حكم دخول المسجد بالرجل اليمنى

حكم دخول المسجد بالرجل اليمنى

فإن سنة دخول المسجد والخروج منه هي تقديم اليمنى في الدخول واليسرى في الخروج، على النقيض من محل قضاء الحاجة، فإنه تقدم فيه اليسرى في الدخول واليمنى في الخروج، وأما المنزل، فتقدم اليمنى في الدخول وفي الخروج، قال خليل بن إسحاق المالكي: وتقديم يسراه دخولا ويمناه خروجا عكس مسجد والمنزل، يمناه بهما. وأخرج البخاري في صحيحه: وكان ابن عمر يبدأ برجله اليمنى، فإذا خرج بدأ برجله اليسرى. وفي “فتح الباري: عن أنس أنه كان يقول: من السنة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى، وإذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسرى، والصحيح أن قول الصحابي من السنة كذا، محمول على الرفع. والله أعلم.

حكم الدخول للمسجد بالرجل اليمنى والخروج بالرجل اليسرى

إنّ المسجد من أطهر الأماكن التي يدخلها الإنسان، وكيف لا؟ وهو مكان شروع الالتقاء برب العزّة-سُبحانه-، ومحلّ غُفران الذنوب، وتكفير الخطايا والسّيئات، والشّريعة الإسلاميّة قد كرّمت كلّ ما يتعلّق بالعبادة من وضوءٍ، وغُسلٍ، وغيرها من الأشياء التي يشرع من خلالها العبدُ في الوُقوف بين يدي الخلق- سُبحانه-، ومن باب تكريم تلك الأفعال؛ جعلت الشريعة الإسلاميّة البدء فيها باليد اليُمنى، وتقديمها على اليد اليُسرى، ولا شكّ بأن المسجد، وهو محلّ أو مكان العبادة داخلٌ في هذا التّكريم؛ فجعل الفقهاء تقديم الرجل اليمنى على اليُسرى في الدخول إلى المسجد والخُروج منه أفضل، وكذلك الأمر في المنزل؛ فتقديم اليمنى على اليُسرى أفضل، أما الأشياء التي لا تدخل في هذا التّكريم؛ فهي على النّقيض منها، فدُخول الخلاء لقضاء الحاجة يكون بالرجل اليُسرى، والخروج منه يكون بالرّجل اليُمنى.

للمسجد كثيرٌ من الآداب التي يجب على المُسلم أن يُراعيها أثناء دخوله وخروجه منه، أو المُكوث فيه، أو غيرها من الأفعال التي تقترن بآداب أُخرى، ومن تلك الآداب هي آداب دخول المسجد والخروج منه، فدخول المسجد يُعد بمثابة هُجران الدُّنيا وطلب الآخرة؛ فيجب على المُسلم أن ينسى الدّنيا بملذّاتها ويهجُرها بمُجرّد أن تخطو رجلاه المسجد، كما حثّت السنة النبويّة المُطهّرة على الدّخول برجله اليُمنى والخروج بها، أو الخروج برجله اليُسرى، وتقديم اليُمنى على اليُسرى في الدّخول من باب التّكريم للمسجد.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرّف على حكم الدخول للمسجد بالرجل اليمنى والخروج بالرجل اليسّرى ،وما هي الآداب التي يجب على المُسلم أن يُراعيها في المسجد، وأهم الأحكام الشرعيّة المتعلّقة به، ولماذا كان تقديم الرجل اليُمنى على الرجل اليُسرى في دخول المسجد، وكان النّقيض في دخول الخلاء.