ما كابدتِ فيه من الأساليبِ العقيمهْ |
|
لا دَرَّ درُّكَ من أبٍ فَظٍّ ووالدةٍ لئيمه |
|
ياقاتل اللهُ التعصّبَ ، كم تمخَّضّ عن جريمهْ إقرأ أيضا:قصيدة ” صنت نفسي عما يدنس نفسي ” للبحتري (سينية البحتري) |
|
** |
|
حجبوكِ عن عيني ، وعين القلبِ تخترقُ الحجابْ |
|
فليوصِدوا سُحقاً لَهُمْ بيني وبينكِ الفَ بابْ |
|
حربٌ ، وكم ياربّ أعلنها الثعالبُ والذئابْ |
|
تُذْكي المطامعُ نارَها ، ووقُودُها مُهَجُ الشّباب |
|
** |
|
قد أرغموكِ على الزواجِ بذلك الّشيخِ الوضيعْ |
|
أغْرَاهمُ بالمالِ وهوَ المالُ معبودُ الجميع |
|
فقضوا على آمالنا ، وجنوا على الحبِّ الرفيعْ |
|
ما راعَ مثلُ الوردِ يذْبُلُ وهو في فصلِ الربيعْ |
|
** |
|
قد زيّنوا الأحداثَ ويلهمُ وسمَّوها مَخَادع |
|
كمْ ذُوِّبَت فيها كُبودٌ ، واكتوَت فيها اضالِعْ |
|
وتحطّمتْ مُهَجٌ ، وسالت أنفُسٌ ، وجرَت مدامعْ |
|
هذا ، وما من زاجِرٍ ، كلاّ ولا في الحيِّ رادعْ |
|
** |
|
زُفَّت وهلْ زُفَّتْ فتاةُ الحيِّ للزوجِ الحبيبْ ؟ |
|
هل أخفَقَت أم حقَّقتْ بزفافها الحلْم الذّهيبْ |
|
وارحمتاهُ لها ، فقد زُفَّتْ الى الِّسجنِ الرهيبْ |
|
وغَدَت بهِ نهْبَ الجوى ، والشَّجْوَ ، والهمّ المُذيب |
|
** |
|
هل كانَ في استقبالها فيه سِوى شَبَح الرّدى |
|
قَد أُدْخِلت ليلاً عليهِ فكان ليلاً سَرْمَدَا |
|
شُلّتْ يداهُ فكمْ بها عاثَت ، الا شُلَّت يدا |
|
وحسا على صرخاتها دَمَها الزكيَّ وعربدا |
|
** |
|
أو كانَ أهلُكِ يافتاتي والأقاربَ والصِحابْ |
|
إلا الأراقم والعَقاربَ والثعالبَ والكلابْ |
|
قدْ شيَّعوكِ ، فخَبِّريني بعدَما طُويَ الكِتابْ |
|
ماذا لقيتِ بذلك القَبر المخيفِ من العَذاب |
|
** |
|
ليلى ، وما الدُنيا سِوى نارِ الكريمةِ والكريمْ |
|
أوّاهُ من داءٍ قد استشرى وَجُرْحٍ في الصّميمْ |
|
رَبّاهُ رِفقاً بالجديدِ ، فكمْ شكا جَوْرَ القديمْ |
|
وطَغَتْ أبالِسةُ الجحِيمِ على ملائكةِ النعيم |
|
** |
|
يا للمهازلِ والجرائِمِ والمآسي والمساخر |
|
غَدَتِ العذارى كالعقائدِ والمباديء والضَّمائِرْ |
|
سِلَعاً تُباعُ وتشترى علناً بأسواقِ الحَواضِرْ |
|
والرَّابحون بها لهُمْ منّا التّهاني والبشائِرْ |