الزواج
خلق الله سبحانه وتعالى البشر لغاية العبادة وعمارة الأرض والعيش فيها، وشرع لهم ما يضمن بقائهم واستمرارهم في هذه الأرض دون انقراض وهو الزواج الذي يعتبر من أهم الأسس التي تقوم عليها بناء الأسرة وتكوينها، فشرّع الزواج للحصول على الاستقرار الذي يسعى له كل شخص ولإشباع رغباته وغرائزه التي فطر عليها بالطرق الشرعية والابتعاد عن المحرمات، فالزواج له أصول وقواعد يجب الالتزام بها لضمان حياة أسرية هادئة وسعيدة، وهناك الكثير من الطقوس التي يجب القيام بها قبل عملية الزواج وبعدها، ومن هذه الطقوس إجراء الخطوبة وحفلة الزفاف وغيرها من الأمور التي يتم القيام بها، وسوف نقوم بعرض طقس مهم من طقوس الزواج وهو مكان وضع دبلة الزواج.
دبلة الزواج
في مرحلة الخطوبة يقوم العريس بتلبيس عروسته دبلة الخطوبة في إصبع البنصر من اليد اليمنى، وعند إتمام عملية الزواج يتم نقل الخاتم من اليد اليمنى إلى إصبع البنصر في اليد اليسرى، ويكون خاتم النساء من الذهب أو الألماس أمّا الرجال فيكون خاتم الزواج من الفضة، فهو لا يحمل سوى معنى الارتباط بين الشخصين، وليس له أي علاقة في الحب والمودة والرحمة بين الزوجين، فهناك الكثير من الأزواج الذين لا يلبسون خاتم الزواج، ولا يكون له أي تأثير سلبي على حياتهم الزوجية، وهناك الكثير من المناطق خاصة المملكة العربية السعودية لا يعترفون بلبس هذه الدبل، ويعتبرونها بلا قيمة وينظرون لها من باب السخرية. قامت الحضارات الصينية في القدم بتفسير بسبب وضع خاتم الزواج في الإصبع البنصر؛ وذلك لأنّ كل إصبع له علاقة معينة تربط الشخص بأشخاص معينين حسب اعتقادهم وهذه التفسيرات كالتالي:
إقرأ أيضا:كيف تستمتعين بالعلاقة الحميمة بعد الولادةإصبع الإبهام يكون للوالدين، أي ارتباط الشخص بوالديه.
السبابة تربط الشخص بالإخوة والأخوات.
الإصبع الأوسط يربط الشخص نفسه.
إصبع البنصر يرتبط بشريك لحياة.
الإصبع الصغير وهو الخنصر يرمز إلى الأطفال.
كان هناك اعتقاد للإغريقيين لسبب وضع خاتم الزواج في الإصبع الرابع (الخنصر)، وهذا السبب هو اعتقادهم بوجود شريان يربط بين هذا الإصبع مع القلب مباشرة، ودلالة ذلك أنّه عندما يتمّ الزواج يقوم شخص بأسر وامتلاك القلب. كانت البدايات التي أدّت إلى ظهور الدبلة بسيطة، ففي العصور القديمة، كانوا عند ارتباط زوجين مع بعضهما يضعون طوقاً من الزهور ليدلّ على الارتباط ، وبعد ذلك تطوّرت الأمور، وأصبحوا يضعون خيطاً يُلفّ على إصبع الخنصر، وبعد ذلك تطوّر الأمر إلى أن أصبح خاتماً من الذهب، أو الفضة، أو الألماس.
إقرأ أيضا:أهمية التضامن والتعاون بين الأفراد والمجتمعات