يتصور البعض بان فارق العمر بين الرجل والمرأة هي مشكلة اجتماعية خاصة بالمجتمعات الشرقية وهذا غير صحيح. الحديث عن فارق العمر عند الزواج يكاد يكون مقتصراً على الرجال٫ وقلما تسمع أحداً ينتقد رجلاً ثرياً من مشاهير السياسة والاعلام من يتزوج بامرأة تصغره بعقودٍ من الزمن. كان فرانسوا ميتران رئيس فرنسا الراحل يعاشر عشيقة ً بحكم زوجته٫ وأصغر منه سناً بكثير وحفظت سره الى ما بعد رحيله وأقرب اليه من زوجته الرسمية٫ ورسائل الغرام بينه وبينها تكشف عن حبه الكبير. لم ينتقده أحد يوماً ما.
ولكن هذه القاعدة رغم كل التصحيح السياسي اللفظي الذي يمارسه الناس هذه الأيام٫ تثير الاستهجان لو تزوجت امرأة رجلاً يصغرها بأكثر من عشرة أعوام او حتى الأقل من ذلك. رغم امتناع الناس عن انتقاد رئيس فرنسا مكرون المتزوج من امرأة تكبره بما يقارب ربع قرن من الزمان٫ ولكنه لم يسلم من سخرية الكثير منه. العرف في الغرب مثلاً استعمال مصطلح الصبي الدمية Toy Boy على المتزوج بمن هي أكبر منه.
لا حدود للرجل في اختيار زوجه في الغرب والشرق عموماً٫ وهناك معادلة غريبة يتم استعمالها اجتماعياً وهي لا بأس لرجل يتزوج او يعاشر أنثى عمرها نصف عمره زائداً ٧ أعوام. يمكن وضع المعادلة كالآتي:
إقرأ أيضا:تنخدع بالمظاهرعمر الزوجة = نصف عمر الرجل + ٧ أعوام.
البحوث الميدانية في هذا المجال ضعيفة ومعظمها استطلاعات رأي. النساء عموماً تفضل رجلاً في نفس العمر او يكبرها بعامين. الرجال غير ذلك وفي مختلف الإعمار يفضلون امرأة في العشرينيات من العمر٫ والغريب ان عمر ٢٥ عاماً يتم استعماله كعتبة ان وصلت اليها المرأة فلا حرج بان يتزوجها الرجل حتى وان دخل العقد السادس من العمر.
تأثير فارق العمر على الزواج
١ العامل الفكري والشخصي: الزواج أكثر من علاقة جسدية حميمية٫ وتتضمن حياة تتطلب مواجهة تحديات مشتركة وهوايات تجمع الطرفين٫ وتواصل فكري مستمر. الجانب الاجتماعي والثقافي في غاية الأهمية والمرأة التي تصغر زوجها بأكثر من ١٥ عاماً من جيل اخر له معتقداته الخاصة به.
٢ العامل الاقتصادي: الرجل الثري لا يصعب عليها الاختيار سواء كان ذلك في الغرب او الشرق. القاعدة الاقتصادية هي ان المرأة تختار الرجل الاكبر سناً لأسباب مادية بحتة حيث يوفر لها الزواج الاستقرار المادي الذي يسعى اليه الجميع. الزواج والإنجاب يدفع المرأة احياناً الى ترك العمل٫ ودخل الرجل يرتفع مع تقدمه في العمر.
ولكن الدراسات الميدانية لها استنتاج اخر. هناك دراسة دانماركية تابعت اخوات توأم تزوجن برجال من مختلف الاعمار واستنتجت بان معدل الدخل المادي لا يختلف بعد أعوام بين المرأة التي تزوجت من هو في عمرها او تلك التي تزوجت برجل يكبرها بعدة أعوام.
إقرأ أيضا:احلى كلام للزوج٣ الطلاق: اشتهرت قبل عدة أعوام دراسة ميدانية استنتجت بان احتمال الطلاق يرتفع بمقدار ١٨٪ إذا كان فارق العمر بين الرجل والمرأة خمسة أعوام او أكثر٫ مقارنة بأزواج في نفس العمر. بالطبع رقم ١٨٪ في مثل هذه الدراسة ليس هائلاً٫ ولكن دراسات أكبر من هذه الدراسة لم تجد اَي ارتفاع في معدلات الطلاق. اما الإحصاء الرسمي البريطاني فهو الاخر لم يجد اَي علاقة بين معدلات الطلاق وعمر الأزواج.
ولكن الحال يختلف عند زواج المرأة برجل يصغرها بعشرة أعوام او أكثر. الإحصائيات الرسمية تشير الى ان المرأة التي تجاوزت بعد عمر ٣٠ عاماً أكثر عرضة للطلاق ان تزوجت برجل يصغرها بعشرة أعوام.
تاثير فرق العمر على عمر الأزواج
معظم الدراسات في هذا المجال هو من الدول الإسكندنافية وهي عالية الثقة لدقة المعلومات. يبدوا ان عمر الزوج الذي يتزوج من امرأة أصغر منه أطول من عمر رجل متزوج من امرأة في نفس العمر. يفسر البعض هذه الظاهرة برعاية الزوجة لزوجها مع تقدم عمره. ولكن هناك من يفسر الظاهرة من زاوية أخرى وهي ان الرجل الأكثر صحة من غيره أكثر استعداد للزواج من امرأة تصغره.
إقرأ أيضا:كيفية جذب الفتياتولكن هذه القاعدة لا تنطبق على النساء. المرأة التي تتزوج من رجل أصغر منها سناً لا يطول عمرها ولا يوجد الدليل على استعداده اهدار طاقته لرعايتها.
الاستنتاج
الانسان يختار من يحب ولكن لكن ربما تقارب العمر أفضل من فجوة هائلة بين الزوجين