المقدمة
الشلل الدماغي هو مصطلح عام لعدد من الحالات العصبية التي تؤثر على الحركة والتنسيق.
تنجُم هذه الحالات العصبية عن مشاكل في الدماغ والجهاز العصبي.
ينجم الشلل الدماغي على وجه التحديد عن وجود مشكلة في أجزاء الدماغ المسؤولة عن السيطرة على العضلات. يمكن أن تحدث هذه الحالة إذا نَمَى الدماغ بشكل غير طبيعي أو أُتلف من قبل أثناء الولادة أو بعدها بفترة وجيزة.
تشمل أسباب الشلل الدماغي:
• عدوى التُقطت من قبل الأم أثناء الحمل
• ولادة مبكرة أو صعبة
• نزيف في دماغ الطفل
• التغيرات (الطفرات) في الجينات التي تؤثر في نمو الدماغ
تُشير التقديرات إلى أن 1 من كل 400 شخص يتأثر بالشلل الدماغي.
أعراض الشلل الدماغي
تصبح أعراض الشلل الدماغي واضحةً عادةً خلال السنوات الثلاثة الأولى من حياة الطفل.
الأعراض الرئيسية هي:
• تصلب العضلات أو ليونتها
• ضعف العضلات
• حركات الجسم العشوائية وغير المضبوطة
• مشكلات التوازن والتنسيق
يمكن أن تؤثر هذه الأعراض على مناطق مختلفة من الجسم، وتختلف في شدتها من شخص لآخر. حيث سَيُعاني البعض من مشاكل بسيطة فقط, بينما يُصاب آخرون بعجزٍ شديد.
إقرأ أيضا:40 أسبوعاً:الأسبوع الأربعونكما أنه لدى الكثير من المصابين بالشلل الدماغي عدد من المشاكل المرافقة له، بما في ذلك النوبات المتكررة أو النوبات المَرضية، ومشاكل سيلان اللعاب وصعوبات البلع. قد يعاني بعض المصابين بهذه الحالة من صعوبات في التواصل والتعلم، على الرغم من عدم تأثُر الذكاء في كثير من الأحيان.
متى تُطلب المشورة الطبية
قد يكون الطفل المصاب بالشلل الدماغي أبطأ في تحقيق الأهداف النمائية الهامة، كتعلم الزحف والمشي أو الكلام.
يجب مراجعة الطبيب إذا كنت تشعر بالقلق إزاء نمو طفلك. وإذا لزم الأمر، فإنه يمكن أن يُحيلك إلى طبيب أطفال (طبيب متخصص في علاج الأطفال)، والذي يمكن أن يساعد في تحديد أي مشاكل.
كيف يتم علاج الشلل الدماغي
لا يوجد علاج للشلل الدماغي. لكن هناك العديد من العلاجات المتوفرة، والتي يمكن أن تُعالج الكثير من الأعراض وتُساعد الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة أن يكونوا مستقلين قدر الإمكان.
تشمل هذه العلاجات العلاج الطبيعي والعلاج المِهني والعلاج للتخفيف من تصلب العضلات وتشنجاتها. قد تكون هناك أيضاً حاجة لعملية جراحية في بعض الحالات.
المستقبل المتوقَّع
الشلل الدماغي ليس بحالةً مُتَرَقِية. ويعني هذا أن المشكلة الأصلية في الدماغ لا تزداد سوءاً مع التقدم بالعمر، ولا يتأثر متوسط العمر المتوقع عادةً.
إقرأ أيضا:7 أساليب لإثارة زوجك في غرفة النوملكن يمكن أن يسبب الإجهاد البدني والعاطفي للعيش مع حالة طويلة الأجل مثل الشلل الدماغي قدراً كبيراً من الضغط على الجسم، والذي يمكن أن يسبب المزيد من المشاكل في الحياة في وقت لاحق.
الأعراض
تصبح أعراض الشلل الدماغي عادةً واضحةً خلال السنوات الثلاثة الأولى من حياة الطفل.
قد يكون الطفل الذي يعاني من هذه الحالة أبطأ في تحقيق الأهداف النمائية الهامة، كتعلم الزحف والمشي أو الكلام.
الأعراض الرئيسية
تعتمد الأعراض الرئيسية إلى حد كبير على الشكل المحدد من أشكال الشلل الدماغي الذي يُعاني منه الشخص.
الأنواع الأربعة الرئيسية للشلل الدماغي هي:
• الشلل الدماغي التَشنجي: عندما تكون العضلات ضعيفة ومُتَيبسة (فرط التوتر)، وخاصةً إذا تم تحريكها بسرعة
• الشلل الدماغي مُختل الحركة: عندما يتراوح توتر العضلة (القدرة اللاواعية على شد أو إرخاء العضلات) ما بين
تصلب وفشل (نقص التوتر)، مما يسبب حركات عشوائية وغير مضبوطة للجسم (الشلل الدماغي الكَنَعي الرقصي)، أو تشنجات و وضعيات لا إرادية (الشلل الدماغي غير التوتري)
• الشلل الدماغي الرَنَحي: عندما يكون لدى الشخص مشاكل في التوازن والتنسيق، مما يؤدي إلى حركات نَفضِية وخرقاء؛ كما قد يعاني من رجفات (اهتزاز لا إرادي) في اليدين
إقرأ أيضا:الطريقة الصحيحة في تغذية المراهقين• الشلل الدماغي المختلط: عندما يكون لدى الشخص قَسَمات أكثر من واحدٍ من الأنواع المذكورة أعلاه
تختلف أعراض الشلل الدماغي في شدتها من شخص لآخر. حيث سَيُعاني بعض الأشخاص من مشاكل معتدلة، بينما يُصاب آخرون بعجزٍ شديد.
كما يمكن أن تختلف المناطق المتأثرة بالشلل الدماغي. تؤثر بعض الحالات على جانب واحد من الجسم فقط، ويؤثر بعضها على الساقين في المقام الأول ويؤثر البعض الآخر على كل من الذراعين والساقين.
المشاكل المُرافقة
كما يمكن أن يكون لدى الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي مجموعة من الحالات المَرضية أو المشاكل ذات الصلة، بما في ذلك:
• نوبات متكررة أو نوبات مَرضية (الصرع)
• سيلان اللعاب وصعوبات البلع (عُسر البلع)
• مرض الارتداد المَريئي المَعِدي
• تشوهات الهيكل العظمي، بشكل خاص خلع الورك أو انحناء العمود الفقري غير الطبيعي (الجَنَف)
• صعوبة السيطرة على المثانة (سلس البول)
• الإمساك
• صعوبات النطق ( عُسْرُ التَّلَفُّظ )
• ضعف البصر
• فقدان السمع
• صعوبات التعلم (رغم أن الذكاء لا يتأثر في كثير من الأحيان)
متى تُطلب المشورة الطبية
راجع طبيبك إذا كنت تشعر بالقلق إزاءَ نمو طفلك. يمكن أن يُحيلك إلى طبيب أطفال (طبيب متخصص في علاج الأطفال) إذا لزم الأمر، والذي يمكن أن يساعد في تحديد المشكلة.
الأسباب
ينجم الشلل الدماغي عن وجود مشكلة في أجزاء الدماغ المسؤولة عن التحكم في الحركة. كما يمكن أن يحدث في حال تلف الدماغ في وقت مبكر من الحياة أو نموه بشكل غير طبيعي، على الرغم من أن السبب الدقيق ليس واضحاً دائماً.
كما قد تتأثر أجزاء الدماغ المسؤولة عن الوظائف الهامة الأخرى كالتواصل والسمع والرؤية والقدرة على التعلم. لذلك يعاني المصابون بهذه الحالة من مشاكل أخرى مختلفة، وليس فقط تلك المتعلقة بالعضلات.
ما الذي يسبب المشاكل في الدماغ؟
اعتقد الأطباء في الماضي أن الشلل الدماغي ناجم عن تلف في الدماغ لحق به أثناء الولادة- النتيجة المباشرة للحرمان المؤقت من الأكسجين (الاختناق). ويمكن أن يحدث الاختناق في بعض الأحيان أثناء ولادة صعبة أو معقدة.
لكن أظهر مشروع بحثي كبير نُفِذ في الثمانينيات أن الاختناق كان مسؤولاً عن 1 من كل 10 حالات فقط للشلل الدماغي. وكانت معظمها نتيجةً لمشاكل الدماغ التي حدثت قبل ولادة الطفل.
يعتقد الباحثون أن هناك ثلاث مشاكل رئيسية يمكن أن تؤثر على الدماغ قبل الولادة وتسبب الشلل الدماغي. وتمت مناقشتها أدناه.
تلين بيضاء الدماغ المحيطة بالبطين (PVL)
يُشير تلين بيضاء الدماغ المحيطة بالبطين (PVL)، والمعروف أيضاً باسم تلف المادة البيضاء نتيجة عدم النضج، إلى تلف المادة البيضاء في الدماغ. ويشمل هذا الجزء من الدماغ على العديد من الألياف العصبية، التي يحميها البروتين الدهني الأبيض، والمعروف باسم المَيَالين. إن المادة البيضاء هي المسؤولة عن إدارة التواصل بين أقسام معالجة التفكير في الدماغ (المعروفة باسم المادة الرمادية) وبقية الجسم.
يُعتقد أن تلف الدماغ ناجم عن نقص في إمداد الطفل بالدم أو الأكسجين، والذي يتلف خلايا الدماغ. ولهذا عواقب وخيمة في وقت لاحق من الحياة، حيث أن المادة البيضاء هي المسؤولة عن نقل الإشارات من الدماغ إلى العضلات.
ليس من الواضح بدقة سبب حدوث تلين بيضاء الدماغ المحيطة بالبطين، ولكن تم ربطه بـ :
• عدوى التُقطت من قبل الأم
• انخفاض في ضغط الدم لدى الأم على نحو غير طبيعي- نتيجة عملية قيصرية مثلاً
• الولادة المبكرة: وخاصةً إذا ولد الطفل بعد 32 أسبوعاً من الحمل أو قبل ذلك
النمو غير الطبيعي للدماغ
يمكن لأي شيء يُغير أو يُؤثر في النمو الطبيعي للدماغ أن يؤدي إلى مشاكل في طريقة نقله للمعلومات إلى العضلات. وإذا حدث هذا، يمكن أن يظهر لدى الطفل شلل دماغي.
يمكن أن يتأثر نمو الدماغ عبر :
• التغيرات (الطفرات) في الجينات التي تلعب دوراً في نمو الدماغ
• عدوى التُقطت من قبل الأم
• جرح أو إصابة في رأس الطفل الذي لم يولد بعد
النزيف داخل الجمجمة والسكتة الدماغية
النزيف داخل الجمجمة هو نزيف في الدماغ. ويمكن لهذا أن يكون خطراً لأن الدماغ يمكن أن يُحرم من الدم، مما يمكن أن يسبب موت أجزاء من الدماغ- يمكن لتراكم الدم في حد ذاته أن يُتلف نسيج الدماغ.
أذية الدماغ أثناء أو بعد الولادة
تنجم حالات قليلة من الشلل الدماغي عن أذية الدماغ التي يحدث أثناء الولادة أو بعدها مباشرة.
تحدث الأذية عادةً خلال الأشهر القليلة الأولى من حياة الطفل، وذلك قبل أن يُطور الدماغ قدرته على الصمود والتكيف مع
درجة معتدلة من الأذية.
يمكن أن تنجم الأذية عن اختناق عندما يولد الطفل، التهاب في الدماغ (مثل التهاب السحايا)، انخفاض مستوى السكر في الدم بشكل خاص، وإصابة خطيرة في الرأس أو سكتة دماغية.
عوامل الخطر
يُشاهد النزف داخل القحف عادةً لدى الأطفال الذين ولدوا قبل الأوان، على الرغم من أنه يحدث أحياناً لدى الأطفال الذين لم يولدوا بعد، بعدَ أن أُصيبوا بالسكتة الدماغية. وتشمل العوامل التي تزيد من خطر إصابة طفل لم يولد بعد بسكتة دماغية:
• نقاط ضعف موجودة من قبل أو تشوهات في الأوعية الدموية للطفل أو المشيمَة لدى الأم
• ارتفاع ضغط الدم لدى الأم
• إصابة الأم بعدوى خلال فترة الحمل, وبخاصة مرض الالتهاب الحوضي (عدوى تصيب الجهاز التناسلي العلوي لدى الإناث)
الاختبارات
راجع طبيبك, إذا كنت تشعر بالقلق إزاءَ نمو طفلك. ويمكن أن يُحيلك إلى طبيب أطفال (طبيب متخصص في علاج الأطفال)، إذا لزم الأمر.
وسوف يسألك طبيب الأطفال عن التاريخ الطبي لطفلك ونموه. كما سَيدرس ردود الأفعال، والوَضْعَة، والتوتر العضلي لدى طفلك.
كما يمكن أن تتم إحالتك إلى أخصائي في علم النفس التربوي وذلك اعتماداً على عمر الطفل، بحيث يمكن تقييم النمو العقلي لدى طفلك.
الاختبارات وفحوص الأشعة
قد يُنصح بمزيد من الاختبارات لاستبعاد مشاكل أخرى ذات أعراض مشابهة للشلل الدماغي. ويمكن أن تشمل هذه تأخراً عاماً في النمو أو حالة طبية معينة، مثل ضمور العضلات (مجموعة من الشروط الموروثة التي تُضعف العضلات تدريجياً).
سيكون إجراء المزيد من الاختبارات قادراً أيضاً على تأكيد تشخيص الشلل الدماغي في بعض الحالات. وذلك لأنه يمكن للحالة أن تسبب تغييرات في بنية الدماغ، والتي يمكن الكشف عنها بواسطة الاختبارات.
تشمل الاختبارات التي يمكن أن يخضع لها طفلك:
• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): والذي يستخدم موجات الراديو و الموجات المغناطيسية لدراسة الدماغ بمزيد من التفصيل
• التصوير بالموجات فوق الصوتية: والذي يستخدم الموجات الصوتية لبناء صورة لأنسجة دماغ طفلك
• التصوير المقطعي المُحَوسب (CT): والذي يستخدم سلسلة من الأشعة السينية التي يتم تجميعها بواسطة الكمبيوتر لخلق نموذج مفصل ثلاثي الأبعاد لدماغ طفلك
• مُخطَّط كَهرَبِيَّة الدِّماغ (EEG): حيث يتم وضع أقطاب كهربائية صغيرة على فروة الرأس لمراقبة نشاط الدماغ
• مُخَطَّط كَهرَبِيَّة العَضَل (EMG)، حيث يتم اختبار نشاط العضلات و وظيفة الأعصاب الطرفية (شبكة من الأعصاب التي تمتد من الدماغ والحبل النُخاعي إلى مناطق أخرى من الجسم).
• فحوص الدم
قد يكون من الممكن في بعض الحالات إجراء تشخيص آمن للشلل الدماغي على نحو سريع نسبياً, وذلك عندما يتطلب الطفل عناية خاصة في المستشفى بعد أن يولَد. لكن لا يكون التشخيص الواضح ممكناً في كثير من الحالات إلا بعد بضعة أشهر أو سنوات من الفحص.
قد لا يكون من الممكن تحديد نوع وشدة حالة طفلك حتى يبلغ أربع أو خمس سنوات من العمر.
العلاج
لا يوجد علاج للشلل الدماغي، ولكن هناك مجموعة من العلاجات المتوفرة للمساعدة في علاج العديد من الأعراض.
وعادةً ما تستلزم معالجة الشلل الدماغي فريقاً من المهنيين الصحيين ذوي الخبرات في مختلف المجالات. وقد يشمل الفريق:
• طبيب أطفال
• زائِر صِحِّيّ
• عامِل اجْتِماعِيّ
• أخصائي المُعالجة الفيزيائية، والذي يساعد في الحركة والتنسيق
• أخصائي الأجهزة التقويمية، والذي يتخصص في استخدام الأجهزة (أجهزة علاجية تقويمية) لتصحيح التشوهات وتقوية المفاصل الضعيفة
• أخصائي مُعالَجَة النُّطق واللغة
• أخصائي المعالجة المهنية, الذي يُساعد في المهارات والقدرات اللازمة للأنشطة اليومية كالغسل أو ارتداء الملابس
• مدرس متخصص في مساعدة الأطفال الذين يعانون من ضعف البصر
• أخصائي في علم النفس التربوي، والذي يتخصص في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم
سَيُساعد فريق الرعاية في وضع خطة الرعاية الفردية لمعالجة أي احتياجات أو مشاكل لدى طفلك. كما سيتم إعادة تقييم الخطة باستمرار كلما تقدم طفلك في العمر وتغيرت احتياجاته.
كما سَيتم تخصيص عامل رئيسي لك ولطفلك، والذي سيكون نقطة الاتصال الأولى بينك وبين مختلف خدمات الدعم المتوفرة. ومن المرجح أن يكون العامل الرئيسي زائراً صحياً عندما يكون طفلك صغيراً. وكلما تقدم طفلك في العمر وأصبحت احتياجاته أكثر تعقيداً، فمن المرجح أن يكون العامل الرئيسي عاملاً اجتماعياً.
ليست هناك خطة علاج واحدة لطفل يعاني من الشلل الدماغي. بدلاً من ذلك، هناك مجموعة واسعة من العلاجات المتوفرة، والتي تم تصميمها للتحسين من الأعراض لدى طفلك وجعله مستقلاً قدر الإمكان. وفيما يلي مُلَخّص للعلاجات الرئيسية:
العلاج الفيزيائي
يتم البدء بالعلاج الفيزيائي عادةً عندما يتم تشخيص إصابة طفلك بالشلل الدماغي. وهو أحد أهم الطرق لمساعدة طفلك في تَدَبّر حالته.
الهدفان الرئيسيان للعلاج الفيزيائي هما:
• الوقاية من ضعف العضلات غير المعتاد عادةً لدى طفلك
• الوقاية من قصير العضلات وفقدان معدل حركتها الطبيعي (المعروف باسم التَقَفّع)
هناك خطر بالتَقَفّع لدى الأطفال الذين يعانون من مشاكل في تمطيط عضلاتهم نتيجة لتَصَلّبها. إذا كان لا يمكن أن تتمطط العضلات، فإنها لا تنمو بسرعة مثل العظام. ويمكن أن يؤدي هذا إلى تشوهات، مما يسبب الألم وعدم الراحة لطفلك.
وسَيقوم أخصائي العلاج الفيزيائي بتعليم طفلك عدداً من التمارين البدنية لتقوية عضلاته وتمطيطها، والتي يمكن أن يقوم بها كل يوم. كما يمكن استخدام ذراع خاصة أو حمالات الساق (أجهزة علاجية تقويمية) للمساعدة في مَدّ عضلاته وتحسين وضعه.
علاج النطق
يمكن لعلاج النطق أن يُساعد الأطفال الذين لديهم صعوبة في التواصل، عن طريق تعليمهم سلسلة من التمارين التي يمكن أن تساعدهم على التحدث بوضوح.
وإذا كان لديهم صعوبات شديدة في النطق، قد يكون المُعالج قادراً على تعليمهم وسيلةً بديلة للاتصال، مثل لغة الإشارة.
كما قد تتوفر مَعَدات خاصة لمساعدة طفلك على التواصل، مثل جهاز كمبيوتر متصل ببرنامج المزج الصوتي.
ويمكن إعطاء الأطفال الأصغر سناً جهازاً مماثلاً لجهاز الكمبيوتر المحمول والذي يحتوي على رموز تُمثل الحاجات و الأنشطة اليومية. ثم يضغط الطفل مجموعة من الرموز للتواصل.
العلاج الِمهني
يشتمل العلاج المهني على مُعالج يُحدد المشاكل التي قد يواجهها طفلك في القيام بالمهام اليومية.
كما يمكنه تقديم المشورة لطفلك حول أفضل طريقة للقيام بالمهام التي تتطلب مهارات الحركة، مثل الذهاب إلى المرحاض أو ارتداء الملابس.
يمكن للعلاج المهني أن يكون مفيداً للغاية في تعزيز تقدير الذات لدى طفلك واستقلاله، وخاصةً كلما تقدم في العمر.
أدوية تصلب العضلات
إذا كانت عضلات طفلك متصلبةً بشدة، وتُسبب له عدم الارتياح أو تمنعه من القيام بالمهام اليومية، يمكن إعطاؤه أدوية لإرخاء عضلاته.
دَيازيبام
إذا كان هناك حاجة لعلاج على المدى القصير والسريع لآلام العضلات وتصلبها، يمكن أن يُنصح بدَيازيبام. ويمكن أخذ هذا الدواء على شكل سائل أو أقراص.
يمكن أن تشمل الآثار الجانبية لديازيبام:
• النعاس
• الحديث المُتلعثِم
• الدوخة (الدوار)
• الحماقة أو فقدان التنسيق
• النسيان
• الاضطراب
إذا لم يكن ديازيبام فعالاً، يمكن استخدام مُرخيات العضلات البديلة،مثل دانترولين أو تيزانيدين. ولهذا آثار جانبية مشابهة لديازيبام، على الرغم من الحاجة لإجراء فحوص منتظمة للدم للتحقق من أي آثار جانبية أكثر خطورة، مثل تلف الكبد.
بَاكلُوفين
قد يُنصح بدواء يُسمى باكلوفين للعلاج على المدى الطويل. يمكن أن يُؤخذ هذا في شكل سائل أو أقراص مثل ديازيبام.
يمكن أن تشمل الآثار الجانبية لباكلوفين:
• النُعاس
• الشعور بالإعياء
• الإمساك أو الإسهال
• الاضطراب
• الحماقة أو فقدان التنسيق
يُنصح في بعض الأحيان بالعلاج بمضخة الباكلوفين بدلاً من الأقراص. وينطوي هذا على زرع مضخة صغيرة جراحياً تحت الجلد بالقرب من الخصر، والتي يتم توصيلها من خلال أنابيب إلى الحبل الشوكي.
تنقل المضخة جُرعات منتظمة من باكلوفين مباشرةً إلى السائل المحيط بالحبل النُخاعي. وهذا يعني أن لها آثار جانبية أقل من أقراص باكلوفين كما أنها أكثر فعالية في الحد من تصلب العضلات.
سم البوتولينوم
إذا كان لدى طفلك تصلب عضلات يُؤثر على عَضَلة محددة أو مجموعة من العضلات، يمكن إعطاؤه حقن من دواء يُسمى سم البوتولينوم.
وعادةً ما تدوم تأثيرات حِقَن سم البوتولينوم ما بين ثلاثة وستة أشهر، ولكن يمكن تكرار إعطاء الحِقَن. ويكون العلاج أكثر فعاليةً عندما يتبع الحِقَن برنامج لتمطيط العضلات والعلاج الفيزيائي.
كما يمكن أن يسبب سم البوتولينوم صعوبات شديدة في البلع والتنفس في حالات نادرة. وسوفَ يقوم فريق الرعاية الخاص بطفلك بشرح كيفية التعرف على هذه المشاكل وسيتم نُصحك بالذهاب الى المستشفى على الفور في حال تطورها.
علاج مشاكل التغذية وسيلان اللعاب
غالباً ما يجد الأطفال الذين لديهم مشاكل في السيطرة على أفواههم صعوبةً في ابتلاع الطعام والسيطرة على إفراز اللعاب. ويمكن أن يكون كلاً من العرضين خطيراً ويتطلب العلاج.
وهناك خطرٌ يتمثل في أن تدخل قطع صغيرة من الطعام رئة طفلك, إذا كان لديه مشاكل في بلع طعامه (عسر البلع). يمكن لهذا أن يؤذي الرئتين ويُسبب الالتهاب (الالتهاب الرئوي).
إذا كان عُسر البلع لدى طفلك معتدلاً, فإنه من الممكن لأخصائي مُعالجة النطق واللغة أن يعلمه طرائق للتعامل معه. كما يمكن أن يُنصح باتباع نظام غذائي من الأطعمة الخفيفة.
إذا كانت المشكلة أكثر خطورة، قد يكون هناك حاجة إلى أنبوب الإطعام. ويمكن لهذا أن يُوضع في مَعِدتِه، إما عن طريق الأنف والحلق (أنبوب أنفي مَعِدي) أو مباشرةَ من خلال جدار البَطن لديه (أنبوب فغر المَعِدة).
إذا كان لدى طفلك مشاكل في سيلان اللعاب، يمكن للعاب الزائد أن يُهَيج الجلد حول الفم والذقن والرقبة. يزيد هذا من خطر إصابة هذه المناطق بالإنتان.
هناك عددٌ من العلاجات التي يمكن أن تساعد الأطفال في السيطرة على سيلان اللعاب، بما في ذلك:
• الأدوية المضادة للكولين: تُعطى على شكل قرص أو رُقعة على الجلد، مما يقلل من إفراز الجسم للعاب
• حِقَن سم البوتولينوم في الغدد اللعابية (على الرغم من أنه حل مؤقت فقط)
• عملية جراحية لإعادة توجيه الغدة اللعابية، وبذلك يتجه اللعاب نحو الجزء الخلفي من الفم بدلاً من الأمامي
• وضع أجهزة في الفم للمساعدة في تثبيتٍ أفضل للسان وانتظام البلع
• تدريب على الارتجاع البيولوجي: حيث يتم تعليم الطفل أن يُدرك متى يسيل لُعَابه وأن يبتلع وفقاً لذلك.
الجراحة
قد يتم استخدام الجراحة في بعض الأحيان لتصحيح مشاكل العظام والمفاصل، من خلال إطالة أياً من العضلات والأوتار التي تكون قصيرة جداً وتسبب مشاكل.
قد يُنصح بهذا النوع من الجراحة، والمعروف باسم جراحة العظام، إذا كان الشلل الدماغي لدى طفلك يُسبب له الألم عندما يتحرك. كما يمكن لها أن تُحسن من وضعه وحركته، وكذلك ثقته وتقديره لذاته.
ومع ذلك، يمكن أن يستغرق طفلك بعض الوقت للشعور بالفوائد الكاملة لجراحة العظام، وعادةً ما يكون هناك حاجة إلى مُعالجة فيزيائية طويلة الأجل بعد العملية. على سبيل المثال: إذا كان لدى طفلك عملية جراحية لتحسين قدرته على المشي، قد يستغرق مُدةً تصل الى عامين للحصول على النتائج الكاملة للعلاج.
كما يمكن أن تُستخدم الجراحة لعلاج مشاكل أخرى، بما في ذلك انحناء العمود الفقري (الجَنَف) وسلس البول. انظر علاج الجنف وجراحة السلس البولي لمزيد من المعلومات.
سيتم مراقبة طفلك بشكل روتيني، وقد يحتاج إلى تصوير بالأشعة السينية للورك والعمود الفقري بشكل منتظم للتحقق من أي مشاكل تحتاج إلى تصحيح بالجراحة.
بَضْعُ الجَذْور الظَهرية الانتقائية (SDR)
بَضع الجذور الظهرية الانتقائية (SDR) هي عملية جراحية يمكن أن تساعد الأطفال الذين يعانون من تصلب العضلات الشديد وخاصة في أرجلهم في تحسين المشي لديهم. ينصح بها فقط عادةً إذا أظهرت فحوص الأشعة أن لدى الطفل أذية في المادة البيضاء للدماغ (تلين بيضاء الدماغ المحيطة بالبطين) وأن العلاجات الأخرى لتصلب العضلات قد باءت بالفشل.
تشمل العملية قطع بعض الأعصاب في العمود الفقري السفلي، مما يمكن أن يساعد في التخفيف من تصلب الساق.
لكن سوف تكون هناك حاجة لعلاج فيزيائي واسع يمتد لعدة أشهر بعد العملية، لمساعدة طفلك في “إعادة تعلم” كيفية التحكم في عضلات الساق لديه.
كما هو الحال مع جميع أنواع الجراحة، تحمل عملية بَضع الجذور الظَهرية الانتقائية خطر حدوث مضاعفات، بما في ذلك صعوبة مؤقتة في إفراغ المثانة (احتباس البول)، الجَنَف وتغيير في الطريقة التي تبدو بها أرجله.
يجب عليك وعلى طفلك (إذا كان قادراً على فهم الآثار المترتبة على الجراحة) مناقشة الفوائد والمخاطر المحتملة مع الجراح.
المضاعفات
لا تزداد المشكلة في الدماغ والتي تسبب الشلل الدماغي سوءاً مع التقدم في العمر. لكن يمكن أن تظهر مشاكل جسدية وعاطفية مع نمو الشخص الذي يعاني من هذه الحالة.
المشاكل الجسدية
يظهر لدى العديد من البالغين الذين يعانون من الشلل الدماغي المزيد من المشاكل الجسدية (مثل التهاب المفاصل) نتيجةً لحالتهم، والتي يمكن أن تسبب الألم والتعب والضعف.
تنجم هذه المشاكل إلى حد كبير عن تشوهات العظام والعضلات المرتبطة بالشلل الدماغي، والتي يمكن أن تُسبب الكثير من الضغط البدني على الجسم. يمكن لشخص يعاني من هذه الحالة نتيجةً لذلك أن يستنزف طاقةً أكبر في تنفيذ المهام اليومية من شخص لا يعاني منها.
قد يساعد المزيد من العلاج الطبيعي والمعدات التي تساعدك على الحركة, مثل الكرسي المتحرك أو إطار المشي، في تخفيف بعض المشاكل الجسدية التي يمكن أن تحدث لاحقاً نتيجة الشلل الدماغي.
الاكتئاب
يمكن أن يكون التعامل مع التحديات اليومية في التعايش مع الشلل الدماغي صعباً على الصعيد العاطفي، كما أن البالغين الذين يعانون من هذه الحالة بخطر متزايد للإصابة بالاكتئاب.
يجب عليك مراجعة الطبيب أو فريق الرعاية االخاص بك إذا كنت تعتقد أنك تعاني من الاكتئاب. وهناك العديد من العلاجات التي يمكن أن تساعد، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT).