الصحة

الصُداف – Psoriasis

الصُداف - Psoriasis

المقدمة

الصُداف حالة جلدية تسبب بقع حمراء، حرشفية، قشرية من الجلد تكسوها قشور فضية اللون.

تظهر هذه البقع عادة على مرفقيك، ركبتيك، فروة رأسك وأسفل ظهرك ولكن يمكن أن تظهر في أي مكان على جسمك.  يتأثر معظم الناس ببقع صغيرة فقط. في بعض الحالات، يمكن أن تسبب البقع الحكة أو أن تتقرح.

يصيب مرض الصُداف حوالي 2٪ من الناس. يمكن له أن يبدأ في أي عمر، ولكن في أغلب الأحيان يظهر لدى البالغين تحت سن الـ35 سنة. تصيب هذه الحالة الرجال والنساء على حد سواء.

تختلف شدة الصُداف بشكل كبير من شخص لآخر. يكون بالنسبة لبعض الناس مجرد تهيج طفيف، ويكون له لدى البعض الآخر تأثير كبير على نوعية حياتهم.

إن الصُداف مرض طويل الأمد (مزمن) ينطوي عادةً على فترات لا يكون لديك خلالها أي أعراض أو أعراض خفيفة، تليها فترات ذات أعراض أكثر شدة.

متى يجب طلب المشورة الطبية

ينبغي عليك مراجعة الطبيب إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصاباً بالصُداف. يمكنه تشخيص الحالة بالاعتماد على مظهر بشرتك في كثير من الأحيان.

لا يكون المزيد من الاختبارات ضرورياً عادةً إلا إذا كان التشخيص غير مؤكد، وفي هذه الحالة قد يتم تحويلك إلى أخصائي في الأمراض الجلدية يسمى طبيب الأمراض الجلدية.

إقرأ أيضا:كل شيء عن نوبات الربو

لماذا يحدث

يحدث مرض الصُداف عندما يتم تسريع العملية التي ينتج الجسم بوساطتها خلايا الجلد. تُصنع وتُستبدل خلايا الجلد بشكل طبيعي كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، ولكن في الصُداف لا تستغرق هذه العملية سوى حوالي 3-7 أيام. وإن تراكم خلايا الجلد هو ما يخلق البقع المرتبطة بالصُداف.

على الرغم من أن العملية ليست مفهومة تماماً، يُعتقد أن زيادة إنتاج خلايا الجلد يعود إلى وجود مشكلة في الجهاز المناعي. إن النظام المناعي هو دفاع جسمك ضد المرض والعدوى، ولكن لدى الأشخاص المصابين بالصُداف فإنه يهاجم خلايا الجلد الصحيحة عن طريق الخطأ.

كما يمكن أن يورّث الصُداف في العائلات، ويعتقد أن هناك عنصراُ جينياً أيضاً لمرض الصُداف. إلّا أن الدور الدقيق الذي تلعبه الوراثة في التسبب بمرض الصُداف غير واضح.

تبدأ أو تسوء أعراض الصُداف لدى العديد من الناس بسبب وقوع حدث معين معروف باسم المهيّج. تشمل المهيّجات المحتملة لمرض الصُداف حدوث إصابة لبشرتك، التهابات الحلق واستخدام بعض الأدوية.

إن الحالة ليست معدية لذلك لا يمكن أن ينتشر من شخص لآخر.

علاج الصُداف

لا يوجد علاج لمرض الصُداف، ولكن يمكن لمجموعة من العلاجات أن تحسن الأعراض وظهور بقع الجلد المصابة.

في معظم الحالات، يكون العلاج الأول المُستخدم هو العلاج الموضعي، مثل نظائر فيتامين (د) أو الستيرويدات الموضعية. العلاجات الموضعية عبارة عن كريمات ومراهم توضع على الجلد.

إقرأ أيضا:أعراض تعاني منها عند الإقلاع عن الكافيين

إذا لم تكن تلك فعالة أو كانت حالتك أكثر شدة، يمكن استخدام علاج يسمى العلاج بالضوء. يشمل العلاج بالضوء تعريض جلدك لأنواع معينة من الأشعة فوق البنفسجية.

في معظم الحالات الشديدة حيث تكون العلاجات الأخرى غير فعالة، يمكن استخدام علاجات بيولوجية. وتؤخذ هذه الأدوية عن طريق الفم أو الحقن وهي تؤثر في جميع أنحاء الجسم.

التعايش مع الصُداف

على الرغم من أن مرض الصُداف هو مجرد تهيج طفيف بالنسبة لبعض الناس، يمكن أن يكون للحالة في بعض الأحيان تأثير كبير على حياتك.

على سبيل المثال، يعاني بعض الأشخاص المصابين بالصُداف من ضعف الثقة في أنفسهم نظراً للتأثير الذي يمكن أن تسببه الحالة على مظهرك الجسدي. كما إنه أمر شائع جداً أن يصاب الشخص الذي يعاني من الصُداف بالوهن، الألم وتورم المفاصل والأنسجة الضامة. وذلك معروف باسم التهاب المفاصل الصدفي.

تحدث إلى طبيبك أو فريق الرعاية الصحية خاصتك إذا كنت مصاباً بمرض الصُداف وكان لديك أية مخاوف حول صحتك البدنية والعقلية. يمكنهم تقديم النصح ومزيد من العلاج إذا لزم الأمر.

الأعراض

تمر معظم حالات الصُداف بفترات، يسبب مشاكل لبضعة أسابيع أو شهور قبل أن يتراجع أو توقف.

هناك عدة أنواع مختلفة من الصُداف. يُصاب كثير من الأشخاص بنوع واحد فقط من الصُداف في وقت واحد، على الرغم من أنه يمكن الإصابة بنوعين مختلفين معاً. قد يتغير نوع إلى نوع آخر أو قد يصبح أكثر شدة.

إقرأ أيضا:علاج داء الثعلبة

ينبغي عليك مراجعة الطبيب إذا كنت تعتقد أنك مصاب الصُداف.

الأنواع الشائعة من الصُداف

الصداف اللويحي

إنه النوع الأكثر شيوعاً، وهو يشكل حوالي 90٪ من الحالات. أعراضه آفات جلدية جافة وحمراء، معروفة باسم لويحات، مُغطاة بقشور فضية. تظهر عادة على مرفقيك، ركبتيك، فروة رأسك وأسفل ظهرك ولكن يمكنها أن تظهر في أي مكان على جسمك. يمكن أن تكون اللويحات مثيرة للحكة، الالتهاب أو كليهما. في الحالات الشديدة، يمكن أن يتشقق وينزف الجلد حول مفاصلك.

صُداف فروة الرأس

يمكن أن يصيب أجزاء من فروة الرأس أو فروة الرأس بكاملها. يسبب بقع حمراء من الجلد مغطاة بقشور بيضاء فضية سميكة. يجد بعض الأشخاص صُداف فروة الرأس مثير لحكة شديدة، في حين لا يجد آخرين أي إزعاج. في الحالات القصوى يمكن أن يسبب فقدان الشعر، على الرغم من أن ذلك عادةً ما يكون مؤقتاً فقط.

صُداف الأظافر

تؤثر هذه الحالة على الأظافر لدى حوالي نصف الأشخاص الذين يعانون من الصُداف. يمكن أن يتسبب الصُداف بظهور خدوش صغيرة أو حفر على أظافرك، بتغيّر لونها أو نموها بشكل غير طبيعي. في كثير من الأحيان يمكن أن تنفلت الأظافر وتصبح منفصلة عن بطانة الظفر. في الحالات الشديدة، قد تتفتت أظافرك.

الصُداف القطري

يسبب الصداف القطري قروح صغيرة قطرية الشكل (أقل من 1سم أو 1/3 بوصة) على صدرك، ذراعيك، ساقيك وفروة رأسك.هناك فرصة جيدة باختفاء الصُداف القطري تماماً بعد بضعة أسابيع، ولكن يستمر لدى بعض الأشخاص ظهور الصداف اللويحي.

يظهر هذا النوع من الصُداف أحياناً بعد التهاب الحلق العقدي وهو أكثر شيوعاً بين الأطفال والمراهقين.

الصُداف العكسي (الثنيّات)

يؤثر على الطيات أو الثنيات في جلدك، مثل الآباط، الفخذ، بين الأرداف وتحت الثديين. يمكن أن يسبب بقع حمراء، ملساء وكبيرة في بعض أو كل هذه المناطق. يمكن أن يصبح الصُداف العكسي أسوأ بسبب الاحتكاك والتعرق، لذلك يمكن أن يكون غير مريح خاصة في الطقس الحار.

الصُداف البثري

الصُداف البثري هو النوع الأكثر ندرة للصُداف وهو يسبب ظهور بثور مليئة بالقيح (بثور) على جلدك. تؤثر أنواع مختلفة من الصُداف البثري على أجزاء مختلفة من الجسم.

الصُداف البثري المستشري أو صُداف فون زومبوج

يسبب بثور تتطور بسرعة جداً على منطقة واسعة من الجلد. يتكون القيح من خلايا الدم البيضاء وهو ليس علامة على الإصابة. قد تظهر البثور مرة أخرى كل بضعة أيام أو أسابيع بشكل دوري. خلال بداية هذه الدورات، يمكن أن يسبب صُداف فون زومبوج الحمى، القشعريرة، فقدان الوزن والتعب.

صُداف اليدين أو القدمين البثري

يسبب ظهور بثور على راحتي يديك وباطن قدميك. تتطور البثور تدريجياً إلى بقع متقشرة دائرية بنية، من ثم تتقشر. قد تعاود البثور الظهور كل بضعة أيام أو أسابيع.

التبثر الطرفي

يسبب ظهور بثور على أصابع يديك وقدميك. ثم تُفقأ البثور، وتترك مناطق حمراء زاهية قد تصبح نازّة أو متقشرة. قد تؤدي إلى تشوهات مؤلمة في الأظافر.

الصُداف الاحمراري

إن الصُداف الاحمراري شكل نادر من مرض الصُداف وهو يصيب تقريباً كامل جلد الجسم. يمكن له أن يسبب حكة أو حرق شديدين. يمكن أن يتسبب الصُداف الاحمراري بفقدان جسمك للبروتينات والسوائل. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى المزيد من المشاكل مثل الالتهاب، التجفاف، قصور القلب، انخفاض حرارة الجسم وسوء التغذية.

الأسباب

يحدث مرض الصُداف عندما يتم استبدال خلايا الجلد بسرعة أكبر من المعتاد. من غير المعروف سبب حدوثه بالضبط.

ينتج جسمك خلايا جديدة في أعمق طبقة من مستوى جلدك. تتحرك هذه الخلايا الجلدية تدريجياً خلال طبقات الجلد حتى تصل إلى المستوى الأبعد. ثم تموت وتتقشر. تستغرق هذه العملية برمّتها حوالي ثلاثة إلى أربعة أسابيع عادةً.

لا تستغرق هذه العملية لدى الأشخاص المصابين بالصُداف سوى حوالي ثلاثة إلى أربعة أيام. نتيجة لذلك، تبني الخلايا الغير ناضجة بشكل تام سطح الجلد بسرعة، مما يتسبب بالبقع الحمراء، الحرشفية والقشارية المغطاة بقشور فضية اللون.

يعتقد أنه يتم استبدال خلايا الجلد بسرعة بسبب مشكلة في الجهاز المناعي لدى الأشخاص المصابين بالصُداف.

مشاكل الجهاز المناعي

الجهاز المناعي هو دفاع جسمك ضد الأمراض، ويساعد على محاربة العدوى. يطلق على إحدى الأنواع الرئيسية للخلايا المستخدمة من قبل النظام المناعي اسم الخلية التائية.

تنتقل الخلايا التائية عادةً في الجسم لكشف ومحاربة أمور مثل الالتهابات، ولكنها تبدأ في حالة الأشخاص المصابين بالصُداف بمهاجمة خلايا الجلد المعافاة عن طريق الخطأ. يحرّض ذلك نظام المناعة لإنتاج خلايا جلد جديدة بسرعة أكبر من المعتاد، وكذلك المزيد من الخلايا التائية.

ومن غير المعروف بالضبط ما الذي يسبب هذه المشكلة في الجهاز المناعي، على الرغم من أنه يمكن أن تلعب بعض الجينات والمسببات البيئية دوراً.

الوراثة

يورّث الصُداف في الأُسر. لدى واحد من كل ثلاثة أشخاص يعانون من الصُداف قريب مُصاب.

إلّا أن الدور الدقيق الذي تلعبه الوراثة في التسبب بمرض الصُداف غير واضح. وقد أظهرت الدراسات البحثية أن العديد من الجينات المختلفة مرتبطة بالإصابة بالصُداف. فمن المرجح أن مجموعات مختلفة من الجينات قد تجعل الناس أكثر عرضة للحالة. ولكن لا يعني وجود هذه الجينات أنك ستصاب به بالضرورة .

عوامل الخطر

تبدأ أعراض الصُداف لدى العديد من الناس أو تصبح أسوأ بسبب وقوع حدث معين معروف باسم المهيّج. قد تساعدك معرفتك بالمهيّجات الخاصة بك على تجنب التهيج .تشمل المهيجات الشائعة:

•     تعرض جلدك لإصابة كجرح، كشط، لدغة حشرة أو حرق شمسي (ذلك معروف باسم استجابة كوبنر)

•    شرب كميات زائدة من الكحول

•    التدخين

•    الاجهاد

•    التغيرات الهرمونية، لا سيما لدى النساء (على سبيل المثال خلال فترة البلوغ وانقطاع الطمث)

•     بعض الأدوية مثل الليثيوم، بعض الأدوية المضادة للملاريا، الأدوية المضادة للالتهابات بما في ذلك الايبوبروفين، مثبط الانزيم المحول للانجيوتنسين (الذي يستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم) وحاصرات بيتا (التي تستخدم لعلاج قصور القلب الاحتقاني).

•     التهابات الحلق – يظهر لدى بعض الناس، عادة الأطفال والشباب، شكل من الصُداف يسمى الصداف القطري (الذي يسبب بقع وردية أصغر، غالباً من دون الكثير من التقشر) بعد التهاب الحلق العقدي، على الرغم من أنه لا يصاب معظم الناس المصابين بالتهابات الحلق العقدية بالصُداف.

•     الاضطرابات المناعية الأخرى، مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، والتي تسبب تهيّج أو ظهور الصُداف لأول مرة

إن الصُداف غير معدٍ لذلك لا يمكن أن ينتشر من شخص لآخر.

الاختبارات

سوف يجري طبيبك عادةً تشخيص للصُداف على أساس مظهر بشرتك.

في حالات نادرة، سيتم إرسال عينة صغيرة من الجلد، تدعى خزعة، إلى المختبر لفحصها تحت المجهر. سيحدد ذلك نوع الصُداف بالضبط وسوف يستبعد اضطرابات الجلد الأخرى، مثل التهاب الجلد الدهني، الحزاز المسطح، الحزاز البسيط والنخالية الوردية.

قد تتم إحالتك إلى طبيب الأمراض الجلدية (متخصص في تشخيص وعلاج الأمراض الجلدية) في حال كان طبيبك غير واثق من التشخيص أو في حال كانت حالتك شديدة.

إذا اشتبه طبيبك بالتهاب المفاصل الصدفي، وهو في بعض الأحيان من مضاعفات مرض الصُداف، قد تتم إحالتك إلى أخصائي الروماتيزم. إن أخصائيي الروماتيزم أطباء متخصصين في التهاب المفاصل. قد تجري اختبارات دم لاستبعاد الحالات الأخرى، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، ويمكن أن يتم إجراء تصوير بالأشعة السينية للمفاصل المتضررة.

انظر في التعايش مع الصُداف لمزيد من المعلومات حول التهاب المفاصل الصدفي .

العلاج

نظرة عامة حول العلاج

يتم تحديد العلاج حسب نوع وشدة حالة الصُداف لديك ومنطقة الجلد المصابة. سيبدأ طبيبك غالباً مع العلاج الخفيف، مثل الكريمات الموضعية (التي يتم تطبيقها على الجلد)، ثم ينتقل إلى علاجات أقوى إذا لزم الأمر.

هناك مجموعة واسعة من العلاجات المتوفرة لعلاج الصُداف، ولكن يمكن أن يكون تحديد العلاج الأكثر فعالية أمراً صعباً. تحدث إلى طبيبك إذا كنت تشعر بأن العلاج غير فعال أو إذا كانت لديك آثار جانبية غير مريحة.

تندرج العلاجات تحت ثلاث فئات:

•     الموضعية – الكريمات والمراهم التي يتم تطبيقها على بشرتك

•     العلاج بالضوء – يُعرَّض جلدك لأنواع معينة من الأشعة فوق البنفسجية

•     الكيماوية – أدوية عن طريق الفم والحقن تؤثر في جميع أنحاء الجسم

في كثير من الأحيان، تُستخدم أنواع مختلفة من العلاج معاً.

قد يحتاج علاجك من مرض الصُداف إلى التقييم بشكل منتظم. قد تريد أن تضع خطة للعناية (اتفاق بينك وبين اختصاصي الصحة خاصتك) ويمكن لذلك أن يساعدك على العناية بصحتك يوماً بعد يوم.

العلاجات الموضعية

عادةً ما تكون العلاجات الموضعية هي العلاجات الأولى التي تٌستخدم للصُداف الخفيف إلى المعتدل. وهي كريمات ومراهم تقوم بتطبيقها على المناطق المتضررة. وهي كل ما يحتاجه بعض الأشخاص للسيطرة على حالتهم.

إذا كان لديك صُداف في فروة الرأس، قد يُنصح بمزيج من الشامبو والمرهم.

الكورتيزونات الموضعية

تستخدم عادةً الكورتيزونات الموضعية لعلاج الصُداف الخفيف إلى المعتدل في معظم مناطق الجسم. يعمل العلاج عن طريق الحد من الالتهابات. يؤدي ذلك إلى إبطاء إنتاج خلايا الجلد ويقلل من أعراض الحكة.

تتراوح الكورتيزونات الموضعية في شدتها من خفيفة الى قوية جداً. استخدم الكورتيزونات الموضعية عندما يوصي الطبيب بها فقط. يمكن أن توصف كورتيزونات موضعية أقوى من قبل طبيبك، وينبغي أن تُستخدم فقط على مناطق صغيرة من   الجلد أو على البقع السميكة على نحو خاص. يمكن أن يؤدي الإفراط في استعمال الكورتيزونات الموضعية إلى ترقق الجلد.

نظائر فيتامين د

تستخدم كريمات نظائر فيتامين (د) عادةً جنباً إلى جنب مع، أو بدلاً عن الكورتيزونات الموضعية للصُداف الخفيف إلى المعتدل الذي يؤثر على مناطق مثل الأطراف، الجذع أو فروة الرأس. وهي تعمل عن طريق إبطاء إنتاج خلايا الجلد. ولها أيضاً تأثير مضاد للالتهاب.

وتشمل أنواع نظائر فيتامين د الكالسيبوتريول ، الكالسيتريول و التاكالسيتول. هناك القليل جداً من الآثار الجانبية، طالما أنك لا تستخدم أكثر من الكمية الموصى بها.

مثبطات الكالسينيورين

مثبطات الكالسينيورين، مثل تاكروليموس و بيميكروليموس، عبارة عن أدوية تقلل من نشاط الجهاز المناعي وتساعد على تقليل الالتهاب. فهي تُستخدم في بعض الأحيان لعلاج الصُداف الذي يصيب المناطق الحساسة (مثل فروة الرأس، الأعضاء التناسلية وطيات الجلد) في حال كانت الكورتيزونات الموضعية غير فعالة.

يمكن أن تسبب هذه الأدوية للجلد تهيج أو حكة وشعور بالحرق عندما يتم البدء بها، ولكن عادةً ما يتحسن ذلك في غضون أسبوع.

قطران الفحم

إن قطران الفحم زيت سميك، وثقيل وربما هو أقدم علاج لمرض الصُداف. من غير المعروف كيف يعمل بالضبط، لكن يمكنه أن يقلل من التقشير، الالتهاب والحكة. ويمكن استخدامه لعلاج الصُداف الذي يصيب الأطراف، الجذع أو فروة الرأس إذا كانت العلاجات الموضعية الأخرى غير فعالة.

يمكن أن يصبغ قطران الفحم الملابس والفراش، وله رائحة قوية. يمكن أن يستخدم مع العلاج بالضوء (انظر أدناه).

الدايثرانول

لقد استُخدم الدايثرانول لأكثر من 50 عاما لعلاج الصُداف. وقد تبيّنت فعاليته في قمع إنتاج خلايا الجلد وله آثار جانبية قليلة. إلّا أنه من الممكن أن يتسبب بالحرق إذا كان مركزاً جداً.

عادة ما يتم استخدامه كعلاج على المدى القصير لعلاج الصُداف الذي يصيب الأطراف أو الجذع تحت إشراف المستشفى لأنه يصبغ كل ما يصل إليه، بما في ذلك الجلد، الملابس وتجهيزات الحمامات. يتم تطبيقه على جلدك (أثناء ارتداء قفازات) ويُترك لمدة 10 إلى 60 دقيقة قبل أن يتم غسله.

يمكن استخدام الدايثرانول مع العلاج بالضوء (انظر أدناه).

العلاج بالضوء

يستخدم العلاج بالضوء الضوء الطبيعي والاصطناعي لعلاج الصُداف. يمكن تقديم العلاج بالضوء الاصطناعي في المستشفيات وبعض المراكز المتخصصة، عادةً تحت رعاية طبيب الأمراض الجلدية. هذه العلاجات ليست مماثلة للحمام الشمسي.

العلاج بالأشعة فوق البنفسجية

يستخدم العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية طول أمواج ضوئية غير مرئي للعين البشرية. يبطئ الضوء إنتاج خلايا الجلد وهو علاج فعال لبعض أنواع الصُداف التي لا تستجيب للعلاج الموضعي. تستغرق كل جلسة بضع دقائق ولكن قد تحتاج للذهاب إلى المستشفى مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع.

السورالين مع الأشعة فوق البنفسجية طويلة الموجة

في هذا العلاج، ستُعطى أولاً لوح يحتوي على مركبات تسمى سورالين، أو قد يتم تطبيق السورالين مباشرة على الجلد. مما يجعل جلدك أكثر حساسية للضوء. ثم يُعرّض الجلد لإشعاع ضوء فوق البنفسجي طويل الموجة يسمى الأشعة فوق البنفسجية طويلة الموجة. يخترق هذا الضوء الجلد بعمق أكثر من الأشعة فوق البنفسجية قصيرة الموجة.

يمكن استخدام هذا العلاج إذا كان لديك صُداف شديد لم يستجب للعلاجات الأخرى. تشمل الآثار الجانبية للعلاج الغثيان، الصداع، الحرق والحكة. قد تحتاج إلى ارتداء نظارات خاصة لمدة 24 ساعة بعد أخذ القرص لمنع تطور إعتام عدسة العين. لا يُشجع على استخدام هذا العلاج على المدى الطويل لأنه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

العلاج المركب بالضوء

يؤدي الجمع بين العلاج بالضوء مع العلاجات الأخرى في كثير من الأحيان إلى زيادة فعاليتها. يستخدم بعض الأطباء العلاج بالأشعة فوق البنفسجية قصيرة الموجة بالاشتراك مع قطران الفحم، باعتبار أن قطران الفحم يجعل البشرة أكثر تقبلا للضوء. قد يكون الجمع بين العلاج بالأشعة فوق البنفسجية قصيرة الموجة مع كريم الدايثرانول فعالاً (وهذا ما يعرف باسم علاج انجرام) أيضاً.

العلاجات الكيماوية

إذا كانت حالة الصُداف لديك شديدة أو لم تنجح العلاجات الأخرى، قد يوصف لك علاجات كيماوية من قبل اختصاصي. العلاجات الكيماوية هي العلاجات التي تؤثر في جميع أنحاء الجسم.

قد تكون هذه الأدوية فعالة جداً في علاج الصُداف ولكن لجميعها آثار جانبية خطيرة. لجميع العلاجات الكيماوية للصُداف فوائد ومخاطر. قبل بدء العلاج، تحدث إلى طبيبك حول خيارات علاجك وأي مخاطر مرتبطة بها.

هناك نوعان رئيسيان من العلاج الكيماوي، تدعى غير البيولوجية (تعطى عادة على شكل أقراص أو كبسولات) والبيولوجية (عادة تعطى على شكل حقن). يتم وصفها بشكل أكثر تفصيلاً أدناه.

الأدوية غير البيولوجية

الميثوتريكسيت

يمكن أن تساعد الميثوتركسات في السيطرة على مرض الصُداف من خلال إبطاء إنتاج خلايا الجلد وقمع الالتهابات. عادة ما تؤخذ مرة واحدة في الأسبوع.

يمكن أن تسبب الميثوتركسات الغثيان وربما تؤثر على إنتاج خلايا الدم. يمكن أن يسبب استخدامها على المدى الطويل تلف الكبد. لا ينبغي على الأشخاص الذين لديهم أمراض الكبد أن يتناولوا الميثوتركسات ويجب عليك أن لا تشرب الكحول أثناء تناولها.

يمكن أن تكون الميثوتركسات ضارة جداً لنمو الجنين، لذلك فمن المهم أن تستخدم النساء وسائل منع الحمل وأن لا تحملن في حين أخذ هذا الدواء ولمدة ثلاثة أشهر بعد إيقافه. كما يمكن أن تؤثر الميثوتركسات أيضاً على تطوير الخلايا المنوية، لذلك ينبغي على الرجال أن لا يصبحوا أباءً لطفل خلال فترة العلاج ولمدة ثلاثة أسابيع بعده.

السايكلوسبورين

إن السايكلوسبورين هو الدواء الذي يقمع النظام المناعي (المناعة). كان يستخدم في الأصل لإيقاف رفض الزرع ولكنه قد أثبت فعاليته في علاج جميع أنواع الصُداف. عادةً ما يؤخذ يومياً.

يزيد السايكلوسبورين من فرص الإصابة بأمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم التي سوف تحتاج للمراقبة.

الاسيتريتين

إن الاسيتريتين هو ريتينويد فموي يقلل من إنتاج خلايا الجلد. يتم استخدامه لعلاج الصُداف الشديد الذي لا يستجب للعلاجات الكيماوية غير البيولوجية الأخرى. عادةً ما يؤخذ يومياً.

للاسيتريتين مجموعة واسعة من الآثار الجانبية، بما في ذلك جفاف وتشقق الشفاه، جفاف الممرات الأنفية، وفي حالات نادرة، التهاب الكبد.

يمكن أن يكون الاسيتريتين ضاراً جداً لنمو الجنين، لذلك فمن المهم أن تستخدم النساء وسائل منع الحمل وأن لا يحملن في حين أخذ هذا الدواء ولمدة سنتين بعد إيقافه. ولكنه أمر آمن للرجل الذي يتناول الاسيتريتين أن يصبح أباً لطفل.

العلاجات البيولوجية

تقلل العلاجات البيولوجية الالتهاب عن طريق استهداف الخلايا ذات النشاط المفرط في الجهاز المناعي. وتستخدم هذه العلاجات عادة إذا كان لديك حالة صُداف شديدة لم تستجب للعلاجات الأخرى، أو إذا لم تتمكن من استخدام العلاجات الأخرى.

الإيتانيرسيبت

يتم حقن الإيتانيرسيبت مرتين في الأسبوع، وسوف تُعرض لك طريقة القيام بذلك. إذا لم يكن هناك أي تحسن في الصُداف لديك بعد 12 أسبوعاً، سيتم إيقاف العلاج.

الآثار الجانبية الرئيسية لإيتانيرسيبت هو الطفح الجلدي في مكان إعطاء الحقن. ولكن باعتبار الإيتانيرسيبت يؤثر في كامل الجهاز المناعي، فهناك خطر من آثار جانبية خطيرة بما في ذلك العدوى شديدة. إذا كنت قد أًصبت بالسل في الماضي، فهناك خطر من عودته. ستتم مراقبتك أثناء العلاج الخاص بك من أجل الآثار الجانبية.

الأداليموماب

يتم حقن الأداليموماب مرة واحدة كل أسبوعين وسوف تُعرض لك طريقة القيام بذلك. إذا لم يكن هناك أي تحسن في الصُداف لديك بعد 16 أسبوعاً، سيتم إيقاف العلاج.

يمكن أن يكون الإداليموماب ضارّاً للجنين، لذلك فمن المهم أن تستخدم النساء وسائل منع الحمل وأن لا يحملن في حين أخذ هذا الدواء ولمدة خمسة أشهر بعد انتهاء العلاج.

الآثار الجانبية الرئيسية لأداليموماب تشمل الصداع، الطفح في موقع الحقن والغثيان. ولكن بما أن الإداليموماب يؤثر في كامل الجهاز المناعي، فهناك خطر من آثار جانبية خطيرة بما في ذلك التهابات حادة. ستتم مراقبتك أثناء فترة العلاج الخاص بك من أجل الآثار الجانبية.

الإنفليكسيماب

تُعطى الإنفليكسيماب بالتنقيط (التسريب) في الوريد في المستشفى. سيكون لديك ثلاثة دفعات خلال الأسابيع الستة الأولى، ثم دفعة واحدة كل ثمانية أسابيع. إذا لم يكن هناك أي تحسن في الصُداف لديك بعد 10 أسابيع، سيتم إيقاف العلاج.

الآثار الجانبية الرئيسية للإنفليكسيماب هي الصداع. ولكن بما أن الإنفليكسيماب يؤثر في كامل الجهاز المناعي، فهناك خطر من آثار جانبية خطيرة بما في ذلك التهابات حادة. ستتم مراقبتك أثناء فترة العلاج الخاص بك من أجل الآثار الجانبية.

الإستكينوماب

يتم حقن الإستكينوماب في بداية العلاج، ثم مرة أخرى بعد أربعة أسابيع. ثم، يتم الحقن كل 12 أسبوع. إذا كان هناك أي تحسن في الصُداف لديك بعد 16 أسبوعا، سيتم إيقاف العلاج.

الآثار الجانبية الرئيسية لإستكينوماب هي التهاب الحلق والطفح الجلدي في موقع الحقن. ولكن بما أن الإستكينوماب يؤثر في كامل الجهاز المناعي، فهناك خطر من آثار جانبية خطيرة بما في ذلك التهابات حادة. ستتم مراقبتك أثناء فترة العلاج الخاص بك من أجل الآثار الجانبية.

نمط الحياة

على الرغم من أن الصُداف مجرد تهيج طفيف بالنسبة لبعض الأشخاص، إلّا أنه يمكن أن يكون للحالة تأثير كبير على حياتك.

إذا كنت مصاباً بالصُداف، قد تجد النصيحة التالية مفيدة.

الرعاية الذاتية

تعتبر الرعاية الذاتية جزءاً أساسياً من الحياة اليومية. إنها تنطوي على تحمل مسؤولية صحتك وعافيتك بالاستفادة من دعم من هم معنيّون برعايتك. وتتضمن الرعاية الذاتية البقاء لائقاً بدنياً والحفاظ على صحة بدنية وعقلية جيدة، تجنب الأمراض أو الحوادث والاعتناء بالأمراض البسيطة والحالات الصحية الطويلة الأجل بفاعلية أكبر.

يمكن للأشخاص المصابين بحالات طويلة الأمد أن يستفيدوا بشكل كبير من الرعاية الذاتية. فيمكن أن يعيشوا مدة أطول، يعانون من ألم أقل، يعانون من القلق، الاكتئاب والتعب بشكل أقل، ويحصلوا على نوعية حياة أفضل ويكونوا أكثر نشاطاً واستقلالاً. سوف يساعدك وجود خطة رعاية في إدارة علاجك حتى يتناسب مع نمط حياتك.

مواكبة علاجك

من المهم استخدام العلاج على النحو المنصوص عليه، حتى لو تحسن الصُداف الخاص بك. يمكن أن يساعد العلاج المستمر في منع التهيّج. إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات حول العلاج أو الآثار الجانبية، تحدث إلى طبيبك أو فريق الرعاية الصحية خاصتك.

التقييمات المنتظمة

بما أنه عادةً ما يكون الصُداف حالة طويلة الأمد، فلتكن على اتصال منتظم مع فريق الرعاية الصحية خاصتك. ناقش معهم الأعراض أو المخاوف الخاصة بك فكلما كان الفريق على معرفة أكبر، كلما أمكنه أن يساعدك أكثر.

الأكل الصحي وممارسة التمارين

إن الأشخاص الذين يعانون من الصُداف معرضين لخطر أعلى قليلاً للإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، على الرغم من أن سبب ذلك غير معروف. يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام وباتباع نظام غذائي صحي للجميع، وليس لمجرد مجموعة من الأشخاص ممن يعانون من الصُداف، لأن ذلك يمكن أن يساعد على الوقاية من العديد من هذه الحالات.

يمكن لتناول نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة الرياضة بشكل منتظم أن يخفف التوتر، مما قد يساعد في تحسين الصُداف لديك.

الحمل

لا يؤثر الصُداف على الخصوبة ويمكن للنساء اللاتي يعانين من الصُداف أن تحملن حملاً طبيعياً وتنجبن طفلاً سليماً. تجد بعض النساء أن الصُداف يتحسن أثناء الحمل، ولكنه يزداد سوءاً بالنسبة لأخريات.

تحدثي إلى فريق الرعاية الصحية خاصتك إذا كنت تفكرين في إنجاب طفل. يمكن لبعض علاجات مرض الصُداف أن تكون ضارة بالجنين، لذلك استخدمي وسائل منع الحمل في حين تناولهم. يمكن أن ينطبق ذلك على كل من الرجال والنساء، تبعاً للدواء. يمكن لفريق الرعاية الصحية الخاص بك أن يشير إليك بأفضل الطرق للسيطرة على مرض الصُداف الخاص بك قبل أن تبدأي في محاولة تأسيس أسرة.

تحدّث إلى الآخرين

وجد الكثير من الأشخاص ممن يعانون من الصُداف أن المشاركة في مجموعات الدعم يساعدهم. يمكن لمجموعات الدعم أن تزيد ثقتك بنفسك، تحدّ من مشاعر العزلة وتعطيك النصائح العملية حول التعايش مع هذه الحالة .

المضاعفات

التأثير العاطفي للصُداف

بسبب الآثار المزعجة التي يمكن للصُداف أن يسببها للمظهر الجسدي، يكون ضعف الثقة بالنفس والقلق شائعين بين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى الاكتئاب، خاصة إذا كان الصُداف يزداد سوءاً.

سيتفهّم طبيبك أو طبيب الأمراض الجلدية خاصتك الأثر النفسي والعاطفي للصُداف، لذلك تحدث إليهم عن مخاوفك أو ما يثير قلقك. إذا لزم الأمر، يمكنهم مناقشة خيارات العلاج المختلفة المتاحة.

التهاب المفاصل الصدافي

يصاب بين 10٪ و 20٪ من الأشخاص الذين يعانون من الصُداف بالتهاب المفاصل الصدافي. يسبب ذلك وهن، ألم وتورم في المفاصل والنسيج الضام، وكذلك تيبّس. عادةً ما يؤثر في نهايات أصابع اليدين والقدمين. لدى بعض الأشخاص، يؤثر على أسفل الظهر، الرقبة والركبتين. يُصاب معظم الأشخاص بالتهاب المفاصل الصدافي بعد ظهور الصُداف، ولكن يُصاب حوالي 20٪ قبل أن يتم تشخيص الصُداف لديهم.

لا يوجد اختبار واحد لالتهاب المفاصل الصدافي. عادة يتم تشخيصه باستخدام مجموعة من الأساليب، بما في ذلك   النظر إلى تاريخك الطبي، الفحوص البدنية، اختبارات الدم، الأشعة السينية وفحوصات الرنين المغناطيسي. إذا كنتَ مصاباَ بمرض الصُداف، سيكون لديك عادةً تقييم سنوي للبحث عن مؤشرات التهاب المفاصل الصدافي.

إذا اشتبه طبيبك بوجود التهاب المفاصل الصدافي، فإنه غالباً ما سيحيلك إلى أخصائي الروماتيزم بحيث يمكن أن يتم علاجك بأدوية مضادة للالتهابات أو مضادة للروماتيزم .

السابق
الثعلبة/تساقط الشعر – Alopecia/hair loss
التالي
حب الشباب – Acne