أوضح ألفريد فياتر أخصائي طب النوم الألماني أنه إذا صرخ الطفل أثناء النوم أو خلال الليل ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل لمدة شهر واحد، أو إذا كان الطفل غريب الأطوار خلال النهار، فهنا يمكن القول بأن الطفل يعاني من اضطرابات النوم.
وفي البداية ينبغي على الآباء عمل مفكرة لتدوين أوقات نوم الطفل، فعلى سبيل المثال إذا استيقظ الطفل لفترة طويلة أثناء الليل، فربما يرجع ذلك إلى أنه قد نام كثيراً أثناء النهار، وهو ما يمكن التحقق منه بالرجوع إلى هذه المفكرة. وتجدر الإشارة إلى أن الطفل، الذي يبلغ عمره 12 شهراً، يحتاج في المتوسط إلى 5ر11 ساعة نوم أثناء الليل وحوالي 5ر2 ساعة خلال النهار.
طريقة فيربير لتعليم النوم
وتعتبر طريقة فيربير من أشهر تدريبات المساعدة على النوم، والتي ابتكرها البروفيسور ريتشارد فيربير، المتخصص في طب النوم بجامعة بوسطن الأمريكية، حيث تعتمد هذه الطريقة بشكل أساسي على وضع خطة ثابتة للعلاج، حيث يتم وضع الطفل في سريره وهو مستيقظاً بعد إجراء طقوس معينة للنوم خلال المساء، وبعد ذلك يترك الآباء الغرفة.
وإذا بدأ الطفل في البكاء فيعود الآباء إليه بعد بضع دقائق، ويحاولون تهدئته لفترة قصيرة ثم يضعونه في سريره مرة أخرى ويخرجون من الغرفة، وفي تلك الأثناء ينبغي على الآباء إطالة الفترات الفاصلة بين محاولات تهدئة الطفل باستمرار.
إقرأ أيضا:دراسة: السمنة والنحافة عند الأطفال سببها وراثي ينتقل من الآباءوتثير برامج النوم كثيراً من الجدل بين الآباء، حيث يُقسم بعضهم أن الطفل قد استمتع بنوم هانئ طوال الليل بعد التدريب على النوم لبضع ليالٍ فقط، أما البعض الآخر فيتحدثون عن قصص درامية، منها على سبيل المثال صراخ الطفل في حالة هستيرية لدرجة أنه يتعرض للتقيؤ.
ومن خلال الاعتماد على برنامج النوم Mini-KiSS، فإن علماء جامعة توبينغن يتبعون نهجاً يستجيب بشكل أكثر للمتطلبات الفردية التي تختلف من طفل إلى آخر. وتستهدف هذه الطريقة علاج الأطفال من عمر ستة شهور وحتى أربعة أعوام، وتمتد فترة العلاج لمدة ستة أسابيع.
وفي هذا البرنامج يتعلم الآباء كيف يمكنهم مساعدة أطفالهم الذين يعانون من اضطرابات النوم، كذلك كيف يمكنهم التعامل بشكل أفضل مع صرخات الطفل أثناء الليل، بالإضافة إلى تقديم بعض النصائح والإرشادات حول كيفة التخلص مع التوتر والضغط العصبي.
وفي البداية يجب طرح مجموعة من التساؤلات لمعرفة لماذا يصرخ الطفل أثناء الليل؟، هل أنه يريد استدعاء الأب أو الأم لكي يحضروا له شيئاً ما، أم أنه يجرب مدى قوته وسيطرته على والديه، أم أن سبب الصراخ يرجع إلى الخوف من شيء ما أم أنه مجرد عادة تحدث كل ليلة؟. وأوضحت أنغيليكا شلارب أنه لابد من التمييز بين هذه الأسباب؛ لأن الطفل الذي يصرح ليلاً بسبب الخوف، لا يجوز تركه بمفرده في الغرفة.
إقرأ أيضا:هل انتفاخ ثدي مولودي الجديد طبيعي؟سلوكيات مرفوضة
وفي إطار برامج التدريب يتعرف الآباء على مجموعة من السلوكيات التي يتعين عليهم تجنبها أثناء العلاج، ومنها على سبيل المثال القفز عند سماع أول صوت يصدر من الطفل، بدلاً من الانتظار لوهلة قصيرة للتأكد مما إذا كان الطفل سيعاود النوم بمفرده مرة أخرى.
وكذلك إخراج الطفل من سريره بدلاً من محاولة تهدئته وهو في مكانه، ويقول الخبير الألماني شتيفان آيشهولتس :”إخراج الطفل من سريره يجعله يستيقط بشكل كامل”. وبالإضافة إلى ذلك فإن ممارسة الألعاب أو مشاهدة التلفاز تعتبر من الأمور المحظورة على الطفل أثناء الليل، وليس هناك ضرورة تجبر أحد الوالدين على سرد حكايات للطفل قبل النوم أثناء الليل، أو الجلوس بجوار سرير الطفل لعدة ساعات.