المقدمة
الفصام هو حالة صحة عقلية طويلة الأمد تسبّب مجموعة من الأعراض النفسية المختلفة. بما في ذلك:
• هلوسات – سماع أو رؤية أشياء ليست موجودة
• أوهام – معتقدات غريبة لا تستند إلى الواقع وغالباً ما تتعارض مع الأدلة
• أفكار مشوشة تستند على هلوسات أو أوهام
• تغيرات في السلوك
غالباً ما يصف الأطباء الفصام كمرض ذهاني. ما يعني أحياناً عدم قدرة شخص على تمييز أفكاره و معتقداته عن الواقع.
لماذا يحدث الفصام؟
لم يُعرف السبب الدقيق للفصام. لكن، يعتقد معظم الخبراء أن الحالة ناتجة عن خليط من العوامل الوراثية والبيئية.
ويُعتقد أن أشياء معينة تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالفصام، يمكن لظروف معينة أن تثير الحالة.
من يُصاب به؟
الفصام هو أحد أكثر حالات الصحة الدماغية الخطيرة شيوعاً. حيث يعاني حوالي 1 من كل 100 شخص من الفصام في حياتهم، ويستمر العديد في عيش حياة طبيعية.
غالبا ما يتم تشخيص الفصام بين عمر 15 و 35. ويتأثر الرجال والنساء على حد سواء.
لا يوجد اختبار واحد للفصام. غالباً ما يتم تشخيصه بعد إجراء تقييم من قبل أخصائي الرعاية الصحية العقلية، طبيب الأمراض العقلية.
إقرأ أيضا:آلام الشرج – Anal Painمن المهم أن يتم تشخيص الفصام في أسرع وقت ممكن، لأن فرص الشفاء تتحسّن كلما تمت المعالجة بوقت أبكر.
كيف يتم علاج الفصام؟
عادة ما يتم التعامل مع الفصام بمجموعة من الأدوية والعلاج المناسب لكل فرد. وتكون في معظم الحالات، الأدوية المضادة للذهان والعلاج السلوكي الإدراكي.
عادة ما يتلقى الأشخاص المصابين بالفصام المساعدة من فريق الصحة العقلية المجتمعية، التي تقدم علاجاً ودعماً يومياً.
يتعافى العديد من الناس من الفصام، على الرغم من تعرضهم لنوبات عند عودة الأعراض (انتكاسات). ويمكن أن يساعد الدعم والعلاج على التقليل من تأثير الحالة على حياتك.
التعايش مع الفصام
من الممكن تقليل فرص الإصابة بانتكاسات حادة إذا تمت السيطرة على الفصام بشكل جيد. يمكن أن يشمل هذا:
• علامات مميزة لنوبات حادة
• تنناول الدواء كما يتم وصفه
• التحدث مع الآخرين حول الحالة
هناك العديد من الجمعيات الخيرية ومجموعات الدعم التي تقدم المساعدة والنصيحة حول التعايش مع الفصام. يجد معظم الناس أنه من المريح التحدث مع أشخاص آخرين يعانون من حالة مماثلة.
الأعراض
تعدّ التغييرات في التفكير والسلوك من أكثر علامات الفصام وضوحاً، لكن يمكن أن يواجه بعض الناس الأعراض بطرق مختلفة.
إقرأ أيضا:نصائح للتعامل مع علامات التشققعادة ما يتم تصنيف أعراض الفصام إلى إحدى فئتين: إيجابية وسلبية.
• تمثل الأعراض الإيجابية تغييراً في السلوك أو الأفكار، كالهلوسات أو الأوهام.
• تمثل الأعراض السلبية تراجع أو انعدام وظيفة تتوقع رؤيتها عادة عند الشخص السليم. على سبيل المثال، غالباً ما يظهر الأشخاص المصابين بالفصام بلا عواطف، فاتري الشعور وغير مبالين.
قد تتطور الحالة ببطء. فيكون من الصعب التعرف على العلامات الأولى للفصام، مثل أن يصبح معزولاً، غير مستجيب اجتماعياً أو يعاني تغييرات في أنماط النوم. ذلك لأن الأعراض الأولى غالباً ما تتطور خلال المراهقة ويمكن الخطأ بهذه التغييرات وحسابها “مرحلة” مراهقة.
يتعرض الأشخاص غالباً لنوبات من الفصام، التي تصبح الأعراض خلالها شديدة، وتليها فترات حيث يواجهون أعراض إيجابية قليلة أو معدومة. وهذا ما يُعرف باسم الفصام الحاد.
إذا كنت تعاني من أعراض الفصام، راجع طبيبك في أسرع ما يمكن. فكلما تمت معالجة الفصام بشكل أسرع، كلما كانت النتائج أكثر نجاحاً.
الأعراض الإيجابية للفصام
الهلوسة
الهلوسة هي عندما يعاني شخص من إحساس ما ليس هناك شيء أو شخص يبرّره. يمكن أن تنطوي الهلوسة على أي من الأحاسيس، لكن سماع الأصوات هي الأكثر شيوعاً.
تكون الهلوسات حقيقية جداً للأشخاص الذين يعانون منها، على الرغم من عدم تمكن الأشخاص حولهم من سماع الأصوات أو اختبار الأحاسيس. أظهر البحث الذي يستخدم جهاز تصوير الدماغ تغييرات في منطقة الكلام في الدماغ عند الأشخاص المصابين بالفصام عند سماعهم الأصوات. وتُظهر هذه الدراسات تجربة سماع الأصوات كتجربة حقيقية، كما لو أن الدماغ أخطأ بالأفكار وحسبها أصواتاً حقيقة.
إقرأ أيضا:آلام الظهر في الحمليصف بعض الأشخاص الأصوات التي يسمعونها بأنها ودودة وممتعة، ولكنها تكون في أغلب الأحيان فظّة، ناقدة، مؤذية أو مزعجة. قد تصف الأصوات الأنشطة التي تجري، تناقش أفكار السامع وسلوكه، وتعطي تعليمات أو تتحدث مباشرة إلى الشخص. وقد تأتي الأصوات من أماكن مختلفة أو مكان واحد خصوصاً، مثل التلفزيون.
الأوهام
الوهم هو اعتقاد مدعّم باقتناع كامل، على الرغم من أنه يقوم على نظرة خاطئة، غريبة أو غير واقعية. قد يؤثر على الطريقة التي يتصرف بها الناس. يمكن أن تبدأ الأوهام فجأة أو قد تتطور على مدى أسابيع أو أشهر.
يطور بعض الناس فكرة وهمية لتفسير هلوسة لديهم. على سبيل المثال، إذا سمعوا أصواتاً تصف أفعالهم، قد يتولّد لديهم وهم أن هناك شخص ما يراقب أفعالهم. وقد يعتقد شخص يعاني من وهم جنون العظمة أنه يتعرض للاضطهاد أو التعذيب. قد يعتقد أن هناك من يطارده، يلاحقه، يتآمر ضده أو يسممه، ويكون غالباً أحد أفراد العائلة أو صديق.
يجد بعض الناس الذين يعانون من الأوهام معاني مختلفة في الأحداث والحوادث اليومية. قد يعتقدون أن الناس على شاشة التلفزيون أو في المقالات الصحفية يوصلون رسائل لهم وحدهم، أو أن هناك رسائل خفية في ألوان السيارات المارة في الشارع.
أفكار مشوشة (اضطراب الفكر)
يكون لدى الأشخاص الذين يعانون الذهان صعوبة في تتبع أفكارهم و أحاديثهم. فقد يجد بعضهم صعوبة في التركيز وسينتقلون من فكرة إلى أخرى. قد يعانون صعوبة في قراءة مقالات صحفية أو مشاهدة برنامج تلفزيوني. ويصف الناس أفكارهم أحياناً بأنها ‘ضبابية’ أو ‘غامضة’ عند حدوثها. قد تختلط الأفكار والكلام أو تتشوش، ممّا يجعل فهم المحادثة صعباً وشاقاً على الأشخاص الآخرين.
التغييرات في السلوك والأفكار
قد يصبح السلوك أكثر اضطراباً وغير متوقعاً، وقد يبدو المظهر أو اللباس غريباً للآخرين. ربما يتصرف الشخص الذي يعاني من الفصام بشكل غير لائق، أو يصبح منفعلاً لحد كبير ويصرخ ويلقي شتائم دون سبب.
يصف بعض الأشخاص أفكارهم بأنها محكومة من شخص آخر، أفكارهم ليست لهم، أو أن الأفكار قد زُرعت في أذهانهم من قبل شخص آخر. بالإضافة لشعور معروف آخر وهو أن الأفكار تختفي، كما لو أن شخص ما يقوم بإزالتها من أذهانهم.
ويشعر البعض أنه قد تم سلب أجسادهم وأن شخصاً آخر يقوم بتوجيه حركاتهم وأفعالهم.
الأعراض السلبية لمرض الفصام
يمكن أن تظهر الأعراض السلبية للفصام غالباً قبل عدة سنوات من تعرض شخص ما لأول نوبة فصام حادة. وغالباً ما يُشار إلى الأعراض السلبية الأولية هذه بأنها الدور البادري للفصام.
عادة ما تظهر الأعراض خلال الدور البادري تدريجياً وتزداد سوءاً ببطء. وتشمل أن يصبح الشخص أكثر عزلة اجتماعياً و أن يعاني من تزايد في قلة الإهتمام بالمظهر والنظافة الشخصية.
قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كانت الأعراض جزءاً من تطور الفصام أو ناجمة عن شيء آخر. تشمل الأعراض السلبية التي يعاني منها الأشخاص الذين يعيشون مع فصام ما يلي:
• فقدان الإهتمام والدافع في الحياة والنشاطات، بما في ذلك العلاقات والجنس
• عدم القدرة على التركيز، عدم الرغبة في الخروج من المنزل وتغييرات في أنماط النوم
• عدم القدرة على بدء أحاديث والشعور بعدم الارتياح مع الناس، أو شعور بأن ليس هناك شيء لقوله
غالباً ما تؤدي الأعراض السلبية للفصام إلى مشاكل في العلاقات مع الأصدقاء والعائلة حيث يمكن أن يخطؤوا أحياناً ويحسبوها كفظاظة أو كسل متعمّد.
الأسباب
لم تُعرف الأسباب الدقيقة للفصام، لكن أشارت البحوث أنه يمكن لمجموعة من العوامل البدنية، الوراثية، النفسية والبيئية أن تجعل أشخاصاً أكثر عرضة للإصابة بالحالة.
الاعتقاد الحالي هو أن يكون بعض الأشخاص اكثر عرضة للفصام، ربما تؤدي الحياة العاطفية والمجهدة إلى نوبة ذهان. ولكن لم يُعرف لمَ يصاب بعض الأشخاص بأعراض لا يصاب بها آخرون.
المحفّزات
المحفّزات هي الأشياء التي يمكن أن تسبّب الفصام عند الأشخاص الذين يكونون تحت الخطر. و تشمل هذه الأعراض:
الإجهاد
تعد أحداث الحياة المرهقة من محفّزات الفصام الرئيسية وتشمل الفجيعة، فقدان عمل أو منزل، طلاق أو انتهاء علاقة، أو إيذاء بدني، جنسي، عاطفي أو عنصري. لا تسبّب هذه الأنواع من التجارب الفصام، برغم أنها مرهقة، إلا أنها تؤدي للإصابة بالفصام عند شخص يكون عرضة للإصابة به فعلاً.
تعاطي المخدرات
لا تسبّب المخدرات الفصام مباشرة، ولكن أظهرت الدراسات أن سوء استخدامها يزيد من خطر الإصابة بالفصام أو بمرض مماثل.
قد تحفّز مخدرات معينة، خصوصاً الحشيش، الكوكايين، ثنائي إيثيلاميد حامض الليسرجيك أو الأمفيتامينات، بعض أعراض الفصام، وخاصة عند الأشخاص الذين هم عرضة للإصابة. يمكن أن يؤدي استخدام الأمفيتامينات أو الكوكايين إلى الذهان وأن يسبّب انتكاسة عند الأشخاص الذين يتعافون من نوبة سابقة.
وقد أظهرت ثلاث دراسات رئيسية أن المراهقين دون سن 15 الذين يستخدمون الحشيش بشكل منتظم، وخصوصاً ‘شونك’ و أشكال أخرى من المخدرات أكثر فعالية، تكون نسبة إصابتهم بالفصام ما يصل إلى أربع مرات أكثر قبل عمر ال26.
عوامل الخطر
تشمل الأشياء التي تزيد من فرص تطور الفصام ما يلي:
الوراثة
يميل الفصام للإنتشار في العائلات، ولكن لا يعد أي مورّث فردي مسؤولاً عن ذلك. فالأكثر احتمالاً هو أن مجموعة مختلفة من المورثات تجعل الناس أكثر عرضة لهذه الحالة. ومع ذلك، لا يعني وجود هذه الجينات بالضرورة أنك ستصاب بالفصام.
الدليل أن الاضطراب يورث جزئياً يأتي من دراسات على توأمين متطابقين ترعرعا بشكل منفصل. تمت مقارنتهما مع توأمين غير متطابقين ترعرعا بشكل منفصل و مع عامة الناس. بالنسبة للتوأمين المتطابقين الذين ترعرعا بشكل منفصل، إذا أُصيب التوأم الأول بالفصام فإن فرصة إصابة التوأم الآخر بالفصام هي واحد من اثنين. بالنسبة للتوأمين غير المتطابقين، الذين يتشاركون نصف المكونات الوراثية لبعضهم البعض فقط، عندما يُصاب أحد التوأمين بالفصام، فإن فرصة إصابة التوأم الآخر بالفصام تكون واحد من سبعة.
في حين أن هذا المعدل أعلى لدى عامة السكان (حيث تكون الفرصة حوالي واحد من 100)، إلا أنه يشير أن الجينات ليست العامل الوحيد الذي يؤثر على تطور الفصام.
نمو الدماغ
أظهرت العديد من الدراسات عن الأشخاص المصابين بالفصام وجود اختلافات دقيقة في بنية أدمغتهم وتغييراً صغيراً في توزيع أو عدد خلايا الدماغ. لا يمكن رؤية هذه التغيرات عند كل شخص مصاب بالفصام ويمكن حدوثها عند الأشخاص الغير مصابين بمرض عقلي. وتشير أن الفصام قد يكون اضطراب جزئي في الدماغ.
الناقلات العصبية
هي المواد الكيميائية التي تنقل الرسائل بين خلايا الدماغ. هناك علاقة بين الناقلات العصبية والفصام حيث تُعرف الأدوية التي تغير مستويات الناقلات العصبية في الدماغ بأنها تخفف بعض أعراض الفصام.
تشير الأبحاث أن سبب الفصام قد يكون تغييراً في مستوى اثنين من الناقلات العصبية، الدوبامين والسيروتونين. تكشف بعض الدراسات أن اختلال التوازن بين الاثنين قد يكون أساس المشكلة. وتجد أخرى أن تغيراً في حساسية الجسم للناقلات العصبية هي جزء من سبب الفصام.
مضاعفات الحمل والولادة
على الرغم من أن تأثير مضاعفات الحمل والولادة صغير جداً، لكن أظهرت الأبحاث أن الحالات التالية قد تجعل شخصاً ما أكثر عرضة للإصابة بالفصام في وقت لاحق من حياته:
• نزيف أثناء الحمل، سكري الحمل أو تسمم الحمل
• نمو غير طبيعي للطفل في الرحم، بما في ذلك انخفاض الوزن عند الولادة أو انخفاض كفاف الرأس
• التعرض لفيروس أثناء وجوده في الرحم
• مضاعفات أثناء الولادة، مثل نقص الأوكسجين (الإختناق) والعمليات القيصرية الطارئة
الاختبارات
لا يوجد اختبار واحد للفصام. عادة ما يتم تشخيص الحالة بعد تقييم من قبل اختصاصي في مجال الصحة العقلية.
إذا كنت قلقاً من إصابتك بأعراض الفصام، راجع طبيبك في أقرب وقت ممكن. كلما تمت معالجة الفصام في وقت مبكر، كلما كانت النتائج أكثر نجاحاً.
سيسأل طبيبك عن أعراضك ويتحقق ما إذا كانت نتيجة لأسباب أخرى، مثل تعاطي المخدرات الترفيهية.
فريق الصحة العقلية المجتمعية
إذا تم الاشتباه بالفصام، فيُحتمل أن يقوم طبيبك بإحالتك إلى فريق الصحة العقلية المحلي.
تتكون فرق الصحة العقلية المجتمعية من مختلف أخصائيي الصحة العقلية الذين يقدمون الدعم للأشخاص المصابين بحالات صحية عقلية معقدة.
سيقوم عضو في فريق الصحة العقلية المجتمعية، يكون عادة طبيب نفسي أو طبيب أمراض عقلية، بإجراء تقييم أكثر تفصيلاً للأعراض. وسيرغب أيضاً في معرفة التاريخ الشخصي والظروف الحالية.
للقيام بالتشخيص، يقوم معظم أخصائيي رعاية الصحة العقلية باستخدام ‘قائمة تحقق للتشخيص’، حيث يشير وجود أعراض أو علامات معينة أن الشخص مصاب بالفصام.
يمكن تشخيص الفصام عادة إذا:
• لديك اثنين على الأقل من الأعراض التالية: الأوهام، الهلوسة، سلوك أو أفكار مضطربة أو وجود أعراض سلبية، مثل تسطّح العواطف.
• كان لأعراضك تأثير كبير على قدرتك على العمل، الدراسة أو أداء المهام اليومية.
• واجهت أعراضاً لأكثر من ستة أشهر.
• قد تم استبعاد كل الأسباب الممكنة الأخرى، مثل تعاطي المخدرات الترفيهية أو الإكتئاب.
أمراض ذات صلة
قد لا يكون ما إذا كان شخص ما مصاباً بالفصام واضحاً أحياناً. إذا عانيت من أعراض أخرى في الوقت نفسه، فقد يكون هناك سبب لاعتقاد طبيب الأمراض العقلية أن لديك مرضاً عقلياً مرتبطاً بذلك.
يوجد العديد من الأمراض العقلية ذات الصلة مشابهة للفصام. لذا سيسألك طبيب الأمراض العقلية كيف أثّر المرض بك فيتأكد بالتالي أنك مصاب بالفصام وليس بمرض عقلي آخر مثل:
• اضطراب ذو اتجاهين (الإكتئاب الهوسي). تتراوح الفترات عند المصابين باضطراب ذو اتجاهين من فترات هوس (ارتفاع في المزاج، سلوك مفرط النشاط والحماس) إلى فترات من الإكتئاب العميق. ويسمع بعض الأشخاص المصابين باضطراب ذو اتجاهين أصواتاً أو يتعرضون لأنواع أخرى من الهلوسات أو قد تتولد لديهم أوهام.
• اضطراب فصامي عاطفي.غالباً ما يوصف الإضطراب الفصامي العاطفي كشكل من أشكال الفصام لأن أعراضه تشبه الفصام والإضطراب ذو الاتجاهين. ولكن يعدّ الاضطراب الفصامي العاطفي مرضاً عقلياً بحد ذاته. قد يحدث مرة واحدة فقط في حياة الشخص أو قد يتكرر بشكل متقطع، غالباً عندما يحفّزه التوتر.
الحصول على مساعدة من أجل شخص آخر
نظراً لأنماط الأفكار الوهمية لديهم، قد يتردد الأشخاص المصابين بالفصام من زيارة الطبيب إذا اعتقدوا أنه لا شيء لديهم على غير ما يرام.
إذا تعرض الشخص لنوبة فصام حاد لأول مرة، فمن الضروري أن يقوم صديق، قريب أو أحد أسرته بإقناعه بزيارة الطبيب. في حالة كانت نوبة الفصام تتفاقم بسرعة، قد تحتاج للذهاب إلى قسم الحوادث والطوارئ حيث تتوفر خدمة طبيب الأمراض العقلية.
إذا رفض الشخص الذي يعاني من نوبة فصاد حاد طلب المساعدة يُعتقد أن ذلك يمثل خطراً عليه أو على الآخرين، فيمكن أن يطلب أحد الأقرباء المقربين إجراء تقييم صحة عقلية.
بعد التشخيص
إذا تم تشخيص حالتك ( صديقك أو قريبك) بالفصام، ستشعر بالقلق حول ما سيحدث. قد تقلق بسبب وصمة العار المتعلقة بالحالة، أو تشعر بالخوف والعزلة. من المهم أن تتذكر أن التشخيص يمكن أن يكون خطوة إيجابية نحو الأفضل، وإن المعلومات المباشرة حول المرض وأنواع العلاج والخدمات متوفرة.
العلاج
النوبات الحادة
قد يحتاج الناس الذين يعانون من أعراض ذهانية خطيرة ناجمة عن نوبة فصام حادة مستوى أعلى من الرعاية المكثفة ممّا يمكن أن يوفره فريق الصحة العقلية المجتمعية .
عادة ما يتم علاج هذه النوبات بالأدوية المضادة للذهان (انظر أدناه) والرعاية الخاصة.
الحجز الطوعي والإلزامي
قد تتطلب نوبات الفصام الحاد الأكثر خطورة إدخالاً لجناح الأمراض العقلية في مستشفى أو عيادة. يمكنك أن تسلّم نفسك طوعاً لمستشفى إذا وجد الطبيب الأمراض العقلية ذلك ضرورياً.
يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الفصام ويتم حجزهم قسراً إلى البقاء في أجنحة مغلقة.
سيبقى جميع الأشخاص الذين تمت معالجتهم في المستشفى فقط للمدة الضرورية لتلقي العلاج المناسب وترتيب العلاج اللاحق.
مضادات الذهان
يُنصح عادة بمضادات الذهان كعلاج أولي لأعراض نوبة الفصام الحاد. تعمل مضادات الذهان عن طريق منع تأثير الناقل العصبي الكيميائي في الدماغ.
يمكن أن تقلّل مضادات الذهان مشاعر التوتر والعدوانية خلال عدة ساعات من استخدامها، لكن قد يستغرق الأمر عدة أيام أو أسابيع لتخفيف الأعراض الأخرى مثل الهلوسات أو الأفكار الوهمية.
يمكن أن تؤخذ مضادات الذهان عن طريق الفم (كحبوب) أو تعطى كحقنة (تُعرف باسم ‘مدخَر’). تتوفر العديد من مضادات الذهان ‘بطيئة الإطلاق’. تتطلب هذه حصولك على حقنة واحدة كل ثلاث إلى أربع أسابيع.
قد تحتاج مضادات الذهان حتى تنتهي نوبة الفصام فقط. لكن يأخذ معظم الناس الدواء لسنة أو اثنتين بعد نوبة الذهان الأولى لمنع حدوث المزيد من نوبات الفصام الحاد ولمدة أطول إذا عاد المرض.
هناك نوعان رئيسيان من مضادات الذهان:
• مضادات الذهان النمطية هي الجيل الأول من مضادات الذهان وتطورت خلال خمسينيات القرن التاسع عشر.
• مضادات الذهان غير النمطية هي الجيل الأحدث من مضادات الذهان وتطورت خلال تسعينيات القرن التاسع عشر.
يوصى عادة بمضادات الذهان غير النمطية كخيار أول بسبب أنواع الآثار الجانبية المرتبطة باستخدامها. ومع ذلك، فهي ليست مناسبة أو فعّالة للجميع.
يمكن أن تسبّب كلا مضادات الذهان النمطية وغير النمطية آثاراً جانبية، برغم عدم معاناة الجميع منها واختلاف شدتها من شخص لآخر.
تشمل الآثار الجانبية لمضادات الذهان النمطية ما يلي:
• اهتزاز
• ارتعاش
• نفضات عضلية
• تشنجات عضلية
تشمل الآثار الجانبية لمضادات الذهان النمطية وغير النمطية على حد سواء ما يلي:
• النعاس
• زيادة الوزن، خاصة مع بعض مضادات الذهان غير النمطية
• عدم وضوح الرؤية
• الإمساك
• عدم وجود الدافع الجنسي
• جفاف الفم
أخبر طبيبك عندما تصبح الآثار الجانبية شديدة. فقد يتواجد مضاد ذهان بديل يمكنك أخذه أو أدوية إضافية تساعدك على التعامل مع الآثار الجانبية.
لا توقف مضادات الذهان قبل استشارة طبيبك أو الأخصائي النفسي أولاً. فإذا قمت بذلك، يمكن أن تُصاب بانتكاسة أعراض.
العلاج النفسي
يمكن أن يساعد العلاج النفسي الأشخاص الذين يعانون من الفصام على التعامل بشكل أفضل مع أعراض الهلوسة والأوهام.
ويمكن أن يساعد أيضاً في علاج بعض الأعراض السلبية للفصام، مثل اللامبالاة أو فقدان المتعة.
تشمل العلاجات النفسية الشائعة ما يلي:
العلاج السلوكي الإدراكي
العلاج السلوكي الإدراكي ويهدف إلى المساعدة في تحديد أنماط التفكير التي تسبّب مشاعر وسلوك غير مرغوب فيها، وتعلّم استبدال هذا التفكير بأفكار مفيدة و أكثر واقعية.
على سبيل المثال، قد تتمكن من تمييز أمثلة من التفكير الوهمي في نفسك. وقد تتلقى بعدها المساعدة والنصيحة حول كيفية تجنب الرد على هذه الأفكار.
يحتاج معظم الناس 8-20 جلسة من العلاج السلوكي الإدراكي على فترة من 6-12 شهراً. عادة ما تستمر جلسات العلاج السلوكي الإداركي لساعة تقريباً.
ينبغي أن يكون الطبيب قادراً على ترتيب إحالة إلى أخصائي العلاج السلوكي الإدراكي.
العلاج الأسري
يعتمد العديد من الأشخاص المصابين بالفصام على أفراد العائلة من أجل الرعاية والدعم. في حين يكون معظم أفراد الأسرة سعداء بالمساعدة، لكن يمكن أن يضع الإهتمام بشخص مصاب بالفصام عبئاً على أي عائلة.
يعد العلاج الأسري وسيلة لمساعدتك ومساعدة عائلتك على التعامل بشكل أفضل مع الحالة.
يتضمن العلاج الأسري سلسلة من لقاءات غير رسمية على مدى فترة 6 أشهر تقريباً. قد تشمل اللقاءات ما يلي:
• مناقشة معلومات عن الفصام
• استكشاف سبل دعم شخص مصاب بالفصام
• اختيار كيفية حل المشاكل العملية التي يمكن أن تسبّبها أعراض الفصام
تحدث إلى طبيبك إذا اعتقدت أنه من الممكن أن تستفيد مع عائلتك من العلاج الأسري.
العلاج بالفنون
صُمّمت العلاجات بالفنون لتعزيز التعبير الإبداعي. يمكن أن يسمح لك العمل مع أخصائي علاج بالفنون في مجموعة صغيرة أو فردياً بالتعبير عن تجربتك مع الفصام. يجد معظم الأشخاص أن التعبير عن أشياء بطريقة غير لفظية من خلال الفنون يمكن أن يقدم تجربة جديدة عن الفصام ويساعد في تطوير طرق جديدة للتعامل مع الآخرين.
أثبتت العلاجات بالفنون بأنها تخفّف الأعراض السلبية للفصام عند بعض الأشخاص.قراءة أقل
نمط الحياة
يشفى معظم الأشخاص المصابين بالفصام، على الرغم أن بعضهم يواجه عودة متكررة للأعراض (انتكاسات).
بوجود الدعم والعلاج، قد تكون قادراً على السيطرة على حالتك فلا يكون لها تأثير كبير على حياتك.
اكتشاف علامات نوبة فصام حاد
يمكن أن يساعدك تعلم كيفية تمييز العلامات التي تدل على أنك أصبحت مريضاً على إدارة مرضك. يمكن أن يشمل هذا فقدان شهيتك، شعور بالقلق أو التوتر أو وجود اضطراب في النوم. قد تلاحظ أيضاً تطور أعراض خفيفة، مثل الشعور بالارتياب أو الخوف، القلق من دوافع الناس، سماع أصوات بشكل مستمر أو متقطع، أو إيجاد صعوبة في التركيز. قد ترغب أيضاً في سؤال شخص ما تثق به إذا لاحظ تغييراً في سلوكك.
من المفيد تمييز العلامات الأولية لنوبة الفصام الحاد، حيث يمكن منعها من خلال استخدام أدوية مضادة للذهان ومزيد من الدعم.
إذا تعرضت لنوبة فصام أخرى، يجب أن يُتبع ذلك بخطة رعاية مكتوبة، خاصة تقرير مُسبق أو خطة أزمة. ستتضمن خطة الرعاية العلامات المحتملة لانتكاسة متطورة والخطوات التي يجب إجراؤها، بما في ذلك أرقام الطوارئ.
تجنب المخدرات والكحول
بينما يُحتمل أن تقدم الكحول والمخدرات راحة من أعراض الفصام على المدى القصير، إلا أنها تجعل الأعراض أسوأ على المدى الطويل. يمكن للكحول أن يسبب الإكتئاب والذهان، بينما قد تجعل المخدرات غير المشروعة فصامك أسوأ.
يمكن أن تتفاعل المخدرات والكحول مع أدوية مضادات الذهان بشكل سيء.
تناول الدواء
من المهم أن تتناول دواءك حسب الوصفة، حتى لو بدأت تشعر بالتحسن. حيث يمكن أن يساعد الإستمرار في الدواء في منع الإنتكاسات. إذا كان لديك أسئلة أو استفسارات حول الأدوية التي تتناولها أو أي آثار جانبية، تحدث إلى طبيبك أو طبيب الأمراض العقلية.
قد يكون من المفيد أيضاً قراءة نشرة المعلومات التي تأتي مع الدواء، لمعرفة التفاعلات الممكنة مع الأدوية الأخرى أو المكملات الغذائية. ومن الأفضل أن تتحقق من فريق الرعاية إذا كنت تنوي استخدام علاجات دون وصفة، مثل المسكّنات، أو أي مكمّلات غذائية. حيث يمكن أن تتداخل هذه أحياناً مع دوائك.
المراجعات الدوريّة
كجزء من طريقة برنامج الرعاية، ستكون على اتصال منتظم مع فريق الرعاية الصحية. العلاقة الجيدة مع الفريق تعني أنه بإمكانك مناقشة أعراضك وما يقلقك بسهولة. كلما عرف الفريق أكثر عن حالتك، كلما استطاع مساعدتك أكثر.
الرعاية الذاتية
تعتبر الرعاية الذاتية جزءاً أساسياً من الحياة اليومية. هذا يعني أن تتحمل مسؤولية صحتك وسلامتك بدعم من المعنيين برعايتك.
وتشمل الرعاية الذاتية الأشياء التي تقوم بها كل يوم للبقاء سليماً، الحفاظ على صحة بدنية وعقلية جيدة، الوقاية من المرض أو الحوادث، والتعامل بشكل فعال مع الأمراض البسيطة والحالات المرضية طويلة الأمد.
يمكن للناس الذين يتعايشون مع حالات مرضية طويلة الأمد أن يستفيدوا كثيراً إذا تلقوا الدعم للرعاية الذاتية. يمكن لهم أن يعيشوا مدةً أطول، يعانوا ألماً، قلقاً، اكتئاباً وتعباً أقل، يحصلوا على نوعية أفضل من الحياة ويكونوا أكثر نشاطاً واستقلالاً.
الحياة الصحية
فضلا عن رصد صحتك العقلية، يجب أن يراقب الطبيب و فريق الرعاية الصحية صحتك الجسدية. ويكون أسلوب حياة صحي، يتضمن نظام غذائي متوازن مع الكثير من الفواكه والخضروات، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، جيداً بالنسبة لك ويمكن أن يقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو مرض السكري.
تجنب الكثير من التوتر واحصل على قدر مناسب من النوم.
عليك القيام بفحص طبي مرة واحدة في السنة على الأقل لمراقبة خطر تطور أمراض القلب والأوعية الدموية أو مرض السكري. سيشمل هذا تسجيل وزنك، فحص ضغط دمك وإجراء أية اختبارات دم مناسبة.
التوقف عن التدخين
معدلات التدخين عند الأشخاص المصابين بالفصام أعلى ثلاث مرات مما هي عليه عند عامة السكان. إذا كنت مدخناً، فأنت في خطر أعلى للإصابة بسرطان، أمراض القلب والسكتة الدماغية.
التوقف عن التدخين له فوائد صحية طويلة وقصير الأمد.
ما الذي يمكن للعائلة، الأصدقاء والشركاء القيام به للمساعدة؟
يلعب الأصدقاء، الأقارب والشركاء دوراً أساسياً في مساعدة الأشخاص المصابين بالفصام على التعافي وجعل الإنتكاسة أقل احتمالاً.
من المهم جداً عدم إلقاء اللوم على الشخص المصاب بالفصام أو أن تقول له “أن يستعيد اتزانه”، أو إلقاء اللوم على أشخاص آخرين. عندما تتعامل مع صديق أو قريب لديه مرض عقلي، من المهم أن تبقى إيجابياً وداعماً.
بالإضافة لدعم شخص مصاب بالفصام، قد ترغب في الحصول على دعم للتعامل مع مشاعرك.
يجب أن يحاول الأصدقاء والأسرة فهم ما هو الفصام، كيف يؤثر على الناس، وأفضل السبل التي يمكن أن تساعد. حيث يمكن أن يوفروا الدعم العملي والعاطفي، وأن يشجعوا الناس على طلب الدعم والعلاج المناسبين. قد يعرض عليك العلاج الأسري كجزء من العلاج. يمكن أن يقدم هذا دعماً ومعلومات بالنسبة للشخص المصاب بالفصام وعائلته.
يمكن أن يلعب الأصدقاء والعائلة دوراً أساسياً من خلال رصد الحالة العقلية للشخص، مراقبة أي علامات لانتكاسه،
تشجيعه على أخذ الدواء وحضور المواعيد الطبية.
إذا كنت القريب الأقرب لشخص مصاب بالفصام، فإن لديك حقوقاً معينة يمكن استخدامها لحماية مصالح المريض. يشمل هذا أن تطلب هيئة الخدمات الاجتماعية المحلية أخصائي صحة عقلية للنظر ما إذا يجب حجز الشخص المصاب بالفصام في المستشفى.
المضاعفات
الإكتئاب والإنتحار
يمر العديد من الناس المصابين بالفصام بفترات الإكتئاب. لا تتجاهل هذه الأعراض. فإذا لم يُعالج الإكتئاب، يمكن أن يتفاقم ويؤدي إلى أفكار انتحارية.
وقد أظهرت الدراسات أن لدى الأشخاص المصابين بالفصام فرصة أكبر للإنتحار.
إذا شعرت بالإحباط خلال الشهر الأخير ولم تعد تجد المتعة في أشياء كنت تستمتع بها، فقد تكون مصاباً بالإكتئاب. لذا راجع طبيبك للحصول على المشورة والعلاج.
الإبلاغ فوراً عن أي أفكار انتحارية لطبيبك أو لطبيب الأمراض العقلية.
علامات تحذيرية للإنتحار
تشمل العلامات التحذيرية التي تدل أن شخصاً مصاباً بالإكتئاب يفكر بالإنتحار ما يلي:
• القيام بتدابير نهائية، مثل التخلي عن الممتلكات، كتابة وصية أو يقول وداعاً للأصدقاء
• الحديث عن الموت أو الإنتحار. قد يكون هذا عبارة مباشرة مثل، “كنت أتمنى لو كنت ميتاً،” أو عبارات غير مباشرة مثل “أعتقد أن الأموات يجب أن يكونوا أكثر سعادة منا” أو “ألن يكون من الجميل أن تذهب للنوم ولا يستيقظ أبداً ؟ ”
• إيذاء النفس، مثل قطع أذرعهم أو الساقين أو حرق أنفسهم بالسجائر
• ارتفاع مزاجي مفاجئ، وهو ما قد يعني أن الشخص قد قرر الإنتحار ويشعر أنه أفضل بسبب قراره
مساعدة صديق أو قريب ذو ميل للإنتحار
إذا رأيت أي من هذه العلامات التحذيرية:
• اطلب مساعدة أخصائي لهذا الشخص، من خدمة طبيب أمراض عقلية في قسم الحوادث والطوارئ المحلي مثلاً.
• دعه يعلم أنه ليس وحيداً وأنك تهتم به.
• قدّم دعمك لإيجاد حلول أخرى لمشاكله.
إذا شعرت أن هناك خطر فوري للشخص الذي يريد الإنتحار، لازمه ودع شخصاً آخر يبقى معكما وأزل كل وسائل الإنتحار الموجودة، مثل الأدوية والأدوات الحادة.