كيفيّة تعلّم الرّسم
الرّسم هو الفنّ الوحيد الّذي يبدأ بالخربشة على جدران المنزل بالقلم والورقة أو قطعة الطّبشور؛ فهو حالة تتغير تبعآ للمرحلة العمريّة الّتي يمرّ بها الإنسان، وهو الفنّ الأجمل الّذي يكبر مع اتّساع الخيال والمدارك الحسيّة واللاحسيّة، وهو يستحق المتابعة، وهو كالعادة يبدأ بقلم أو بلون، أو قطعة من الفحم لفهم اللوحة.
فعن طريق الفن تستطيع التّعبير عن أيّ شيء في هذه الحياة، والتّعبير عمّا يوجد في الخيال؛ فهو ليس مجرّد مركب يستطيع أيّ شخصٍ ركوبه كما يظنّ الناس؛ بل هو فنٌّ يولد بالفطرة، ويحتاج إلى ممارسة كبيرة في الحياة.
يستطيع الفنّ أن يرسم خيال إنسان، بينما لا يستطيع رسم حدودٍ له، ويطلق الرسّام العنان لنفسه بين الألوان، وبين حدود اللوحة أو الورقة أو قطعة القماش فإنّك تجد عالمآ جديدآ يفتح أفقاً جديدة، وهي مرحلة يمرّ بها الفنّان الحقيقي، لتكون رسمته حقيقيّة.
كما ذكرنا سابقاً لا يعدّ الرّسم مركباً يستطيع جميع النّاس ركوبه، والدّليل على ذلك أنّ الطفل الفنّان الصّغير يبدأ برسم وردة ثمّ مزهريّة؛ ليضع هذه الورود في المزهريّة لأنّه عرف أنّ الورود لن تعيش من غير ماء، وثمّ يقوم برسم تربةٍ ليزرع الورودفيها؛ لأنّه عرف أنّ الورود لن تدوم في الماء كثيرآ، فيقوم بقلع الوردة من المزهريّة إلى التربة لتعيش.
إقرأ أيضا:الدراسة في ويلز: جامعات ويلز تعليم راقي عالي الجودةهناك عدّة أشكال للرّسم؛ منها: الرّسم الكلاسيكي، ورسم الأشكال مثل رسم الوجه وهو ما يعرف برسم البورتريه، وأيضاً الرّسم بالفحم وبالرّصاص والألوان المائيّة والزيتيّة، والعديد من المدارس الحديثة للرّسم الّتي تتّبع أساليباً للرّسم الحديث كالرشّ والرّسم بالماء وغيرها من طرق الرّسم الحديث، وللرّسم استخدامات أخرى غير الاستمتاع بالفنّ كرسم الوجوه للتعرّف على المجرمين، والرّسم الكاريكاتيري بالصّحف للدّلالة على موضوع معيّن، ويستخدم الرسم أيضاً كوسيلة للتّعليم سواء للأطفال أو غيرهم، أو كوسيلة للشّرح والتّوضيح.
وجد الفنّ منذ زمن البدائيين، وهذا كان يعطي آثاراً أو دلائلاً على بداية الحضارة، وأشكال تطوّرها، والزّمن الّذي عاشت به كلّ حضارة، والحضارات المتعاقبة أيضاً؛ فكلّ حضارة كان لها طابعها الفنّي الخاص الّذي تميّزت به.
من خلال ذلك نكتشف أنّ الرّسم حالة تتغيّر تبعآ للمرحلة العمريّة الّتي يمرّ بها الفنّان، والّتي تتمتّع بخصوصيّات معيّنة تتجسّد في رسوماته الّتي توجب على الفنّان أن يعيش لوحته الفنيّة بكلّ جزئيّاتها بأن يجعل قارئ اللوحة يغوص في كلّ جزء من أجزاء اللوحة ويفسّره على حد ما مرتبطاً باللوحة حتّى يدخل في تركيب شخصيّة الفنّان؛ فالفنّان قد قام بإدخال كلّ جزءٍ الى اللوحة ليجعلها مليئة ببعض العناصر الّتي تعكس شخصيّته وأسلوبه في الحياة .
إقرأ أيضا:دراسة الهندسة الإلكترونية في بريطانيا