بعد يوم أو يومين تبدأ الناس الاحتفال بعيد الفطر المبارك. الاحتفال بحد ذاته يولد شعوراً خاصاً في داخل الانسان يساعد على تلبية احتياجاته في الاندماج مع الآخرين أولاً و عدم البقاء على هامش المجموعة البشرية التي ينتمي اليها. تحرص الناس على زينة البيت و جدول ترفيه و تحضير الطعام و كل ذلك يمكن حصره في إطار سعي الانسان الى الابتكار دوماً. ثم هناك تقدير الناس بعضهم للبعض الاخر بمجرد كلمات بسيطة لا تتعدى مقولة كل عام و أنت بخير ترضي الجميع. ثم هناك التعاون بين البشر من اجل الاحتفال بهذه المناسبة. الاندماج ٫ الابتكار٫ التقدير٫ و التعاون هو كل ما يسعى اليه الانسان اجتماعياً و المناسبات تذكرنا بذلك دوماً.
و لكن هناك من هو بعيداً عن مجموعته البشرية٫ و هناك من يشعر بالنبذ و ابتعاد الآخرين عنه. هذا الشعور بالاستبعاد الاجتماعي ينشط نفس المناطق العصبية في الدماغ التي يتم تنشيطها مع الشعور بآلام الجسد. النبذ الاجتماعي لا يقل ألماً عن الام الجسد فلا تبخل على الناس و ساعدهم في التخلص من آلامهم.
الاحتفالات ضرورة لدماغ الانسان الذي يتميز بمرونته و تاثير العوامل البيئية عليه . هذا ما يحدث في الاطفال مع عملية تطورٍ و تعليم٫ و لكن هذه القدرة على التطور و التعليم لا تتوقف مع تقدم العمر و تتفاعل بصورة مستمرة مع التغيرات البيئية . لذلك لا تتصور بان الاحتفال بالعيد هو للأطفال فقط و احرص على ان يحتفل به الجميع و بالذات كبير السن الذي يعاني من عزلته اكثر من غيره.
إقرأ أيضا:الدخول الى العزلةما نعرفه الان بان الاحتفال يزيد من إفراز مواد كيمائية في الدماغ تساعد على الشعور بالرضا و في مقدمتها بيبتيد اوكسيتوسن Oxytocin . و هناك أيضاً إفراز السيروتونين Serotonin الذي يعزز إفرازه حديث يتميز بالبهجة و المتعة و الذي بدوره ينقل الانسان من موقع الخمول الى موقع النشاط و الحيوية.
إقرأ أيضا:كيفية تطوير الشخصيةشارك الآخرين في احتفالهم.
شارك الآخرين بعالمك الداخلي.
افتح بابك و قلبك لكل من حولك.
و كل عام و انتم بخير.