الصحة

التهاب المفاصل الروماتويدي – Rheumatoid Arthritis

التهاب المفاصل الروماتويدي - Rheumatoid Arthritis

المقدمة

التهاب المفاصل الروماتويدي هو حالة صحية تسبّب الألم والتورم للمفاصل. وتتأثر عادة كل من اليدين، الأرجل والمعصمين، لكن يمكنه أن يلحق ضرراً بأجزاء أخرى من الجسم.

ما هي الأعراض؟

يمكن أن يسبّب التهاب المفاصل الروماتويدي تورم المفاصلك، التصلب، ويجعلكم تشعرون بالإعياء والتعب بشكل عام. هذا وتتنوع الأعراض عادةً مع مرور الوقت، وتتراوح بين المعتدلة والشديدة.

كما يمكن لهذه الحالة الصحية أن تكون مؤلمة جداً، وتجعل الحركة والمهام اليومية صعبة في بعض الأحيان.

حالما تزيد الأعراض سوءاً، يعرف هذا باشتدادات المرض أو الانفجار. حيث يكون من الصعب التنبؤ باشتداد المرض، الذي يجعل من التهاب المفاصل الروماتويدي أمراً لا يمكن التعايش معه.

من هم المصابون؟

تظهر هذه الحالة الصحية عند النساء بشكل متكرر أكثر من الرجال. ويكون أكثر شيوعاً في الأعمار بين الـ 40 والـ 70، إلا أنه قد يصيب الأشخاص في أي عمر.

لماذا يحدث؟

إن التهاب المفاصل الروماتويدي هو أحد أمراض المناعة الذاتية. يحدث هذا عندما يهاجم جهازكم المناعي -الذي يحارب العدوى عادةً- الخلايا التي تبطن المفاصل، ويجعلها متورمة، ومتصلبة ومؤلمة. مع مرور الوقت، قد يتلف هذا المفصل نفسه، الغضروف والعظمة القريبة.

علاج التهاب المفاصل الروماتويدي

لا يوجد علاج معروف لالتهاب المفاصل الروماتويدي. ومع ذلك، يمكن للتشخيص المبكر والعلاج أن يسيطرا على الأعراض ويساعدا على تجنب العجز.

إقرأ أيضا:طريقة إرجاع الرحم إلى مكانه

تشمل خيارات العلاج:

•     الدواء – لتخفيف الأعراض أو إبطاء تقدّم الحالة الصحية

•     الجراحة – لتصحيح مشاكل المفصل

•     العلاجات الداعمة – مثل العلاج الطبيعي

•     العلاجات المكمّلة – مثل التدليك أو الوخز بالإبر، والتي يجدها بعض الناس مفيدة

حالياً، لا يمكن منع التهاب المفاصل الروماتويدي طالما أن المحفّز الدقيق للحالة الصحية غير معروف. وعلى الرغم من أنه يمكن للفيروسات والبكتيريا أن تكون مشاركة، إلا أن الأبحاث ليست حاسمة حتى الآن.

المضاعفات

قد تؤدي الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي إلى العديد من الحالات الصحية التي يمكن أن تسبّب أعراضاً إضافية.

والمضاعفات الأكثر شيوعاً هي متلازمة النفق الرسغي والتهاب مناطق أخرى من الجسم مثل الرئتين، القلب والعينين.

الأعراض

عادة ما تتطور أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي تدريجياً. غالباً يتم الإحساس بها في المفاصل الصغيرة أولاً، مثل أصابع اليدين وأصابع القدمين، على الرغم من إمكانية إصابة الكتفين والركبتين في وقت مبكر، حيث يمكن لتصلب العضلات أن يكون ميزة بارزة مبكرة.

اشتدادات المرض

تختلف أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي من شخص لآخر. ويمكن أن تأتي وتذهب، وربما تتغير مع مرور الوقت. سوف تواجه اشتدادات المرض أحياناً عندما تتدهور حالتك الصحية وتصبح أعراضك أكثر حدة وشدة.

إقرأ أيضا:هل التبول اللاإرادي وراثي؟

ويمكن أن تواجه اشتداداً في المرض في أي وقت من النهار أو الليل. ومع ذلك، ربما تكون أعراضكم أكثر إيلاماً حالما تستيقظ ثمّ تبدأ بالسكون مع تقدم اليوم وعندما تبدأ باستخدام وثني مفاصلك.

الأعراض

وتُذكر أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي أدناه

الألم

عادة ما يكون نوع الألم على شكل خفقان ووجع. يزداد سوءاً في الصباح غالباً وبعد البقاء جالساً لفترة من الوقت. ويظهر الألم عادةً بينما ترتاح، وليس بعد النشاط.

الصلابة

يمكن أن تصبح المفاصل المصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي قاسية، وخصوصاً في الصباح. لكن عادة ما يزول التيبّس الصباحي المرتبط مع نوع التهاب المفاصل المسمى بهشاشة العظام في غضون 30 دقيقة من النهوض. على أي حال، يستمر التيبّس الصباحي لالتهاب المفاصل الروماتويدي عادة لفترة أطول من نصف ساعة.

السخونة والاحمرار

تصبح بطانة المفصل المصاب ملتهبة، مسبّة تورم المفاصل، وتصبح ساخنة، وحسّاسة الملمس ومؤلمة.

يمكن أن يسبّب التهاب المفاصل الروماتويدي التهاباً حول المفاصل أيضاً، مثل عقيدات المفاصل الروماتويدي، وفي أجزاء أخرى من الجسم. كما يمكن أن تسبّب الحالة التهاب الغدد المسيلة للدموع، الغدد اللعابية، بطانة القلب والرئتين، والأوعية الدموية

الأسباب

لم يُعرف السبب الدقيق لالتهاب المفاصل الروماتويدي. نعلم كيف تهاجم هذه الحالة المفاصل، إلا أن ما يحفّز الهجمة الأولى غير معروف حتى الآن .

إقرأ أيضا:الأمراض المنقولة جنسياً، طرق العدوى و الوقاية

تشير بعض النظريات إلى أن وجود عدوى أو فيروس ما قد يحفّز التهاب المفاصل الروماتويدي، لكن لم يتم إثبات أي من هذه النظريات.

الحالة الصحية ذاتية المناعة

إن التهاب المفاصل الروماتويدي هو حالة صحية ذاتية المناعة. ويحرّض هذا النوع من الحالة جهاز المناعة لدى الجسم على مهاجمة نفسه. فعادة، يقوم جهازكم المناعي بإنتاج الأجسام المضادة التي تهاجم البكتريا والفيروسات، مساعداً بذلك في حماية جسمكم ضد أي عدوى. لكن عند الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، سيقوم جهازكم المناعي بإرسال الأجسام المضادة إلى بطانة مفاصلكم، حيث بدلاً من مهاجمة البكتيريا الضارة، ستقوم بمهاجمة الأنسجة المحيطة بالمفصل.

الغشاء الزليلي

الغشاء الزليلي هو غشاء (طبقة رقيقة من الخلايا) يغطي كل مفصل من مفاصلكم. وعندما تهاجم الأجسام المضادة الغشاء الزليلي، فإنه يجعله متقرحاً وملتهباً. يُسبّب هذا الالتهاب تحرّر المواد الكيميائية، مسبّباً تثخين الغشاء الزليلي.

ويمكن أن تتلف المواد الكيميائية أيضاً العظام، الغضاريف (النسيج المرن الرابط بين العظام)، الأوتار (النسيج الذي يربط العظام بالعضلات) والأربطة (النسيج الذي يربط العظام بالغضاريف). وتقوم المواد الكيميائية تدريجياً بجعل المفاصل تخسر شكلها وارتصافها، وفي نهاية المطاف، يمكن أن تتلف المفاصل كلياً.

القابلية الوراثية

توجد بعض الأدلة أنه يمكن لالتهاب المفاصل الروماتويدي أن ينتقل ضمن العائلات. فيمكن أن تكون مورثاتكم أحد العوامل المسبّبة للحالة الصحية. ومع ذلك، فإن إصابة أحد أفراد الأسرة بالتهاب المفاصل الروماتويدي لا يعني بالضرورة بأنكم سوف ترثون المرض. حتى التوأم المطابق لشخص مصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي لديه فقط احتمال واحد من خمسة للإصابة بالمرض، لذا فإن المورثات لا تفسر الكثير من المخاطر.

الهرمونات

إن التهاب المفاصل الروماتويدي هو أكثر شيوعاً بثلاث مرات عند النساء من الرجال. ويرجع ذلك لتأثيرات هرمون الاستروجين (هرمون الإناث). وأشارت الأبحاث إلى احتمال اشتراك هرمون الاستروجين في تطوّر وتقدّم هذه الحالة. ومع ذلك، لم يتم إثبات ذلك بشكل قاطع.

عوامل الخطر

بالرغم من عدم وجود سبب مباشر لالتهاب المفاصل الروماتويدي، فهنالك بعض الأدلة التي تُظهر أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.

الاختبارات

من الصعب تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي لأن العديد من الحالات الصحية تسبّب تصلّب والتهاب المفاصل.

مراجعة طبيبكم

سيقوم طبيبكم بإجراء فحص بدني، متحققاً من مفاصلكم من أجل أي تورّم ولتقييم مدى سهولة حركتها. وسيعمد طبيبكم إلى سؤالكم حول الأعراضك أيضاً.

من المهم إخبار طبيبكم عن جميع الأعراض، وليس فقط تلك التي تظنون أنها مهمة، فمن شأن هذا أن يساعد الطبيب في التشخيص الصحيح.

إذا اعتقد الطبيب بأنكم مصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، سيحيلكم إلى أخصائي (طبيب الروماتيزم).

وبعد إجراء الفحص البدني ومراجعة تاريخكم الصحي، سيعمد الطبيب لإجراء اختبارات لإثبات التشخيص، أو قد يحيلكم إلى العلاج في الوقت نفسه كما تتطلّب الاختبارات. وتُذكر فيما يلي الاختبارات التي قد تجرونها.

اختبارات الدم

لا يمكن لاختبار الدم أن يُشخص الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي بشكل نهائي. ففي حال أشار عدد من الاختبارات إلى إصابتكم  بالحالة، فلن تثبت بالضرورة أو تستبعد التشخيص. وإذا كان لديكم التهاب مفاصل مستمر، سوف تحتاجون إلى مراجعة طبيب الروماتيزم.

سرعة تثقل الكريات الحمر

في اختبار سرعة تثقل الكريات الحمر، يتم وضع عينة من كريات دمكم الحمراء في أنبوب اختبار السائل.ثم يتم ضبط الوقت لقياس مدى سرعة سقوط الكريات إلى قعر الأنبوب (الذي يقاس بالميليمتر في الساعة).في حال هبوطها بمعدّل أسرع من المعتاد، قد يكون لديكم حالة التهابية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.

بروتين ج المتفاعل (CRP)

ويمكن أن يشير اختبار بروتين ج المتفاعل (CRP) إن كان هنالك التهابات في أي منطقة من الجسم عبر التحقق من كمية بروتين ج المتفاعل الموجودة في دمكم. هذا ويتم إنتاج بروتين ج المتفاعل عن طريق الكبد. إذا وُجد بروتين ج المتفاعل أكثر من المعتاد، فذلك يعني وجود التهابات في جسمكم.

تعداد الدم الكامل

سيقيس اختبار الدم هذا كريات الدم الحمراء لاستبعاد فقر الدم. وفقر الدم هو حالة صحية بحيث يتعذر على الدم حمل الأكسجين الكافي، نظراً لقلة كريات الدم. كما أن ثمانية من أصل 10 أشخاص مصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي مصابون بفقرالدم. لكن، يمكن أن ينجم فقر الدم عن أسباب كثيرة، بما في ذلك، نقص الحديد في نظامكم الغذائي. لذا، فإن الإصابة بفقر الدم لا تثبت إصابتكم بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

عامل الروماتويد

يتحقق اختبار الدم هذا من وجود جسم مضاد معين، يعرف بعامل الروماتويد، في دمكم. ويوجد هذا الجسم المضاد عند ثمانية من أصل 10 أشخاص مصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي. ومع ذلك، لا يمكن الكشف عنه دائماً في المراحل المبكرة من المرض. فيوجد الجسم المضاد أيضاً عند واحد من أصل 20 شخصاً غير مصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي، لذا لا يمكن لهذا الاختبار أن يؤكد الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. إذا كانت نتيجة التحليل سلبية، قد يتعين القيام باختبارات للأجسام المضادة أخرى (اختبار الأجسام المضادّة للسي سي بي)، والذي هو أكثر تحديداً للمرض.

تصوير المفصل

يمكن أن يساعد تصوير مفاصلكم بالأشعة السينية في التمييز بين أنواع مختلفة من التهاب المفاصل. كما يمكن أن يساعد تكرار التعرض للأشعة السينية أيضاً في إظهار كيفية تقدم حالتكم الصحية. ومن الممكن تصوير الصدر بالأشعة السينية حيث يمكن للمرض وعلاجات معينة (مثل ميثوتريكسات) أن تؤثر على الصدر.

كما يمكن تصوير العضلات والعظام بالموجات فوق الصوتية في العيادة لإثبات وجود، انتشار وشدة التهاب وضرر المفاصل.

ويمكن أن يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي أعلى إظهار الضرر الحاصل للمفصل.

العلاج

الأدوية

تُستخدم العديد من الأدوية المختلفة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي. يهدف بعضها إلى تخفيف الأعراض بينما يساعد بعضها الآخر على إبطاء تقدّم الحالة. ويواجه كل مصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي المرض بشكل مختلف، لذا فقد يستغرق الأمر وقتاً للعثور على أفضل مزيج من الأدوية لاحتياجاتكم. يُذكر أدناه بعض الأدوية المختلفة التي قد توصف.

المسكّنات

تخفّف المسكّنات الألم بدلاً من تخفيف الالتهاب وتُستخدم للتحكم بأعراض التهاب المفاصل الروماتويدي. وأكثر وصفات المسكنات شيوعاً هو الباراسيتامول و الكوديين هو مسكن آخر يوصف أحياناً كدواء خليط مع الباراسيتامول (يعرف بـ كو كودامول).

الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية (المسكّنات)

قد يصف لكم طبيبكم دواءً مضاداً للالتهابات غير ستيروئيدي (المسكّنات) لتخفيف الألم والتورم في مفاصلكم. وهنالك نوعان من الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية يعملان بطرق مختلفة قليلاً. وهي المسكنات التقليدية – مثل الايبوبروفين، أو النابروكسين أو الديكلوفيناك ومثبّطات أنزيمات الأكسدة الحلقية 2 (غالباً ما تُسمى مجموعة المسكّنات الانتقائية) – مثل السيليكوكسيب أو الايتوريكوكسيب. بينما تساعد الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية على تخفيف الأم والتيبّس فإنها تخفّف الالتهاب أيضاً. ولكنها لا تبطئ تقدّم التهاب المفاصل الروماتويدي.

سيناقش طبيبكم معك نوع الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية التي ينبغي عليك أخذها والفوائد والمخاطر المرتبطة بكل نوع منها. فقد لا تكون أقراص الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية مناسبة إن كنتم مصاباً بالربو، القرحة هضمية، الذبحة الصدرية أو إن كنت قد تعرضت لنوبة قلبية أو سكتة دماغية. إذا كنت تأخذ جرعة مخفضة من الأسبرين، تباحث مع طبيبك فيما إذا كان وجب عليك أخذ الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية.

قد يزيد أخذ أقراص الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية من خطر الإصابة بمشاكل خطيرة في المعدة، كالنزيف الداخلي. وقد يعطل تناول هذه المسكّنات عمل البطانة التي تقوم بالحماية ضد التلف الذي تسبّبه الأحماض في المعدة.

بينما يكون خطر الإصابة أمراً خطيراً، إلا أنه ليس شائعاً. وفقاً لأحد الأبحاث، إذا أخذ مجموعة من الأشخاص بين 2000 و 3000 شخص الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية، فإن شخصاً واحداً هو عرضة للإصابة بنزيف في المعدة. ويكون لمثبطات أنزيمات الأكسدة الحلقية COX-2 مخاطر أقل للإصابة بمشاكل في المعدة، إلا أنها تحمل خطر الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية.

إذا وُصفت لك أقراص الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية، وجب عليك أخذ دواء آخر بشكل شبه مؤكد، مثل مثبطات مضخة البروتون أيضاً. حيث يخفّض أخذ مثبطات مضخة البروتون من كمية الحمض الموجود في المعدة، مما يقلّل كثيراً من مخاطر تلف بطانة المعدة الناجمة عن الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية.

الكورتيكوستيرويدات

تساعد الكورتيكوستيرويدات على تخفيف الألم، والتيبّس والتورّم. ويمكن استخدامها كأقراص دوائية (على سبيل المثال، البريدنيزولون) أو كحقنات داخل العضلات (لمساعدة الكثير من المفاصل). وتُستخدم عادةً عندما تفشل الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية في تقديم الراحة من الألم. إذا كان لديكم أحد المفاصل الملتهبة أو المتورمة، سيقوم طبيبكم بحقن الستيرويد في المفصل. ترتاح من الألم سريعاً ويمكن للأثر أن يدوم من بضع أسابيع إلى عدة أشهر، اعتماداً على شدة الحالة الصحية.

وتُستخدم الكورتيكوستيرويدات عادة على أساس قصير الأمد فقط، حيث يمكن أن يكون لاستخدام الكورتيكوستيرويدات على أساس طويل الأمد آثار جانبية خطيرة. يتضمن هذا زيادة الوزن، هشاشة العظام (ترقق العظام)، سهولة التعرض للكدمات، ضعف العضلات وترقّق في الجلد. كما يمكن أن يزيد من شدة مرض السكري و الزَرَق (مرض يصيب العين).

الأدوية المضادة للروماتيزم المعَدّلة للمرض

تساعد الأدوية المضادّة للروماتيزم المعَدّلة للمرض على تخفيف الأعراض وإبطاء تقدم التهاب المفاصل الروماتويدي.

فعندما تهاجم الأجسام المضادة أنسجة المفاصل، فإنها تقوم بإنتاج المواد الكيميائية التي يمكن أن تسبّب المزيد من الضرر للعظام والأوتار، الأربطة والغضاريف. وتعمل الأدوية المضادة للروماتيزم المعدّلة للمرض على منع تأثيرات هذه المواد الكيميائية. وكلما تم استخدام الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض بشكل مبكر، كلما ازدادت فاعلية هذه الأدوية.

وهناك العديد من الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض المختلفة والتقليدية بما في ذلك الميثوتركسات، الليفلونوميد، هيدروكسي الكلوروكوين و السلفاسالازين.

وغالباً ما يكون الميثوتركسات أول دواء يُعطى لالتهاب المفاصل الروماتويدي. ويمكن أن تأخذه مع مترافقاً من دواء آخر مضاد للروماتيزم معدل للمرض. إن أكثر الآثار الجانبية شيوعاً للميثوتركسات هي الغثيان، الإسهال، تقرحات الفم، فقدان الشعر وترقق الشعر، والطفح الجلدي على البشرة. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يكون للميثوتركسات أثره على تعداد الدم والكبد، وعليك القيام   بتحاليل دم دورية لمراقبة هذا. وبشكل أقل شيوعاً، يمكن أن يؤثر على الرئتين، لذلك عليك التعرض عادةً للأشعة السينية لمنطقة الصدر، وربما القيام باختبارات التنفس عندما تبدأ بأخذ الميثوتركسات، وذلك لإجراء مقارنة عما إذا كنت تطوّر ضيقاً في التنفس أو سعال الجاف المستمر عند أخذه. على أي حال، يتحمل معظم الأشخاص الميثوتركسات بشكل جيد ويستمر حوالي نصف الذين بدؤوا في تناوله بأخذه لمدة خمس سنوات بعدها.

يمكن أن يُرفق الميثوتركسات أيضاً مع العلاجات البيولوجية (انظر أدناه).

ويمكن أن يستغرق الأمر من أربعة إلى ستة أشهر لملاحظة عمل الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض. لذلك، من المهم الاستمرار في تناول الدواء، حتى إن لم تلاحظوا تأثيره في البداية. وقد تضطرون إلى تجربة نوعين أو ثلاثة أنواع من الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض قبل أن تجدوا النوع الأكثر مناسبة لكم. وحالما تجدون وطبيبكم نوع الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض المناسبة أكثر، سيتوجب عليكم عادة أخذ الدواء على المدى الطويل.

العلاجات البيولوجية  

تعتبر العلاجات البيولوجية هي أحدث شكل من أشكال العلاج لالتهاب المفاصل الروماتويدي. وتشمل مثبطات ألفا لعامل اﻟﻨﺨﺮ اﻟﻮرﻣﻲ (الايتانرسبت، الإينفليكسيمب، الأداليموماب والسيرتوليزومب)، الريتوكسيماب والتوكيليزومب.

وعادة ما يتم أخذها مترافقة مع مع الميثوتريكسيت أو مع دواء مضاد للروماتيزم معدل للمرض آخر في بعض الأحيان.

وتعمل عن طريق وقف مواد كيميائية معينة في الدم عن تفعيل جهازكم المناعي لمهاجمة بطانة المفاصل.

وتعد العلاجات البيولوجية غير مناسبة للاستخدام من قبل الجميع.

وعادةً ما يُستخدم الريتوكسيماب والتوكيليزومب، مترافقاً مع مع الميثوتريكسيت، لالتهاب المفاصل الروماتويدي الحاد فقط إن كنتم قد جربتم الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض وأحد مثبطات ألفا لعامل اﻟﻨﺨﺮ اﻟﻮرﻣﻲ ولا زلتم تعانون من لالتهاب المفاصل الروماتويدي ناشط تماماً.

عادة ما تكون الآثار الجانبية للعلاجات البيولوجية خفيفة وتشمل ردود فعل جلدية في موقع الحقن، التهابات، غثيان، حمّى وصداع. وقد يكون بعض الأشخاص في خطر الإصابة بمشاكل أكثر خطورة، بما في ذلك الأشخاص الذين سبق وأصيبوا بالسل، أوتسمّم الدم أو التهاب الكبد ب في الماضي. وهنالك خطر ضئيل أن تقوم العلاجات البيولوجية بإعادة تنشيط هذه الحالات الصحية، وفي حالات نادرة، يمكن أن تحفّز مشاكل جديدة تتعلق بالمناعة الذاتية.

العمل الجراحي

في بعض الأحيان، وعلى الرغم من تناول الدواء، قد يحدث التلف لمفاصلكم. وقد تحتاجون إلى عمل جراحي لمساعدتكم في استعادة القدرة على استخدام مفاصلكم. فيمكن للعمل الجراحي أيضاً أن يخفّف الألم ويصحّح التشوهات.

جراحة اليدين والأصابع لتصحيح مشاكل المفاصل

هنالك عدة أنواع من الأعمال الجراحية لتصحيح مشاكل المفاصل في اليدين. وتتضمن الأمثلة:

•     الإفراج عن النفق الرسغي (قطع النسيج الرباط في الرسغ لتخفيف الضغط على العصب)

•     الإفراج عن الأوتار في الأصابع لعلاج الانحناء الغير طبيعي

•     إزالة الأنسجة الملتهبة التي تبطّن مفاصل الأصابع

إذا كانت هناك حاجة للقيام بعمل جراحي للمعصم والأصابع، فعادة ما يتم القيام بالعمل الجراحي للمعصم أولاً.

تنظير المفاصل

يزيل تنظير المفاصل أنسجة المفصل الملتهبة. ويتم إدخال أنبوب رفيع مع مصدر ضوئي إلى المفصل عبر شق صغير في الجلد بحيث يتمكن الطبيب الجراح من رؤية داخله. ويتم إدخال الأدوات عبر شقوق صغيرة أخرى في الجلد لإزالة الأنسجة التالفة. ولا يتوجب عليكم البقاء عادةً قضاء ليلة لهذا النوع من الأعمال الجراحية. حيث سيحتاج المفصل إلى الحصول على الراحة في المنزل لعدة أيام.

تقويم المفاصل

يهدف تقويم مفاصل إلى استبدال جزء أو كل مفصل الورك أو الركبة، ويمكن أن يتطلب ذلك إقامة طويلة في المستشفى. وبالاعتماد على المفاصل التي تم إعادة تشكيلها، فقد يستغرق الأمر عدة أسابيع أو أشهر من النقاهة حتى يتم التعافي تماماً.

استبدال المفاصل

إن استبدال مفاصل الورك، الركبة أو الكتف هو عملية كبيرة تستلزم البقاء من أربعة إلى 10 أيام في المستشفى تليها أشهر من النقاهة. ويكون للمفاصل الجديدة عمر محدود يترواح بين 10-20 سنة. وهي ليست مثالية، وقد يتعذر استعادة بعض الوظائف بعد استبدال المفصل التالف بآخر جديد.

اقرأ المزيد من المعلومات حول استبدال الركبة و استبدال الورك.

العلاجات الداعمة

قد يحيلكم طبيبكم إلى خدمات أخرى قد تكون قادرة على مساعدتكم في أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي.

العلاج الفيزيائي

قد يساعدكم المعالجون الفيزيائيون في تحسين لياقتكم البدنية وقوة عضلاتكم، وجعل مفاصلكم أكثر مرونة. ويمكن أن يكونوا قادرين على مساعدتكم في تخفيف الألم باستخدام الكمادات الباردة أو الحارة، أو التحريض الكهربائي للأعصاب عبر الجلد. وجهاز التحريض الكهربائي للأعصاب عبر الجلد هو آلة تقوم بتزويد المفصل المصاب بنبضات صغيرة من الكهرباء، بحيث تخدّر النهايات العصبية ويمكن أن تساعد في تخفيف آلام التهاب المفاصل الروماتويدي.

المعالجة بالعمل

إذا سبّب التهاب المفاصل الروماتيزمي لكم مشاكلاً مع المهام اليومية، أو جعل من الصعب بالنسبة لكم التحرك، فقد يساعدكم العلاج بالعمل.ويمكن أن يقدّم أخصائي العلاج بالعمل التدريب والمشورة التي من شأنها مساعدتكم في حماية المفاصلك، سواء كنتم في المنزل أو في العمل. قد يوصى أيضاً بنوع من الدعم لمفاصلكم، مثل الجبيرة، أو الأدوات التي يمكن أن تساعد في فتح المرطبانات أو الصنابير.

علاج الأرجل

إذا كانت لديكم مشاكل بالأرجل، فقد يكون أخصائي علاج الأرجل قادراً على مساعدتكم. ويمكن أن يُقدَّم لكم نوع من الدعم لمفاصلكم أو نعال أحذية يمكنها أن تخفف الألم.

العلاجات المكمّلة والبديلة

يجرّب الكثير من الناس المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي العلاجات المكمّلة. وفي معظم الحالات، يوجد دليل ضئيل أو معدوم على فاعليتها في علاج أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي.وتشمل التدليك، الوخز بالإبر، تجبير العظام، العلاج بتقويم العمود الفقري، والعلاج المائي، العلاج الكهربائي والمكمّلات الغذائية بما في ذلك كبريتات الجلوكوزامين، الشوندروتن وزيت السمك.

نمط الحياة

تحدث مع آخرين يعانون نفس الحالة

يجد العديد من الناس إفادة في التحدث مع آخرين في وضع مشابه، ويمكن أن تجد الدعم من أي فرد أو مجموعة من الناس المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي. يكون لدى مؤسسات المرضى مجموعات دعم محلية حيث يمكنك مقابلة آخرين تم تشخيصهم بنفس الحالة الصحية .

معالجة الألم

يُعد الألم أحد أكثر أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي شيوعاً، إلا أن من الممكن مواجهته بعدد من الطرق، بما في ذلك:

•     العلاج بالأدوية

•     العلاج بالحرارة، مثل الحمّامات أو الكمادات الدافئة

•     العلاج بالبرودة، مثل الكمادات الباردة أو جهاز التحريض الكهربائي للأعصاب عبر الجلد الكهربائي، والذي يُعتقد بأنه يخفف الألم عبر تحريض الأعصاب

•     تقنيات الاسترخاء، كطرق الاسترخاء البسيطة، التدليك أو التنويم المغناطيسي

للسيطرة على الأعراض، من الممكن استعمال أكثر من طريقة من هذه الطرق في نفس الوقت (فعلى سبيل المثال، يمكن استعمال العلاج بالأدوية، الكمادات الحارة وتقنيات الاسترخاء). وتعتبر تجربة الألم مميزة لكل شخص، فما يصلح لك قد يختلف عمّا يصلح لشخص آخر.

فهم مشاعركم

قد يكون من الصعب التعامل مع طبيعة التهاب المفاصل الروماتويدي التي لا يمكن التبؤ بها. ففي بعض الأيام، سيكون الألم والتصلّب أسوأ بكثير من الأيام الأخرى، وسيكون من المستحيل معرفة موعد ظهور اشتداد المرض.

تعني طبيعة التهاب المفاصل الروماتويدي الصعبة إصابة بعض الناس بالاكتئاب أو مشاعر توتر وقلق. يمكن أن ترتبط هذه المشاعر أحياناً بتعب أو ألم لا يمكن السيطرة عليه. وقد يجعلك التعايش مع أي حالة صحية طويلة الأمد أكثر عرضة

لمجموعة من العواطف مثل الإحباط، الخوف، الألم، الغضب والاستياء.

تأسيس وإنشاء أسرة

إذا كنتم تأخذ أدوية لالتهاب المفاصل الروماتويدي، أعلم فريق الرعاية الصحية إذا كنت ترغب بتأسيس عائلة. حيث لا ينبغي أن أخذ بعض العلاجات الدوائية، مثل الميثوتركسات، الليفلونوميد والعلاجات الكيميائية، من قبل الرجال والنساء أثناء محاولتهم إنجاب طفل. وسيعمل الأطباء والممرضات معكِ لضمان السيطرة على إصابتك بالتهاب المفاصل الروماتويدي أثناء محاولتك للحمل.

تحدثي مع فريق الرعاية الصحية إذا رغبتِ بالإنجاب أو كنت قلقة من أن تصبحي حاملاً أثناء تناولك لأدوية التهاب المفاصل الروماتويدي.

إن الرضّع والأطفال الصغار هم في حاجة جسدية وعقلية لأي من الوالدين، لكن خاصةً إن كنت مصاب/ة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. وإذا كنتم تواجهون صعوبة في التأقلم، تحدثوا إلى أشخاص آخرين ممن لديهم نفس الحالة. بمقدوركم أيضاً الحصول على دعم إضافي من الزائر الصحي أو أخصائي العلاج بالعمل لمساعدتكم في إدارة عائلتكم ذات التجربة القليلة.

الجنس والعلاقات

يمكن أن يؤثر كل من الألم، عدم الشعور بالراحة والتغييرات التي تتعلق بمظهركم وشعوركم على حياتكم الجنسية. قد تؤثر أفكاركم حول ما تبدون عليه وتقديركم لذاتكم بثقتكم بأنفسكم. على الرغم من أن العديد من الناس يجدون صعوبة في الحديث عن مثل هذه القضايا الخاصة، إلا أنّ هناك مصادر من شأنها مساعدتكم. فيمكن أن يساعد التحدث مع الشريك أو الطبيب حول تأثير التهاب المفاصل الروماتويدي على نشاطكم الجنسي وعلاقاتكم الجنسية.

المضاعفات

يمكن أن تجعل الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي أن تجعلكم في خطر أكبر من تطور حالات صحية أخرى.

هذه الحالات الصحية مذكورة أدناه.

متلازمة النفق الرسغي

تحدث متلازمة النفق الرسغي عند وجود الكثير من الضغط على العصب في الرسغ. فيمكن أن تسبّب الألم، الخدر والتنميل في إبهامكم، والأصابع وجزء من اليد. وهي حالة صحية شائعة عند الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

الالتهاب

بما أن التهاب المفاصل الروماتويدي هو حالة صحية التهابية، لذا يمكن أن يسبّب تطور التهابات أحياناً في أجزاء أخرى من جسمكم. ويرد وصف هذه المناطق أدناه.

• الرئتين – يعرف التهاب بطانة الرئة باسم التهاب الجنبة، والذي يسبّب ألماً في الصدر، وخاصة عند التنفس بعمق.

•     القلب – يعرف التهاب الأنسجة حول القلب باسم التهاب غلاف القلب، والذي يسبّب آلاماً خفيفة إلى حادة في  الصدر.

•     العيون – يعرف التهاب غدد العين باسم متلازمة شوغرن التي يمكن أن تسبّب جفاف العين والفم. وعندما يُصاب الجزء الأبيض من العين (الصلبة)، يعرف هذا بالتهاب الصلبة.

•     الأوعية الدموية – يعرف التهاب الأوعية الدموية باسم الالتهاب الوعائي. ويعدّ الالتهاب الوعائي حالة صحية نادرة تسبّب التهاباً في الأوعية الدموية. يمكن أن تؤدي إلى ثخانة، إضعاف، وتضييق وتنَدُّب جدران الأوعية الدموية. وفي الحالات الخطيرة، يمكن أن تؤثر على تدفق الدم إلى أعضاء وأنسجة جسمكم.

تمزق الوتر

إن الأوتار هي قطع من الأنسجة المرنة التي تربط العضلات بالعظام. ويمكن أن يتسبّب التهاب المفاصل الروماتويدي في التهاب أوتاركم، والتي يمكنها في الحالات الشديدة أن تسبّب تمزقها.ويؤثر هذا بشكل كبير على الأوتار الموجودة على ظهر الأصابع.

اعتلال النخاع الرقبي

إذا كنتم قد أُصبتم بالتهاب المفاصل الروماتويدي لبعض الوقت، فأنتم في خطر متزايد للإصابة باعتلال النخاع الرقبي وقد تحتاجون إلى تقييم خاص لعنقكم قبل أي عملية تقومون بها حيث تخلدون للنوم.

وتحدث هذه الحالة الصحية بسبب خلع المفاصل في الجزء العلوي من العمود الفقري، ممّا يشكّل ضغطاً على الحبل الشوكي. وعلى الرغم من أنه غير مألوف نسبياً، إلا أنه حالة صحية خطيرة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حركتكم.

السابق
التهاب الفقار اللاصق – Ankylosing spondylitis
التالي
النقرس – Gout