أم سلمة رضي الله عنها استشارها النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبيه.
لم تكن المرأة المسلمة مجرد زوجة وربة بيت وأم أطفال فقط بل كانت صاحبة رأي ومشورة، ومثال على ذلك أم سلمة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هي هند بنت أمية، وقد تزوجت من عبدالله بن عبدالأسد بن هلال عبدالله بن عمر بن مخزوم وقد أسلما وهاجرا إلى الحبشة، حيث ولدت ابنه سلمة ثم رجعا إلى مكة وبعدها هاجرا إلى المدينة. وطلبت من زوجها أن يتعاهدا على ألا يتزوج بغيرها إذا ماتت وألا تتزوج هي إذا مات هو، فطلب منها أن تتزوج إذا مات هو، ثم قال: اللهم ارزق أم سلمة بعدى رجلا خيرا مني لا يحزنها ولا يؤذيها فلما مات ابوسلمة، تساءلت في نفسها: من هذا الفتى الذي هو خير لي من أبى سلمة؟
فبعد أن قضت عدتها خطبها أبوبكر فردته، ثم خطبها عمر فردته ثم بعد ذلك خطبها رسول الله وتزوجها.
وكانت صاحبة رأي صائب، وقد أخذ الرسول الله صلى الله عليه وسلم بمشورتها، عندما حدث صلح الحديبية بين المسلمين والكفار، وكان من شروط الكفار ألا يدخل المسلمون في هذه المرة لزيارة الكعبة ويعودوا العام القادم، وبعدما فرغوا من كتابة وثيقة الصلح طلب رسول الله من المسلمين أن ينحروا ويحلقوا ولكن لم يقم أحد منهم وأعاد الرسول صلى الله عليه وسلم طلبه ثلاث مرات ولم يفعلوا، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة فذكر لها ما حدث من المسلمين فقالت رضي الله عنها: يا نبي الله، أتحب ذلك اخرج ولا تكلم أحدا حتى تنحر بدنك (ذبيحتك) وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج رسول الله وفعل بمشورتها فما كان من المسلمين إلا أن نحروا وحلق بعضهم لبعض، وبذلك حلت المشكلة. وقد روت عن رسول الله الكثير من الأحاديث وأخذوا عنها كثيرا من أحكام فقه النساء. وكانت أم سلمة آخر من توفي من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم.
إقرأ أيضا:قصة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه