مع تطور وسائل النقل والمواصلات وانفتاح العالم على بعضه البعض، وكأنه كما يقال أصبح العالم كله ما هو إلا عبارة عن قرية صغيرة يجتمع سكانها على أرض واسعة اختصرت فيها المسافات، وباختصار المسافات اختصر الكثير من الوقت في الأعمال، فتلك التي كانت تأخذ وقتاً كبيراً من حيز العمل أصبحت اليوم مع التقنية سريعة جداً.
ولذلك كان لا بد من الجانب الأكاديمي أن يطور نفسه ليواكب هذه السرعة الكبيرة في التطور فقام بتأسيس نظام ادارة الأعمال حيث يعمل هذا النظام على تأهيل الكادر للحصول على معرفة تؤهله للتعامل بحرية ويسر مع التقنية الحديثة وكذلك القدرة على التواصل مع البشر والقيادة الحكيمة للأعمال والمشاريع وتلافي الأخطار وزيادة القدرة البشرية في الإنتاج عن طريق العقل والعمل بجد لحلها.
ومن الجدير بالذكر أن ادارة الأعمال تطورت تدريجياً مع الوقت بالتزامن مع تطور البشرية وتعاملها مع المواد الطبيعية التي حولهم والكون، وهذا إن دل فإنما يدل على علاقة وطيدة بين العقل البشري وتطوره مع تطور الأعمال والانتاج وتسارعه، ولذلك فإذا أردنا تعريف إدارة الأعمال وهي مصطلح فضفاض جداً للمقدمة التي ذكرت وقد كتب عنها كثير من المؤلمفين في كتبهم وعرفوها بتعريفات اختلفوا فيها عن بعضهم البعض لكن جميعها يطمح لنفس الهدف ويصب في نفس الخيار الذي صبت فيه جميع تعريفاتهم .
فيمكننا القول بأن ادارة الأعمال: “هي الواجهة العلمية والإدارية لإدارة عمل ما مكون من موارد مادية وبشرية تهدف إلى الوصول إلى إنتاج يضمن استدامة الربح وعدم افلاس المنشأة”، وهذا التعريف يترتيب عليه خصائص عدة من أبرزها: المنطقية والواقعية في الدراسة للاعمال السابقة واللاحقة، القدرة على التنبؤ السليم بالنتائج القادمة، العمل على تحسين أداء العمال وتطوير مهاراتهم لزيادة الانتاج في المشروع .
إقرأ أيضا:ملف sitemap | أهمية خريطة الموقعزيادة الربح بما يحفظ مكانة العمل ويبقيه على استدامة واضحة المعالم. ومن القضايا اللافتة للإنتباه أن تخصص ادارة المال والأعمال أول ما ظهر ظهر في لندن بريطانيا في بدايات القرن العشرين في جامعة اكسفورد وكان تخصصاً جديداً لم يرغب الكثيرون في الدخول إليه؛ وذلك لأن الثورة الصناعية والتجارية كانت في بداياتها الأولى فلم يكن يحتاج أحدهم إلى الجامعة لتعلمه كيف يتعامل مع البضائع التي اعتاد من سنين على التعامل معها، أو التعامل مع بعض العمال الذين ينتجون له بعض القماش ليبيعه آخر الاسبوع .
ولكن مع ظهور الآلآت التي تنتج ذلك القماش أو تصنع منتجات أكثر دقة ونوعية من المنتجات التقليدية كان لا بد من أن يكون لديه الخبرة في التعامل مع تلكم الآلات الجديدة التي ستوفر موارده وطاقاته للعمل على تطوير أمواله وأرباحه بسرعة أكبر وضمان عدم خسارته، أي أن الفجوة ما بين الخسارة والربح أصبحت كبيرة جدا فزاد الإقبال على تلكم الكليات التي تعتني بإدارة المال والأعمال في جميع أنحاء العالم وليس فقط في بريطانيا.
إقرأ أيضا:مواقع التواصل الاجتماعي || الدليل الشامل