لا أحد يجهل سيرة سيدة الفن العباسي عريب ويتم تدريسها في الكثير من الجامعات العريقة الغربية للاطلاع على الابعاد الاجتماعية والسياسية والثقافية للعصر الذهبي للخلافة العباسية يوم كانت بغداد مركز الحضارة العالمية.
و لكن لماذا هذا الحديث عنها اليوم؟.
قال احدهم بان صاحبه تزوج شرعياً من امرأة تصغره بعشرات السنين. تلقت سيدة على الموضوع في أمسية الامس و قالت: الأدق من ذلك ان تقول اشتراها!!. هذه العبارة ارسلتني نحو سيرة عريب قبل أكثر من الف عام.
البعض لا ينصفها ويلقبها بمومس البلاط العباسي والاخر يصفها بانها سيدة الغناء والشعر الغنائي العربي وكانت ملكة الجماهير يومها ولم يملكها أحد.
ولدت عام ٧٩٧ ميلادية وفي منتصف عصر هارون الرشيد. يقال انها ولدت لجارية من جواري جعفر البرمكي وبعد نكسة البرامكة تولت رعايتها أمرآه نصرانية وباعتها وهي في عمر ٦ أعوام. من اشتراها حرص على تعليمها واكتشف مواهبها وابدعت الحديث والشعر والتلحين و العزف وانشدت أكثر من ألف اغنية كتبتها ولحنتها. كان مع الأمين وهي في عمر المراهقة واشتراها المأمون ب ٥٠ ألف درهم وبعده المعتصم ب ١٠٠ ألف درهم واعتقها. عاشرت ٨ من خلفاء بني العباس وتوفت وعمرها ٩٢ عاماً وكان حرة وام يوم رحيلها.
إقرأ أيضا:سجينآ حتى متىشعرها يعكس الحياة الاجتماعية والفكر الثقافي ايامها وولادة ما نسميه حركة انثوية وكانت تقول: ما تحتاجه المرآة من الرجل هو ان يكون ذكراً ورائحته طيبة ولا أكثر من ذلك. لم تحب سوى خادما اسمه صالح المنذري وتزوجته سراً فنفاه المتوكل وحينها انشدت:
اما الحبيب فقد مضى
بالرغم مني لا الرضا
أخطأت في تركي لمن
لم الق منه معوضا
أحسن معاملتها الواثق وقالت فيه:
اشكوا الى الله ما القى من الكمد
حسبي بربي ولا اشكوا الى أحد
اين الزمان الذي قد كنت ناعمة
في ظله بدنوي منك يا سيدي
واسال الله منك يفرحني
فقد كحلت جفون العين بالسهد
شوقا اليك وما تدري بما لقيت
نفسي عليك وما بالقلب من كمد
ولكن هل كانت الناس يومها تمجد عريب؟
من الصعب ان ترى مصدراً يقول لك بان عريب كانت تُطارد من قبل الناس و لم تتعرض الا للتوبيخ من قبل الخلفاء بين الحين والأخر بسبب شعرها وربما كان بيعها بأرقام خيالية لا يختلف تماما عن بيع وشراء المشاهير من لاعبي كرة القدم. هناك اتفاق تاريخي بان سعرها كجارية كان رقماً قياسيا.
و اختتم الحديث متأملا حديث مساء الامس في شعر و لحن لعريب تقول فيه: