كتاب الله تعالى هو الكتاب الذي أُنزل على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وهو خاتم الكتب السماوية الذي احتوى على العديد من المواضيع والقضايا، فهو كتاب جامع لكل ما يحتاج الإنسان إليه في حياته من أمور تهديه إلى الطريق القويم وإلى الصراط المستقيم، فكتاب الله تعالى يحتوي على العقائد، وطريقة عرضه للعقائد ولكل الأمور الجدلية، هي طريقة تصلح لأن يتعلم منها المنهج العلمي كيف يكون منهجاُ علمياً، فكتاب الله تعالى عرض كافة الأقوال التي قيلت من قبل أعداء الله وأعداء التوحيد وأعداء الأنبياء على الرغم من شدة هذه الأقوال ووقع على الأذن، إلا أنه لم يتركها ولم يغط عليها ولم يخفها أو يسترها، بل عرضها بكب وضوح كما قيلت على ألسن أصحابها ورد عليها ردأ علمياً ومنطقياً يلجم الأفواه فوراً، ومن هنا فقد اتسم هذا الكتاب المعجز بالوضوح والمنهجية الصارمة. لهذا استحق أن يكون سيد الكتب بلا منازع. بالإضافة إلى العقائد فقد سمل كتاب الله على القصص القرآني والشعائر والحكم وجمع بين القلوب المختلفة، ووحد الإنسانية برسالات أبى أصحاب العقول الضيقة أن يفهموها، كما أنه احتوى على حلول للمشاكل الاجتماعية التي تواجه الناس، كما أنه قد عمل على تسجيل الأحداث التي مر بها الرسول محمد هو أصحابه، ليأخذ الجميع منها العبرة في الأوقات اللاحقة.
ولكن للأسف الشديد، فلم يجر التعامل مع كتاب الله على النحو الذي يجب، وقد استهين بالكتاب الكريم بشكل لا يوصف عندما بدأ الناس يقرؤونه والآلة الحاسبة بجانبهم، فطريقة عد حروف الكتاب وضربها في عشرة، أذهبت العبرة منه، حيث أنه وبهذه الطريقة فقد القرآن حلاوة الاستمتاع بكلامه، وتعامل معه على أنه منجم للحسنات فقط، وهذا غلط وخطأ كبير ولا يغتفر وخاصة لمن روج لمثل هذه الأفكار بين الناس، فقراءة الكتاب يجب أن تكون للتفكر والتمعن، فهذا الكلام هو كلام الله – عز وجل – وهو ليس كلاماً عادياً، فالإنسان عندما يحمل المصحف، يجب عليه أن يعلم أنه يحمل بين يديه كلاماً جاء من عند الله وخرج من فم الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -، وهذا الأمر مما يعطيه القدسية العالية ومما يجعل الإنسان حريصاً كلا الحرص على أن يداوم على قراءته بتمعن.
إقرأ أيضا:احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهكيمكن أن يقرأ الإنسان كتاب الله كل شهر، وبهذا فإنه يستفيد من فوائده التي لا تعد ولا تحصى، حيث أن هذا الكتاب مقسم إلى 30 جزء وكل جزء فيه 20 صفحة، لهذا فبإمكان كل شخص أن يقرأ كل يوم جزءاً، بحيث يمكنه أن يقرأ 4 صفحات بتمعن وتدبر في 5 أوقات مختلفة حتى يستطيع أن يفهم ما يقرؤه وأن لا تكون قراءته قراءة عادية.